توزيع المساعدات الغذائية في لبنان يكشف حجم الانهيار الاقتصادي
في الوقت الذي يطول فيه أمد أزمة لبنان الاقتصادية المرهقة للبلاد، يزداد اعتماد اللبنانيين الذين ساءت أوضاع معيشتهم، على منظومة دعم متنامية بفضل الجمعيات الخيرية والمبادرات الخاصة للتصدي للجوع.
وتتسبب الأزمة الاقتصادية التي بلغت ذروتها في العام الماضي في معاناة متزايدة للبنانيين الذين عانوا من زيادات حادة في الأسعار، وتلاشي الوظائف، وتهاوي قيمة الليرة، وذلك قبل الضربة الإضافية التي شكلتها جائحة فيروس كورونا.
وبينما تتفاوض بيروت على برنامج مع صندوق النقد الدولي تعول عليه لإطلاق شرارة تعاف، تسارع مجموعة من المبادرات الخيرية لملء فراغ تركته الدولة المثقلة بالديون.
وفي الشهر الماضي، بدأ ما يقرب من 100 منظمة غير حكومية بشكل مشترك ما وصفتها بواحدة من أكبر حملات الطعام على الإطلاق في البلاد، لجمع تبرعات من مغتربين لتوفير طعام يكفي شهراً لـ50 ألف أسرة.
وقالت رئيسة بيت البركة مايا إبراهيمشاه: “سنظل نحاول قدر استطاعتنا جمع أموال والاستمرار في توزيع الطعام. لكن لا يمكننا إطعام 1.2 مليون أو مليوني لبناني… هذا دور الدولة ونحن لسنا دولة”.
وأسفر توزيع الطعام عن ظهور مشاهد لم يكن من الممكن تصورها قبل عام واحد فقط في البلد المطل على البحر المتوسط والذي يقطنه 6 ملايين نسمة، حيث كانت الخدمات المصرفية والسياحة في وقت ما تصنعان ازدهاراً نسبياً.
وأمس الأحد، اصطف لبنانيون معوزون على واجهة بيروت البحرية التي تضم معارض للسيارات الفارهة، ومتاجر أزياء لكبار المصممين للحصول على البطاطا، والبصل، والخبز، في إطار مبادرة منفصلة يديرها رجل الأعمال فادي خيرو.
وبينما كانت تحمل صناديق سيارات بالدجاج، ومنتجات الألبان، والبسكويت، والملفوف، قال خيرو: “عائلات في أنحاء لبنان تناشدنا للوقوف بجانبها خلال هذه الأزمة حتى يمكنها إطعام أسرها”.
وأضاف قائلاً: “هناك أناس يقولون لنا: براداتنا خاوية. لا يمكننا إطعام أطفالنا. ليس لدي حليب لأطفالي…إن هذا يجعلك تبكي”.