تعيين عضو حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، مليح بولو بمنصب عميد .. يشعل شرارة احتجاجات في أعرق جامعات إسطنبول
شهدت جامعة البوسفور في مدينة إسطنبول التركية، أو كما يطلق عليها “جامعة بوغازيتشى” احتجاجات شارك فيها مئات الطلاب، على خلفية تعيين عضو حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، مليح بولو بمنصب عميد، في خطوةٍ تم اعتبارها بمثابة “تعيين وصي على الجامعة”.
وأثارت الخطوة التي أقدم عليها الحزب الحاكم غضبا واسعا من قبل الطلاب، والذين نظموا الاحتجاجات عند مدخل الجامعة منذ ساعات صباح الاثنين، وفي المقابل أطلقوا وسما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها تعيين بولو، والذي يعتبر من المقربين للحزب الحاكم.
وفي بيان نشرته وسائل إعلام تركية، أكد طلاب في الجامعة أنهم لن يقبلوا بهذا القرار “ولن يستسلموا”، قائلين: “كما حدث عام 2016، نواجه تدخلا جديدا لتعيين رئيسا للجامعة من قبل السلطات العليا، بدلا من أن يأتي بطريقة ديمقراطية”.
وأضاف بيان الطلاب: “تركيا لأول مرة منذ النظام العسكري في الثمانينيات، تشهد تعيين رئيسًا لجامعة بوغازيتشي من خارج هيئة التدريس بالجامعة، ما يعني استمرار الممارسات المناهضة للديمقراطية”.
وبينما لم يصدر أي تعليق من جانب حزب “العدالة والتنمية” حول الاحتجاجات التي لاقت تفاعلا داخل الأوساط التركية، اتجهت الشرطة التركية لتفريق المظاهرات، واعتقلت عددا من الطلاب، في ظل الحديث عن إطلاق سراحهم منذ ساعات، بعد المطالبة بهم من قبل رئاسة الجامعة.
وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها طلاب عبر مواقع التواصل مواجهات مباشرة مع عناصر الشرطة، والذين انتشر المئات منهم بالتزامن مع حشود الطلاب التي خرجت في الاحتجاجات.
وحسب ما رصد موقع “الحرة”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أثار الاعتداء على الطلاب غضبا واسعا من قبل ناشطين أتراك.
وقال أحد الناشطين عبر “تويتر”: “وفق الدستور من حق الاحتجاج والاجتماعات والمظاهرات دون إذن مسبق!. تدخل الشرطة ضد الطلاب المعارضين لتعيين الوصي”.
بينما أشار آخر إلى أن الاحتجاجات لم تلق أي تفاعل من قبل وسائل الإعلام الرسمية، مضيفا: “إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإبقاء أصوات الشباب المحتجة صامتة على تعيين رؤساء الجامعات”.
وضمن البيان الذي نشره الطلاب قالوا: “نود أن نكرر التزامنا بالمبادئ الأكاديمية التي اعتمدها مجلس الجامعة في عام 2012، كمؤسسة دستورية مستقلة، ومن الضروري العمل على عدم تعرض الجامعات لتأثير أو ضغط أي شخص أو منظمة، وألا تستخدم كأداة سياسية، ومن الضروري لاستقلالية الجامعات، أن تكون سلطة اتخاذ القرار في الجامعات في مجالس منتخبة ديمقراطيا ومسؤولين أكاديميين”.
وجاء في البيان أيضا: “يؤكد الطلاب على مطالبهم باستقالة جميع أمناء الجامعات المعينين، وانتخاب جميع رؤساء الجامعات وفق الأساليب الديمقراطية”.
ولاقت الاحتجاجات تفاعلا تضامنيا من بعض السياسيين الأتراك، بينهم العضو السابق في “الحزب الجمهوري”، محرم إينجه، والذي هنأ الطلاب على ما أقدموا عليه، وقال: “يجب إعادة انتخابات رئيس الجامعة على الفور “.
و”جامعة البوسفور” هي جامعة حكومية تركية مقرها إسطنبول، وتقع في القسم الأوروبي منها، وكانت قد احتلت المركز الثالث على مستوى الجامعات التركية خلال عام 2018، والمرتبة 616 على مستوى الجامعات العالمية.
ويبلغ عدد طلاب الجامعة حوالي 15000 طالب جامعي، وتضم 700 مدرس أكاديمى وأستاذ جامعي.