اسرار القبض على زوجة البغدادي … مخابرات الجيش اللبنانى .. سجى حميد الدليمي ليست امرأة عادية
وبالفعل كان عناصر الحاجز في انتظار الصيد الثمين، حين وصلت الدليمي، يرافقها أولادها الثلاثة (الطفلة هاجر بين الرابعة والسادسة من عمرها تقريباً وصبيان اثنان يصغرانها سناً)، في سيارة يقودها سائق، تبين انه يحمل بدوره هوية فلسطينية مزورة، فيما كانت هي تحمل هوية سورية مزورة.
وعلى الفور تم توقيف الدليمي والسائق اللذين نقلا إلى وزارة الدفاع للتحقيق معهما، فيما جرى لاحقاً نقل الأولاد الثلاثة إلى أحد مراكز رعاية الاطفال، لكن بحراسة المؤسسة العسكرية.
وأثناء التحقيق معها، أفادت الدليمي أنها كانت متزوّجة في السابق من العراقي فلاح إسماعيل جاسم، وهو أحد قادة “جيش الراشدين”، الذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام ٢٠١٠. وفي ما بعد عمد والدها، وفق أقوالها، الى تزويجها من ابراهيم السامرائي الذي يعتقد المحققون أنه الاسم الحقيقي لأبي بكر البغدادي، لكن الدليمي لم تعترف مباشرة بأنها متزوجة من البغدادي.
ولاحظ المحققون أن الدليمي مدربة تدريباً عالياً على كيفية التعامل مع جلسات الاستجواب، بدليل أنها لم تعترف حتى الآن بأنها زوجة البغدادي، فضلاً عن أنها كانت قد تمكنت من الإيقاع بالمحققين في السجون السورية، عندما أوهمتهم بعد اعتقالها قرب مركز حدودي سوري ـ عراقي برفقة ابنيها وشقيقتها، أنها قادمة للزواج بليبي يقاتل في صفوف “الكتيبة الخضراء” في يبرود في منطقة القلمون.
وبينما يتواصل التدقيق في ارتباطها الزوجي، تسود لدى المحققين قناعة شبة تامة بأن الدليمي كانت إحدى زوجات البغدادي، وبالتالي فإن السؤال يتمحور حول ما إذا كانت لا تزال متزوجة منه أم لا، وسط ترجيح للفرضية الثانية. وعلم في هذا السياق، أن فحوص “دي.آن.آي” تتم لحسم هذا الالتباس بالتنسيق مع المخابرات العراقية وأجهزة غربية.
وفي ما خصّ السائق الموقوف، ادعت الدليمي أنه شقيقها، فيما يضع المحققون في حسابهم احتمال ان يكون هو زوجها الجديد، إذا ثبت أنها لم تعد مرتبطة بالبغدادي.
وعُلم أن الدليمي أدلت باعترافات حول هويات وأماكن وجود أشخاص على علاقة بالشبكات الإرهابية، فسارع الجيش الى تنفيذ مداهمات في أكثر من منطقة، أسفرت عن توقيف بعضهم.
والدليمي هي المرأة التي تسببت بتأخير صفقة التبادل في قضية راهبات معلولا، لبعض الوقت، بعدما اشترط الخاطفون المنتمون إلى “النصرة”، في اللحظة الأخيرة، إطلاق سراحها، لإتمام الصفقة.
ووفق المعطيات الموجودة بحوزة مخابرات الجيش، فإن الدليمي ليست امرأة عادية، بل هي نقطة تقاطع بين الجماعات التكفيرية، إذ أن والدها حميد كان من كبار رموز “داعش”، وشقيقتها دعاء “انتحارية” أخفقت في تفجير نفسها في اربيل، فيما يشغل شقيقها أبو أيوب العراقي موقعاً قيادياً في “النصرة”، وهو الذي تسلمها من الأمن العام، في وادي عين عطا في جرود عرسال، خلال إنجاز التبادل في ملف راهبات معلولا في آذار 2014.
وعندما نحصل على اجابة لهذا السؤال هل قرر البغدادي التخلي عن زوجته.. أم فرّت منه؟!
وفى نفس السياق نقلت وكالات الأنباء عن مصادر لم تكشف هويتها في الجيش اللبناني قولها إن الاعتقال جرى قبل عشرة أيام لكن لم يُكشف عنه في وقته، وذلك دون توفير المزيد من التفاصيل حول اسم أو جنسية المرأة الموقوفة وطرق التعرف عليها.
وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، قال مصدر مطلع إن اعتقال زوجة البغدادي في لبنان، تم بموجب “عملية تم التخطيط لها مسبقاً”، وأشار إلى أن زعيم داعش لديه زوجتان، واصفاً الزوجة التي تم توقيفها بأنها “إحدى العناصر المؤثرة” في التنظيم.
وقال المختص بشؤون الإرهاب، ساجان غول، إنه بحال التأكد من صحة تلك المعلومات فستؤشر العملية إلى تحول كبير في طريقة فهم عمل داعش، إذ لم يسبق اعتقال شخص وثيق الصلة بالبغدادي إلى هذا الحد، ولكنه طرح العديد من التساؤلات حول سبب توجه العائلة إلى لبنان قائلا: “هل افترق البغدادي عنهما أم أنه قرر التخلي عنهما؟ هل كانا بطريقهما للفرار منه؟ هذه أمور بحاجة لأجوبة.”
ولا يعرف المحللون الكثير من المعلومات حول البغدادي، رغم التأثير الكبير الذي يمارسه على الأحداث بالشرق الأوسط منذ سيطرة تنظيمه على مساحات واسعة من سوريا والعراق وبدء الحملة الدولية ضده، وقد رجحت تقارير صدرت مؤخرا إمكانية تعرضه لإصابة جراء غارة بشمال العراق، قبل أن يعود في تسجيل صوتي منسوب إليه.
والبغدادي من مواليد مدينة سامراء العراقية، وهو في مطلع العقد الرابع من عمره، وسبق أن اعتقله الجيش الأمريكي خلال معارك الفلوجة عام 2004.
CNN