آثار الجائحة على موسم الحج تثير الحزن في نفوس من أرادوا أداء الفريضة
سيكون موسم الحج هذا العام فترة حزن لمسلمين كثيرين في أنحاء العالم حُرموا من السفر للسعودية لأداء الفريضة، لكن قرار تكريم الأطقم الطبية ورجال الأمن ممن وقفوا في الخط الأمامي لمكافحة فيروس كورونا يحظى بالثناء.
فللمرة الأولى في العصر الحديث، ووسط الجهود المبذولة للحد من تفشي مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، لن يتسنى للمسلمين من خارج السعودية أداء الفريضة هذا العام.
وسوف يقتصر أداء الحج هذا العام على نحو ألف شخص من السعودية سيكون 70 في المئة منهم من الأجانب المقيمين في المملكة.
وستكون نسبة الثلاثين بالمئة الباقية من السعوديين العاملين بالرعاية الصحية وأفراد الأمن الذين تعافوا من فيروس كورونا، تعبيرا عن الشكر والامتنان لتضحياتهم.
وقال السعودي نور الغامدي إن الحج هذا العام “للأبطال” الذين أنقذوا البلاد والناس مؤكدا أنهم “يستحقونها”، وأضاف أنه شخصيا كان يحب أن يحج لكن هناك أولويات، على حد قوله.
وسيتلقى من وقع عليهم الاختيار لأداء الفريضة إمدادات بينها ملابس الإحرام ومستلزمات النظافة وسجادة صلاة في حقيبة من وزارة الحج السعودية، إضافة إلى وجبات جاهزة. وسيُطلب منهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وكغيره من المسلمين في أنحاء العالم عبّر المصري محمود علي محمود (55 عاما) عن حزنه لأن الحج هذا العام سيقتصر على حجاج الداخل في السعودية.
وقال بينما يفتح حقيبته “كما ترى جهزت كل شيء. هذا هو مصحفي وهذه ملابس إحرامي وملابسي”.
وأضاف من منزله بالقاهرة “الوقت الذي يقضيه الإنسان هناك كان يمكن أن يكون وقتا لنا لندعو الله أن يخلص العالم من هذا الوباء”.
وعادة ما يؤدي فريضة الحج زهاء 2.5 مليون مسلم خلال الموسم الذي يستمر أسبوعا ويبدأ هذا العام يوم 28 يوليو تموز.
وكانت زهيرة أريزونا (31 عاما) تدخر المال منذ سبع سنوات من أجل السفر إلى مكة من إندونيسيا لأداء فريضة الحج هذا العام.
وقالت “نحن محبطون وحزانى. نتفهم أننا في زمن جائحة ومن المستحيل أداء المناسك”.
وتبين الأرقام الرسمية أن مناسك الحج والعمرة تدر على السعودية نحو 12 مليار دولار سنويا. وسيضر تقليل عدد الحجاج بالمالية الحكومية السعودية المتضررة بالفعل جراء هبوط أسعار النفط وجائحة كورونا.