«المركزي الأوروبي» يخطط لمنح تمويلات باليورو لبنوك مركزية خارج أوروبا
كتبت زينب عبد اللطيف
أعلن البنك المركزي الأوروبي ، أنه يعتزم تقديم قروض باليورو في مقابل ضمانات للبنوك المركزية خارج منطقة اليورو لحماية أسواق التمويل في ظل تفشى فيروس كورونا الجديد، بحسب وكالة رويترز.
وقال البنك في بيان إنه في إطار تسهيل يوروسيستم لإعادة الشراء (ريبو) للبنوك المركزية، فإن المركزي الأوروبي سيقدم سيولة باليورو لمجموعة واسعة من البنوك المركزية خارج منطقة اليورو مقابل ضمانات مقومة باليورو قابلة للتسويق.
وسيكون التسهيل الجديد، الذي يكمل خطوط مبادلة ثنائية ولإعادة الشراء (ريبو)، متاحا حتى نهاية يونيو 2021.
يشار إلى أن البنوك المركزية تلعب دورا محوريا في التصدي للأزمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي.
وتتخذ البنوك المركزية سياساتها وفقا للتفويض الممنوح لها من قبل السلطات بهدف المحافظة على استقرار الأسعار وتوازن سوق العمل.
وتستخدم المصارف المركزية للعب هذا الدور الكلاسيكي ولتحقيق الأهداف المرسومة، أدوات السياسة النقدية التي تتناسب مع تركيبة الاقتصاد.
وظلّ سعر الفائدة أحد أهم أدوات السياسة النقدية الذي يلجأ إليه صنّاع السياسة النقدية لكبح جماح التضخم، حيث يجري رفع سعر الفائدة لتحفيز الاقتصاد لينمو ويخلق وظائف.
وتقوم البنوك المركزية بهذا الدور في الحالات الطبيعية، وعند الأزمات تتحرك البنوك المركزية لتلعب أدوارا تتجاوز بها هذا الدور، وتستخدم أدوات غير تقليدية للتصدي للأزمات وانعكاساتها على النشاط الاقتصادي والوظائف واستقرار الأسعار.
واستخدمت البنوك المركزية هذه الأدوات غير التقليدية في مواجهة الأزمة المالية العالمية في 2008.
ومن أشهر هذه الأدوات برنامج التيسير النقدي وشراء السندات، وأيضا إعلان البنوك المركزية عن الاتجاهات المستقبلية للسياسة النقدية ومؤشراتها والفائدة السلبية، وكذلك برامج للإقراض وتوفير السيولة.
ولجأت البنوك المركزية إلى هذه الأدوات بعد الأزمة المالية العالمية واستطاعت أن تعيد التوازن للاقتصاد العالمي والأسواق المالية.
واشتركت البنوك المركزية في بعض الأدوات مثلا الفيدرالي الأميركي والمركزي الياباني والمركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي، حيث اعتمدت هذه البنوك بالإضافة لخفض سعر الفائدة برنامج التيسير النقدي، مع تطوير التواصل مع الأسواق بالإعلان عن اتجاهات السياسة النقدية، بينما قام البنك المركزي الأوروبي بتنفيذ برنامج الإقراض منخفض التكلفة وطويل الأجل، هذا إلى جانب اعتماد سياسة الفائدة السلبية.
ومن المؤكد أن البنوك المركزية تعيد هذه التجربة في استخدام باقة متنوعة من الأدوات غير التقليدية، لمواجهة تداعيات تفشي “كوفيد 19″، فخلال مارس الماضي، قام 17 بنك مركزي حول العالم بتخفيض سعر الفائدة لمواجهة التداعيات الاقتصادية لانتشار كورونا، علاوة على التسهيلات الأخرى.