السياسة

برحيل نتنياهو، هل يبقي الوضع على حاله مع بينيت ام ماذا ينتظر فلسطين؟

شكك سياسيان فلسطينيان بارزان في مكالمتين هاتفيتين  مع “تايمز أوف إسرائيل”  في أن تقوم حكومة إسرائيلية بقيادة رئيس حزب “يمينا” نفتالي  بتغيير الواقع الفلسطيني إلى الأفضل .

بعد ظهر الإثنين، أعلن عدد من الأعضاء البارزين في الكتلة المعارضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التزامهم بتشكيل حكومة بدونه.

يبغض العديد من الفلسطينيين نتنياهو، ويرون أن فترة ولايته التي استمرت 12 عاما هي السنوات التي شهدت وصول قضيتهم الوطنية إلى حضيض

لكن بينيت، البديل المحتمل الفوري له، يُعتبر من مناصري المشروع الاستيطاني ومن غير المرجح أن يكون منفتحا على أي تنازلات للفلسطينيين.

وقال ناصر القدوة، العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة فتح ومنتقد بارز لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: “على المستوى الفردي، لا يوجد فرق كبير بينهما. قد يكون بينيت أكثر تطرفا أو راديكالية إلى حد ما”.

مسؤول فتح السابق ناصر القدوة ، يسار الوسط ، وزوجة مروان البرغوثي ، فدوى ، يمين الوسط ، يغادران مكتب لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية بعد تسجيل قائمتهما المشتركة للانتخابات البرلمانية المقبلة في مايو، في مدينة رام الله بالضفة الغربية

بموجب الاتفاق المقترح، سيكون بينيت الأول في تولي منصب رئيس الوزراء في اتفاق تناوب مع رئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، الذي يعد حزبه الأكبر في كتلة الأحزاب التي تسعى للإطاحة بنتنياهو من السلطة. ومع ذلك، لم يتوصل الاثنان إلى اتفاق نهائي بعد.

وأقر لابيد يوم الاثنين في تصريحات للصحافة بأنه “لا تزال هناك الكثير من العقبات في طريق تشكيل الحكومة الجديدة”.

وقال مصطفى البرغوثي، السياسي المخضرم في المعارضة في رام الله ومدير المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن نقطة النور الوحيدة هي أن قضايا الفساد لنتنياهو يمكن أن تمضي قدما دون عقبات بمجرد تنحي رئيس الوزراء. نتنياهو يحاكم حاليا بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وقال البرغوثي: “الأمر الايجابي الوحيد سيكون رحيل نتنياهو ومحاكمته. ولكن حكومة مع بينيت في مركزها هي أمر مقلق بالنسبة لنا… لن تكون هذه حكومة قادرة على صنع السلام”.

ووافق القدوة على أن تنحي نتنياهو أخيرا سيكون بمثابة تطور إيجابي “من أجل السلام وللمنطقة ككل”.

وقال: “لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نخدع أنفسنا كثيرا بشأن المستقبل. مرة أخرى، الاثنان في الأساس متماثلان”.\

رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في بيت لحم،

ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية عباس للتعليق.

ويرأس بينيت حزب “يمينا” اليميني الذي يُعتبر المستوطنون في الضفة الغربية من أقوى قواعده الانتخابية. في السابق كان يدير مجلس “يشع”، وهو شبكة من المجالس المحلية والإقليمية الاستيطانية، وهو معارض صريح لصيغة الأرض مقابل السلام وإقامة الدولة الفلسطينية. وقد شملت برامج حزبه ضم المنطقة (C) من الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين “حكم ذاتي شبه كامل” في بقية الأراضي.

في خطاب أعلن فيه قراره الانضمام إلى كتلة التغيير يوم الأحد، أقر بينيت بأن قائمة الأحزاب الشريكة للائتلاف ستكون محدودة من حيث القضايا التي يمكن أن تتفق عليها، رغم أنه تعهد بأن “هذه لن تكون حكومة ستنفذ خطة فك ارتباط، ولن تقومك بتسليم أراضي”.

كما قال سياسيون آخرون في ما تسمى بكتلة التغيير إن حكومتهم المقترحة ستكون هشة للغاية في التعامل مع القضايا المثيرة للجدل، مثل التفاوض على دولة فلسطينية.

وقال البرغوثي: “كيف يمكن تعليق القضية الفلسطينية في حين أنها في نهاية المطاف أهم قضية مطروحة؟ التهرب من المشكلة، والتصريحات التي رأيناها من بينيت، كل هذا لا يبشر بالخير”.

ومع ذلك، إذا تمت المصادقة على حكومة برئاسة نتنياهو أو بينيت، فسيكون ذلك غير مسبوق بطريقة واحدة على الأقل: ستعتمد هذه الحكومة على امتناع حزب “القائمة العربية الموحدة” الإسلامي، لتكون هذه المرة الأولى التي يمكّن فيها حزب عربي رئيس وزراء من اليمين من تولي السلطة.

ولقد أثار رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، جدلا كبيرا في صفوف مواطني إسرائيل العرب بسبب استعداده للدخول في شراكة مع اليمين اليهودي الإسرائيلي. شعار الحملة الانتخابية للحزب الإسلامي كان تحقيق انجازات ملموسة لمواطني إسرائيل العرب في الميزانيات والبنى التحتية، مما أدى إلى انقسام حاد في صفوف ناخبيه.

ومع ذلك، فاز عباس بأربعة مقاعد في الانتخابات التي أجريت في شهر مارس، ليضمن بذلك بشكل فعلي عدم قيام أي حكومة دون دعمه. خلال الأعمال العدائية بين إسرائيل وحركة حماس علقت القائمة الموحدة المحادثات الإئتلافية، لكنها استأنفتها من جديد بمجرد أن هدأ القتال.

مساء الإثنين ، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن عباس يقترب من إبرام صفقة مع كتلة التغيير. مطالب عباس الرئيسية، وفقا للتقارير، هي ميزانيات إضافية للبلدات العربية وإلغاء قانون تم سنه في عام 2017 يستهدف البناء العربي غير القانوني.

إلا أن البرغوثي يستبعد فكرة أن يتمكن رئيس حزب القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، من تحقيق أي مكاسب من خلال دعمه لليمين الإسرائيلي.

وقال: “لا أعتقد أن نهجه سيحقق أي شيء لفلسطينيي الداخل. تم تجربة ذلك من قبل ولم ينجح. هناك نظام عنصري يعمل هنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى