الوصايا العشر …
الوصايا العشر
شعر سميرة فرجي
من أنتِ؟-قالوا- كي تجُـرّي قيصـرَا
ليــذوقَ مـن شهـد الغـرام ويسْكـــرَا؟!
مـن أنتِ،حتـى تستكيـن جيـوشـُـه
ويشيـدَ ما في الحـرب يومـا دمَّـرَا؟!
مـن أنـتِ؟وهْـمٌ أم تـراك حقيقـــة؟
أم أنـتِ جـنٌّ فـي حمــاه تـجـبـَّـــــرَا؟!
أسـقـطـتـِهِ فـأتـى بـقـلـب خـاشـــع
يحبـو إليـكِ كمـا الـوليـد عـلى الثــرَى
ويُقـَبِّـلُ الأرضَ التي غـازلْتِهـا
بخطـاكِ فـي شـــوق إليـكِ ومــا درَى
لمـا انحـنـى حُـبـًّا بـأنـه قـيــصــرٌ
وبـأنـــــهُ يـــوم ٱلـتـقــــاكِ تـخــــــدّرَا
وبـأنـه قـهـر الـعــــداةَ بـحـنـكــــةٍ
وبـرمـشـةٍ مـن مـقـلـتـيـكِ تـقـهـقـــــرَا
قـلـتُ:الـمـحـبـة نـعـمـة وبـدفـئهــا
صنعـتْ يـدي للناس كـونـا أخـضـــرَا
الشمس بٱسم الحب تشرق من يدي
والحرف يـقطـر في كـلامي جـوهــرَا
وإذا الهـواء جرى نـسيـمـا مـائـلا
فـهــو الـدلال مـن الجـفـون تـقـطَّــــرَا
قـالـوا بـحـق الله كـيـف سـحـرتـِـه
وسـقـيـتِـه من كـأس حـبـكِ كـوثـــــرَا
وديـارنـا تـزهـو بألـف مـلـيـحـــةٍ
وأقـلـها حـسـنـا تـُبـاهـي الـمـرمــــــرَا
لا ينظـر الـرائي إلى ألحاظهــــــا
إلا وسـبَّــــــح بـالـعـلـــيِّ وكـبــَّــرَا؟؟
ماذا جرى حتى تـُذلي قـيـصــــرا
ويليـنَ مـن حـر الهـوى ماذا جــرَى؟!
قـلـتُ:الملاحـة قـد يعـادل فـعـلُـهـا
فـعـلَ المخـدِّر حيـن يُسـقـط عـسـكــرَا
كم فـارسٍ ألقـى السـلاح مُحَيَّـرا
لمـا رأى في الحـرب طـرْفـًا أحـــورَا
لـكـنـنـي بـٱسْـم الـمـحـبـةِ صـنـتـُــــــهُ
وهــديـتـُـهُ يـا نـاس كـي يـتـحــــــررَا
إني مـلـكـتُ بـهـا خـزائـنَ قـلـبـــــــــه
وأذقـتـُـهُ مــن طـعـمـهـا فـتـغـيــــــــرَا
إني وجـدتُ مُنـايَ. قـال، فقلـتُ : خُـذ
هـذي الوصايـا العشـرَ كـي تَـتـَنَــوَّرَا:
لا تـظـلـمِ الشـعــبَ الكـريـمَ فـظـلـمــهُ
مـهـمــا ادعـيـتَ جـريمـة ٌلـن تُغـفــرَا
لا تـسـتـبـــحْ دمـَـــــــهُ بـأي ذريـعـــةٍ
فـدمُ الـشـعـوب قـضـيـة لـن تـُقـبَـــــرَا
لا تـنـتـهـكْ أعــراضَـهُ وســـلامَــــــهُ
فـإذا انـتهـكـتَ حـقـوقـَهُ لـن تـُعـــــذرَا
لا تـُخــرسِ الصـوتَ الأبيّ ولا تـخــنْ
قـســــمَ البـلاد ولا تـخـــادعْ مـنـبــــرَا
كـن واضـحـا مثـل الشعـاع فمخطـئ ٌ
من كان يحـسـب أن شعبـَكَ لا يـــرَى
احـذرْ رجـالَكَ حيـث أنـتَ ولا تـثــــقْ
فـي طـاعـةِ الأشـبـاح كي لا تـُغــــدَرَا
أمـا الـعــدوُّ فـلا تـخـفْ مـن بطـشــهِ.
إن كان شعـبـكَ راضيـا لن تـُكْـسَـــرَا!
باركْ خـطى مـن جـاء يـحـمـل فـكـرةً
خضراءَ لا من جاء يحمل خـنـجــــرَا
إن كـان شـعبـكَ لا يـريـدكَ فانسحــبْ
بـكـرامـة كي لا تُـرَحَّـلَ مُـجـبـَـــرَا
قـاوم فـسـادا فـالضمائـر قـد تــــرى
فيكَ السكوتَ عـن المنـاكـر مُـنكـــــرَا
إن المـحـبـة نـعـمـــة يـا ســادتــــــــي
وبـدفـئـهـا مـا عـاد قـيـصرُ قـيـصـرَا