السياسة

“الشيخ جراح”.. القصة الكاملة للحي المقدسي الذي يوشك أن يشعل انتفاضة فلسطينية

على مدى الأيام الماضية، تصدر وسم #انقذوا_حي_الشيخ_جراح منصات التواصل الاجتماعي عربياً، أما فلسطينياً فأوشك الحي على إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة وتفجير أزمة لا تزال نذرها قائمة.

يقع حي “الشيخ جراح” في الجانب الشرقي من مدينة القدس القديمة بجوار أسوارها، وعلى مقربة من باب العامود الشهير.

النكبة نقطة البداية

تعود بدايات قصة الحي إلى النكبة الفلسطينية عام 1948، أما أزمته الحالية فترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسة التهويد التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقية.

كنتيجة للنكبة عام 1948، نزحت عائلات فلسطينية إلى مدينة القدس التي كانت آنذاك تحت سيادة التاج الأردني وفي العام 1956 اتفقت عمان مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على إقامة منازل لـ 28 عائلة فلسطينية من هؤلاء اللاجئين في حي الشيخ جراح حالياً.

وبموجب ذلك الاتفاق، تعهدت السلطات الأردنية بتقديم مساحات واسعة من الأراضي تقع داخل الحي حالياً، فيما تولت الوكالة عمليات التشييد مقابل مبلغ مالي رمزي تدفعه العائلات بشكل دوري لحين استكمال تمليكها، وذلك شريطة أن يتخلى أفراد تلك العوائل عن صفة لاجئ.

النكسة حاضرة أيضاً
عقب احتلال القوات الإسرائيلية لمدينة القدس الشرقية عام 1967، زعمت منظمات إسرائيلية أن الأرض التي بنيت عليها تلك المنازل تعود ليهود غادروا القدس خوفاً على حياتهم عام 1948.

وما لبث أن تحركت تلك المنظمات أمام القضاء الإسرائيلي لتثبيت مزاعمها عام 1972 غير أن تلك المساعي لم تفلح إلى أن جاء العام 2008، حينما قضت إحدى المحاكم الإسرائيلية بأن جزءاً من الحي “كان مملوكاً لليهود الشرقيين الذين استقروا هناك خلال العهد العثماني”.

وعلى خلفية ذلك الحكم، نفذت السلطات الإسرائيلية عدة قرارات إخلاء بحق عائلات فلسطينية تقيم بالحي الذي أصبح معظم ساكنيه الفلسطينيين مهددين بالطرد عبر قرارات مشابهة.

غير أن الغضبة الشعبية الأخيرة، دفعت المحكمة العليا الإسرائيلية إلى تأجيل الجلسة المقررة بشأن طرد المزيد من العائلات الفلسطينية إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوما. 

وكانت منظمة العفو الدولية طالبت أمس الأول إسرائيل بوقف ترحيل سكان حي الشيخ جراح والقدس الشرقية فوراً على اعتبار أنها أراض محتلة وليست إسرائيلية، في حين دعا الملك الأردني، عبد الله الثاني، إلى ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية لتهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس.

 وخلال الأيام الماضية اندلعت مواجهات في حي الشيخ جرّاح الملاصق للمسجد بين الأهالي من جهة والقوات الإسرائيلية وعدد من المستوطنين من جهة أخرى على خلفية تبليغ السكان الفلسطينيين، وإجبارهم بالقوة على إخلاء منازلهم.

 ليتصاعد التوتر  بعدها ويتحول إلى قصف متبادل بالصواريخ بين الفصائل الفلسطينية في غزة والقوات الإسرائيلية، أسفرت عن قتلى في صفوف الإسرائيليين، لكن الضحايا الأكبر كان المدنيون في غزة حيث قتل حوالي 40 منهم حتى الآن بالقصف الإسرائيلي  أكثر من نصفهم نساء وأطفال.

ولا يزال التوتر سيد المشهد على معظم الأراضي الفلسطينية، رغم دعوات عالمية وعربية ومنظمات دولية إسرائيل لوقف القصف والاعتداء على أهالي الحي المقدسي المذكور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى