كلمة أديان ❌ بقلم / محمود حسن
لفظ ” أديان ” خطأ شائع يقع فيه الكثير من المثقفين والعامة وبعض رجال الدين ‘
والحقيقة أنه خطأ في حق الله عز وجل ‘
حاشى وكلا أن يكون لله مجموعة أديان فهذا يدل على التخبط والتغيير والعياذ بالله العلي العظيم المنزه عن كل نقص ‘
فليس لله الواحد سبحانه وتعالى سوى دين واحد
وهذا الدين الواحد أرسله الله تعالى للناس في صورة رسالات ( رسالة يهودية ‘ مسيحية ‘ اسلامية ) وما قبلهم ‘ ولكل رسالة منهج وشريعة ” ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا ” وكل الرسالات تتفق في أصل العقيدة ( التوحيد ) وتختلف قليلا في المنهج والتطبيق ولكنها تصدق ما قبلها وتكمل عليها ‘ وقد جاءت كل رسالة بما يتناسب مع طبيعة وقدرات البشر آنذاك ‘ وجاء كل رسول بمعجزة إلهية يتحدى بها قومه في عظمتهم وفيما برعوا فيه ‘
قال تعالى ” شرع لكم من ( الدين ) ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا ( الدين ) ولا تتفرقوا فيه “
صدق الله العظيم
وهذا يعني أن الله تعالى وصى جميع الأنبياء والرسل بوصية واحدة ودين واحد ‘
وفي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم ” مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا وأكمله وجمله إلا موضع لبنة……إلى آخر الحديث. بما يؤكد انه بيت واحد ومهمة كل نبي أن يبني جزءا من هذا البيت أي أنه دين واحد ‘
” وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ” الأنبياء 25
” ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ” النحل 36
وقد سمى الله سبحانه وتعالى هذا الدين بالإسلام لله بمعناه الشامل ‘ ” إن الدين عند الله الإسلام ” ” ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ” ولا تنصرف هاتين الآيتين الكريمتين على رسالة الإسلام الخاتم فقط ولكن مقصود الآية الأولى أن دين الله منذ الأزل هو الإسلام ‘ ومقصود الآية الثانية أن من يرتد عن الإسلام بعد أن أسلم وجهه لله فلن يقبل منه ما أرتد إليه ‘
وقد أقر جميع الأنبياء والرسل بإسلامهم لله فقال سيدنا ابراهيم ” وانا اول المسلمين ” وقال كل رسول جاء بعده وانا من المسلمين ‘ وقالت بلقيس سبأ ” أسلمت مع سليمان ” وقال يعقوب على السلام وهو يوصي أبناءه عند موته ” لا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” وقال يوسف عليه السلام ” توفني مسلما وألحقني بالصالحين ” حتى الحواريون تلاميذ المسيح عليه السلام قالوا ” واشهدوا بأنا مسلمون ”
إلى أن جاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة الخاتمة التي جمعت وحوت كل الرسالات السابقة فأكملتها وأتمتها بما ينفع الناس إلى يوم القيامة فقال تعالى للناس جميعا ” اليوم أكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا “
وحينما خاطب الرسول الكافرين في سورة الكافرون قال الله تعالى ” لكم دينكم ولي دين ”
أي أن هناك أديان أخرى ولكن جميعها ليست سماوية وليست لله كالمجوسية والبوذية والهندوسية و… إلخ ‘ ولا يجب جمعها مع دين الله الواحد الممتد من لدن آدم عليه السلام إلى يوم الدين ‘
فهو سبحانه وتعالى ” مالك يوم الدين ”
فلا تقل أديان سماوية بل قل رسالات سماوية ودين واحد ‘
إنتهوا خير لكم .