ثلاث روايات متضاربة تكشف حقيقة الإغلاق المفاجئ لمنشأة “بو شهر” النووية
لايزال الغموض يلف حقيقة سيناريو الإيقاف المفاجئ لمنشاة بوشهر للطاقة النووية في إيران أمس، وتتضارب الروايات حول حقيقة خروج المحطة عن الخدمة والأسباب التي دفعت طهران إلى الإعلان وبشكل مفاجئ عن توقيفها بشكل كلي.
بدأت القصة، مع إعلان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان لها نشرته العلاقات العامة للمنظمة عن أول السيناريوهات أكدت فيه إغلاق محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا جنوب البلاد وخروجها عن خط تزويد شركة الكهرباء المحلية.
واكتفت المنظمة بذكر حدوث “خلل فني” في المحطة، الأمر الذي استوجب معه إغلاق طارئ، في حين لم تتطرق إلى الإعلان عن اليوم أو التاريخ المحددين لاستئناف عمل المحطة وإعادتها إلى مسار التشغيل.
في حين طرح نائب منسق التوزيع في شركة الطاقة الكهربائية الحكومية في البلاد غلام علي رخشاني مهر خلال مقابلة له مع التلفزيون الرسمي الإيراني سيناريو ثانيا تحدث فيه عن انخفاض مفاجئ في الطاقة الإنتاجية قدر بنحو ألف ميغا واط، ما استدعى الإغلاق لنحو ثلاثة إلى أربعة أيام.
بينما اكتفت هيئة الطاقة الذرية أن المحطة ستعود للخدمة بعد إصلاح الخلل الفني، وسيعاد ربط المحطة بشبكة الكهرباء المحلية.
إلا أن المنظمة نفسها أعلنت في نيسان الماضي عن شلل وشيك في عمل المحطة والذي جاء على لسان نائب رئيس المنظمة محمود جعفري كاشفاً عن شلّ العقوبات المصرفية والأمريكية المفروضة على طهران على ديمومة عمل المحطة، فضلاً عن تقلبات أسعار الصرف في البلاد.
وأطلق الجعفري تحذيرات سابقة من قطع مفاجئ في توليد الكهرباء للوحدة الأولى في المحطة وتوقف أنشطتها خلال العام الحالي وقطع في إمدادات الكهرباء.
لكن التوقيف المفاجئ للمحطة النووية جاء بعيد ساعات فقط عن تهديدات أفصح عنها مسؤول إسرائيلي تحدث فيها وجوب إعداد خطط هجوم ضد برنامج إيران النووي، على إثر فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية والتي أجريت في 17 من الشهر الحالي، والتي جاءت كسيناريو ثالث لقرار إغلاق المنشأة بشكل مفاجئ.
ونقلت صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل أمس الأحد عن المسؤول قوله إن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بات هو الخيار الوحيد والمطروح الآن أمام إسرائيل، على حد تعبيره.
وسبق لمنشأة نطنز الإيرانية أن أعلنت في نيسان الماضي عن وقوع خلل في شبكة توزيع الكهرباء بموقع نطنز النووي وتعطيل نشاطها، مرجحة حدوث اختراق سيبراني لمنشأتها، دون حدوث تلوث إشعاعي أو وقوع إصابات بشرية، وهو ما رجحته صحيفة “جورزاليم بوست” الإسرائيلية.
وتزامن ذلك كله، مع تحذيرات أطلقها وزير خارجية إسرائيل الأسبوع الحالي محذراً من امتلاك إيران لقنبلة نووية، إذ تعارض الحكومة الإسرائيلية الجديدة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعود منشاة بوشهر النووية إلى مشروع أطلقته شركة سيمنز الألمانية عام 1975، لكن النظام الإيراني أوقفه مرتين الأولى عام 1979 إبان صعود النظام على السلطة، والثانية إبان حرب العراق عام 1980 إلى 1988، ثم عاودت روسيا استئناف العمل عليه عام 1995 لتضعه في الخدمة عام 1999.