السياسة

سفير أمريكي سابق ينصح بايدن بمغادرة سوريا بسبب مشكلة “لن تختفي”

وجه السفير الأمريكي السابق، روبيرت فورد، عدة نصائح إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول واقع الوجود الأمريكي العسكري في سوريا، معتبرا أن هذا الوجود كان بمثابة “فشل ذريع” لأمريكا خصوصا ماليا.

نشرت صحيفة “foreignaffairs” الأمريكية مقالا مثيرا للاهتمام كتبه السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبيرت فور، (2011-2014) تحدثت فيه عن الفشل الكبير للسياسة الأمريكية في سوريا بعهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وبحسب الصحيفة، كان ترامب قد وعد مرارا وتكرارا بإخراج أمريكا من الأزمة السورية، لكن فورد أكد أن “جهود الولايات المتحدة طويلة المدى لإعادة بناء مجتمعات ما بعد الصراع وتحقيق الاستقرار لها كانت مضللة ومحكوم عليها بالفشل”.

وبحسب فورد، كان لدى أمريكا “مشروع طويل الأجل (في سوريا) لكن إدارة ترامب تراجعت عن وعودها بالتخلي عن بناء الدولة في سوريا”، على حد وصفه.

وأضاف فورد: “حاولت الولايات المتحدة استخدام إمكاناتها العسكرية ومواردها المالية لإقناع الرئيس بشار الأسد بإجراء إصلاحات وإنشاء منطقة حكم ذاتي كردية في الشمال الشرقي. تحت القيادة الأمريكية، وتطورت هذه المناطق إلى شبه دولة بجيشها الخاص، قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ، وبيروقراطية راسخة خاصة بها التي تهيمن عليها قوات الدفاع الذاتي الشعبية الكردية (YPG) وجناحها السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

وبين فورد أنه “بعد 6 سنوات وإنفاق 2.6 مليار دولار على شبه الدولة هذه، التي لا تزال طفلة تحت الحماية العسكرية الأمريكية، وتحميها من جيرانها العدوانيين (على حد وصفه). غير قادرة (المنطقة الكردية) على الدفاع عن نفسها، وستظل منطقة الحكم الذاتي هذه معتمدة على الولايات المتحدة في المستقبل المنظور. ومع ذلك، فإن مثل هذه الالتزامات بالنهاية غير واضحة وليست ما تحتاجه الولايات المتحدة اليوم”.

وقال السفير السابق: “لم يتم اعتبار سوريا قط قضية مهمة للأمن القومي للولايات المتحدة. ولطالما اقتصرت المصالح الأمريكية هناك على الحاجة إلى منع الصراع من تهديد المصالح الأمريكية الأخرى في المنطقة”، وأضاف: “لا علاقة للسياسة الأمريكية الحالية بهذا الهدف (حماية المصالح). كما فشلت في إحداث تغيير سياسي في دمشق، واستعادة الاستقرار في البلاد والتغلب على بقايا تنظيم (داعش) (الإرهابي المحظور في روسيا)”.

واعتبر فورد أنه يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن تغيير مسار أمريكا في سوريا من خلال “سحب مئات القوات الأمريكية المتبقية في سوريا والاعتماد على تركيا وروسيا لردع إرهابيي داعش”.

اعتبر فورد أنه “من المفترض أن الاستراتيجية الأمريكية في شمال شرق سوريا قد صيغت بهدف تطهير آخر معاقل مقاتلي تنظيم (داعش)، ومنع هذه الأراضي من التحول إلى ملاذات آمنة جديدة يمكنهم من خلالها تنظيم هجمات. وعلى الرغم من أن الحملة العسكرية الطويلة قد دمرت مع ذلك القوى الرئيسية للإرهابيين، إلا أنهم ما زالوا (داعش) يشنون هجمات من وقت لآخر في سوريا والعراق”.

ورأى فورد أنه من “المفترض أن تكون المساعدة الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) الكردية وجناحها العسكري، وحدات حماية الشعب، كافية من الناحية النظرية لاحتواء (داعش) بأقل قدر من الدعم الخارجي، وتجنب الحاجة إلى نشر وحدة عسكرية كاملة”.

وأكد فورد أنه “في حين أن هذه الاستراتيجية جذابة من الناحية السياسية، إلا أنها غير فعالة إلى حد كبير. عمل حلفاء الولايات المتحدة الأكراد السوريون على تعزيز الانقسامات الإقليمية القائمة منذ فترة طويلة بين العرب والأكراد. على وجه التحديد، فإن المجتمعات العربية المحلية (القبائل العربية السورية) منزعجة من الهيمنة السياسية الأمريكية المفروضة من قبل الأكراد وسيطرتهم على معظم حقول النفط”.

وأضاف فورد: “كما احتج العرب على الفساد المزعوم للمسؤولين الأكراد وغاراتهم (الأكراد) الوحشية ضد الإرهاب وتجنيد السكان المحليين في الخدمة العسكرية”.

مظاهرات حاشدة رفضا للحصار الذي يضربه مسلحو تنظيم قسد على الأحياء في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، 27 يناير 2021
مظاهرات حاشدة رفضا للحصار الذي يضربه مسلحو تنظيم “قسد” على الأحياء في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا،

وبين فورد أن الجماعات الكردية نظمت الكثير من التفجيرات بسيارات مفخخة ضد الجهات التي تعاديها، على سبيل المثال: “نظم الأكراد في كثير من الأحيان تفجيرات بسيارات مفخخة في المدن التي تسيطر عليها الجماعات الموالية لتركيا”.

مظاهرات حاشدة رفضا للحصار الذي يضربه مسلحو تنظيم قسد على الأحياء في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، 27 يناير 2021
مظاهرات حاشدة رفضا للحصار الذي يضربه مسلحو تنظيم “قسد” على الأحياء في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، 27 يناير 2021

وقال فورد: “في مثل هذه الأجواء، التي تسممها الصراعات العرقية والقبلية، يمكن لإرهابيي داعش التصرف بهدوء بموافقة ضمنية من المجتمعات المحلية وتجنيد متطوعين من السكان الغاضبين. طالما استمرت الولايات المتحدة في دعم شبه الدولة التي يهيمن عليها الأكراد في شرق سوريا، لكن هذه المشكلة لن تختفي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى