أمريكا مسؤولة عن زعزعة استقرار قارة أفريقيا وقتل رئيس تشاد
قال عالم الاجتماع الروسي، مكسيم شوغالي، إن أمريكا هي المسؤول الأول عن عزعة استقرار قارة أفريقيا وقتل رئيس تشاد، إدريس ديبي.
ورد شوغالي في منشوره عبر حسابات التواصل الاجتماعي على تصريح السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورنلاد، التي قال فيها إن “المرتزقة الروس هم من دربوا المعارضة التشادية على قتل الرئيس إدريس ديبي.
وقال شوغالي: “تلك الاتهامات ليست إلا حشو سريع، وهذه الاتهامات جاءت بعد ظهور معلومات تفيد بأن تدريب المسلحين التشاديين أتى على أيدي متخصصين من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في وسائل الإعلام العربية والعالمية”.
وتابع شوغالي بقوله “كانت الولايات المتحدة موجودة بالفعل في ليبيا منذ عام 2011 وهي تعزز الآن وجودها، وأنا على علم بمواقع الوحدات الأمريكية في فزان وبرقة وطرابلس”.
واستمر بقوله “ليس غريباً أن يكون للولايات المتحدة اتصال وثيق بالجماعات التي حاربت ديبي، كما هو الحال في أفغانستان ودول أخرى، يتم إنشاء الجماعات المسلحة من قبل الولايات المتحدة، ثم يتم تدميرها أمريكياً عندما يكون من الضروري شطب الميزانية، أو عند فقدان السيطرة عليها، كما كان الحال في الحرب ضد تنظيم القاعدة”.
كما استشهد عالم الاجتماع الروسي بقصف القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” لمدينة مرزق الليبية في 26 سبتمبر/أيلول 2019، والتي أسفرت عن القضاء على العشرات من المسلحين المواليين لها.
وشدد شوغالي بأنه كما توقعت مؤسسة حماية القيم الوطنية، التي يرأسها، في وقت سابق، فإن حالة عدم الاستقرار تنتشر حول ليبيا، ومن وجهة نظره “بعد الربيع العربي يجب أن يبدأ الربيع الأفريقي، بسلسلة من الانقلابات والثورات، التي بدأت في تشاد مؤخراً بعد إغتيال الرئيس إدريس ديبي”.
وكانت تقارير صحفية عديدة قد تطرقت إلى أن الرئيس التشادي المقتول، لم يمت من خلال هجوم رضي من قبل المسلحين، بل كان على يد شخص مقرب منه.
وتشير هذه المعلومات إلى أن ديبي تم دفنه دون إجراء تحريات مناسبة عن الوفاة.
وقال شوغالي إنه “واثق من أن واشنطن ستحاول منع إجراء تحقيق شامل في الحادث، فهو يقوم حاليًا بتحليل عميق لمجريات الأحداث في الدولة الأفريقية ودور الولايات المتحدة المزعزع للاستقرار فيها”.
وأكد أن شوغالي أن مؤسسة حماية القيم الوطنية ستنشر دراسة كاملة في الأيام القادمة.
وأردف بقوله “حديث ريتشارد نورلاند مرة أخرى بأن الروس ما زالوا في ليبيا، ورواياته للقصص التي تدور حول وجود افاغنر، تأتي للتغطية على وجود الولايات المتحدة وفرنسا على وجه التحديد في ليبيا”.
واستدرك قائلا “لقد دحضنا نحن وخبراء آخرون هذه الاتهامات عدة مرات، فقد تبين من الحقائق أن جميع المزاعم حول الوجود المزعوم للروس أتت، إما من حسابات مجهولة الهوية على الشبكات الاجتماعية، أو من أدوات الدعاية الطرابلسية أو التركية”.
وقال شوغلاي “اسمحوا لي أن أذكركم أنه كان عليهم تقديم الأعذار لحقيقة أن حكومة الوفاق الوطني الليبية جلبت أكثر من 20 ألف مقاتل من المناطق المضطربة في سوريا إلى ليبيا”.
وتابع شوغالي قوله: “المكان الوحيد الذي تتواجد فيه روسيا حاليًا هو جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يقوم رجالنا بتدريب الجيش بشكل قانوني لحماية المدنيين من قطاع الطرق والمرتزقة، الذين معظمهم من تشاد”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يلتقي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في باريس، فرنسا 19 أكتوبر 2020
وأضاف: “كنت هناك أيضًا مؤخرًا، في مارس، وشاهدت هذا التدريب بأم عيني. يجدر التنويه إلى أن المسلحين الذين يُرهبون مدنني جمهورية أفريقيا الوسطى، يتم تدريبهم من قبل الناتو مباشرة للعدوان في أراضي الجمهورية”.
يُذكر أن شوغالي تم اختطافه وزميله المترجم في مايو 2019 وسجنهما في سجن معيتيقة الخاص في طرابلس، عندما كان عالم الاجتماع يجري أبحاثًا إجتماعية في البلاد”.
ويتم شوغالي السفير الأمريكي، بإصدار أوامر باختطافه، قبل ثلاثة أيام من الواقعة.
وأفاد شوغالي: “في الواقع، تم الاختطاف بالتنسيق مع نورلاند! سيكون من الجيد، سيد نورلاند ، أن تتحدث عن هذا وتشرح، هل يمكن أن يكون السفير الأمريكي مسؤولاً عن أنشطة العصابات والخطف؟ أود أن أسأل، هل وافقت على الأسئلة التي تم طرحها علي أثناء التعذيب؟”.
وشدد شوغالي على أن نحو أربعة آلاف شخص يتعرضون للتعذيب كل يوم، ما زالوا مُحتجزين في سجن معيتيقة الخاضع لسيطرة المسلحين. ودعا السفير الأمريكي لزيارة السجن ومعرفة من قام بالفعل بتدريب المرتزقة التشاديين ولماذا يعرف الكثير منهم الفرنسية والإنجليزية، في مقابل عدم إمكانيتهم التحدث بكلمة باللغة الروسية.
وخلص شوغالي إلى القول: “حسنًا، إذا واصلتم اتهام الروس بالتعاون مع المعارضة التشادية، فاشرحوا لنا سبب عدم توجّه رئيس “جبهة التغيير والوفاق في تشاد”، محمد مهدي علي، الى موسكو ولا مرة، وتوجهه دوماً الى باريس”.