اشرف الفراني/ يكتب / شيخ الأزهر .. وفتنة الشطرنج
أهيب بفضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر أن يتوخي الحذر من بلع الطعم الإخواني ، من إعلان دعمهم لفضيلته عبر الإعلام التكفيري التابع لهم لتحريضه علي الدولة المصرية ، وإيهامه بأن تصريحاته التي وردت في ذكري النكبة والصهيونية ، وما يتعلق بالثوابت التراثية وتعليقه الأخير علي الدراما وضرورة توظيفها الأخلاقي – مستخدمين الإشارة إلي مسلسل “الاختيار” أن هذه التصريحات جاءت -علي حد زعمهم- ضد توجهات وسياسات الرئيس السيسي وعلي غير رغبته .
الأمر الذي أستشعرُ منه بداية تدشين مخطط جديد يحمل في بواكيره لغطاً وجدلاً حول محاولاتهم المستميتة للوقيعة بين شيخ الأزهر وبين النظام ، وتلبيسه الهيئة الدينية “لحوسلته” أي جعله وسيلة شرعية ومدخلاً محمولاً علي الإيناس الشعبي للتضامن مع شيخ الأزهر لمناهضة نظام السيسي ، في محاولاتهم البائسة للرجوع للسلطة بأي ثمن بأي ثمن حتي لو كان حياة المصريين ، وبث الفتن وتدوير النكبات .
وأي دعاوي منهم بالغُنا علي “ربابة” ڤيديوهات ومقالات وبرامج تهاجم الدولة والنظام السياسي علي الفساد وضعف الخدمات وغياب العدالة والحريات والأمراض وقتل المجاهدين وتهجير أهل سينا وتوفير الخدمات الصحية لرجال الجيش والشرطة وذويهم عن باقي الشعب ، كل هذا الطحن – وإن كان ( ما يتعلق بالفساد والحريات وغياب العدالة ) حقيقياً ونرفضه جملة وتفصيلاً – فهو ليس له حقيقة في صدورهم ولا تعنيهم مشاكل الشعب أصلاً ، إنما هي “عدة الشغل” ووقود ثورتهم البائسة ، فهم يوظفون الشباب والفتيات المراهقات في بث ڤيديوهات ضد الدولة ، ثم يروجون لاختفائهم القسري ، تاريخية التجارب المتراكمة منذ عشرات السنين لهؤلاء الداعشيون فكراً وسلوكاً ، يؤكد بأن هؤلاء إن تمكنوا من الشعب المصري مرة أخري ، سيتحول إلي سبايا وأسري وعبيد لأهل الحل والعقد وولاية المرشد وأهل الصفوة والمختارين ، لا فرق في ذلك بين إصلاحي أو معتدل أو محافظ أو متشدد أو تكفيري .. لأن المرجعية واحدة .. والعقلية منبعها واحد والتربية لا تختلف في مدخلاتها الكريهة .. ياشيخ الأزهر لو تكرمت ، اخرج وواجه كل هذا الجدل بخطاب واضح وكاشف لرفض كل هذا الخبث الذميم .