“شريان” الأرض ينبض بأدنى مستوياته… البشرية على موعد مع “نقطة تحول” كارثية
حذر خبراء، في دراسة حديثة، من انخفاض سرعة جريان يمكن وصفه بـ”شريان حياة” على كوكب الأرض، حيث تمثل هذه الظاهرة بحسب العلماء بـ”نقطة التحول الأخطر” في تاريخ البشرية.
يعمل تيار المحيط أو التيار البحري، كحزام ناقل ضخم يعيد توزيع الماء الدافئ في جميع أنحاء محيطات كوكبنا، لكن خبراء حذروا بأن تدفق المياه في هذا العصب الشرياني الهام لكوكب الأرض هو الأضعف منذ أكثر من 1000 عام، والتغير المناخي الناجم عن النشاط البشري هو السبب.
يطلق العلماء على هذا التدفق الهائل لمياه التيار الأطلسي رمز (AMOC)، وهو بمثابة شريان الحياة بالنسبة لكوكب الأرض، وجريانه يمكن تشبيهه بنبضات القلب بالنسبة للجسم، حيث يقوم هذا التيار بتوزيع المياه الدافئة في جميع المحيطات وله أهمية بالغلة بالنسبة للحياة بشكل العام والبشر بشكل خاص.
الجريان الأدنى منذ ألف عام
ورصد العلماء تباطؤ سريان هذا التيار في عام 2015، بنسبة تقدر بحوالي 15% عن الجريان الطبيعي المسجل في عام 1950.
اعتبر العلماء أن البشرية على موعد مع “نقطة تحول خطيرة”، حيث أن تيار المحيط في أضعف مستوياته منذ أكثر من 1000 عام بسبب تغير المناخ الذي قد يتسبب بحدوث فيضانات على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.ويحذر الخبراء من أنه بحلول عام 2100، قد يضعف هذا التيار بنسبة تصل إلى حوالي 45%، ما يجعل البشرية تقترب بشكل خطير من “نقطة التحول” التي قد تؤدي إلى ظروف مناخية مدمرة في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الخبراء، إذا صدقت هذه التوقعات والتنبؤات، سوف ترتفع مستويات سطح البحر على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة وستشهد أوروبا الغربية طقسا قاسيا بشكل دائم.قال مؤلف الدراسة ستيفان رامستورف، من معهد “بوتسدام” لأبحاث تأثير المناخ (PIK): “يعمل نظام المحيط مثل حزام ناقل عملاق، يحمل المياه السطحية الدافئة من خط الاستواء إلى الشمال، ويرسل المياه العميقة الباردة منخفضة الملوحة إلى الجنوب”.يؤثر تباطؤ التدفق بشكل مباشر على السكان الذين يعيشون على أطراف المحيطات، خصوصا على جانبي المحيط الأطلسي.
وبحسب الخبراء، سيكون لهذا الانخفاض أثرا كبيرا على المناخ، وستصبح فصول الشتاء أكثر برودة وستكون العواصف أكثر تواترا والتي ستستمر لفترة أطول على مدار العام في حال توقف هذا التيار.
ويؤكد العلماء أن الخطر الأكبر لا يتمثل بانخفاض درجات الحرارة بل سيكون لارتفاع مستويات سطح البحر التأثير الأكبر بالنسبة للبشرية، حيث سيؤدي هذا في النهاية إلى دفع الأشخاص الذين يعيشون على طول السواحل الأمريكية إلى هجر منازلهم والانتقال إلى الداخل.
وسيؤدى انخفاض سريان هذا التيار إلى انخفاض كبير بكمية هطول الأمطار في شمال المحيط الأطلسي التي من شأنها أن تسبب حالات جفاف شديدة في المناطق التي نادرًا ما تشهد مثل هذه الأحداث.
ونوه الخبراء أنه في حال تواصل ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن التيار سيفقد سرعة جريانه بشكل أكبر، بنسبة تترامح من 34 إلى 45 في المائة بحلول عام 2100 وفقًا لأحدث البيانات والدراسات المناخية، “هذا يمكن أن يقربنا بشكل خطير من نقطة التحول التي يصبح عندها التدفق غير مستقر”، وسيؤثر ذلك على الحياة بشكل عام على كوكب الأرض.