مائدة رمضانية عن بعد.. ليبيات يساعدن مئات الأسر العالقة بالقاهرة
فرضت أزمة فيروس كورونا المستجد الكثير من المتغيرات على كافة الأصعدة خاصة على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وتأثرت الجاليات العربية في دول كثيرة بشكل كبير إثر أزمة كورونا المستجد، خاصة بعد دخولها شهرها الرابع في بعض الدول.
وفي مصر بادرت مجموعة من السيدات الليبيات بتأسيس مبادرة خيرية لتوصيل الطعام إلى منازل الليبيين الذين تأثرت أوضاعهم المادية نتيجة الأزمة.
وتقول الدكتورة عفاف الفرجاني مؤسسة المبادرة، إنه عقب إغلاق الحدود والمطارات بين الدول كافة، ظل الكثير من العالقين بمصر من الذين كانوا يتلقون العلاج، إضافة إلى الطلبة وغيرهم في ظل تخلي السفارة الليبية التي تتبع حكومة الوفاق عنهم في القاهرة والإسكندرية.
وبحسب حديث الفرجان فقد دشنت المبادرة تحت مظلة جمعية خيرية مع مجموعة من السيدات المقيمات في القاهرة وذلك من أجل مساعدة العالقين في مصر من طلبة وعائلات وطلبة في ظل الظروف الراهنة.
وشملت المبادرة في الأسبوع الأول توصل الطعام المغلف لنحو 600 شخص غير قادر على تأمين طعامه.
وبعد أسبوعين وفرت المبادرة بعض الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والضغط لغير القادرين، إضافة إلى الاطعمة المغلفة أيضا.
مائدة رمضانية
تختلف طقوس شهر رمضان عند معظم الدول العربية والمجتمعات الإسلامية، وهو ما دفع القائمات على المبادرة لتخصيص مبالغ مالية وسلات غذائية للعائلات مع بداية شهر رمضان، مع اعتماد مائدة رمضانية طوال شهر رمضان، إلا أنها توزع طعامها على العائلات في منازلهم، حيث تطوع العديد من الشباب والفتيات للعمل في الطهي وخدمة التوصيل للمنازل، واستطاعت المبادرة تأمين وجبات إفطار لمئات العائلات.
وتقول ابتهال حلمي إحدى مؤسسات المبادرة، إنها قررت هي والدكتورة عفاف الفرجاني وأخريات، مساعدة مئات العائلات من العالقين الذين تركوا في القاهرة دون مساعدات من الجهات الرسمية المسؤولة عنهم.
وأضافت في حديثها أن القائمات على المبادرة جميعهن من النساء اللواتي قررن مساعدة غير القادرين خاصة أن أزمة كورونا أثرت على كافة العائلات الليبية بمصر، خاصة من جاءوا لغرض العلاج أو الطلبة والذين كانوا في زيارات سريعة لمصر.
وفتحت ابتهال مطعمها للعمل من خلاله حيث تطوع العشرات للعمل وإعداد الطعام وإيصاله للمنازل.
ووفرت المبادرة المبالغ المالية والأدوية والأطعمة، خاصة للسيدات اللواتي لا يستطعن الوقوف في المطبخ بسبب بعض الأمراض التي تحول دون ذلك الأمر.
واستفاد من المبادرة مئات الأسر دون تفرقة بين العالقين في مصر، سواء من الغرب أو الشرق والجنوب، حيث تمكن السيدات من مساعدة غير القادرين في مختلف أنحاء القاهرة، في حين عاد بعضهم الأيام الماضية لليبيا، إلا أن المبادرة مستمرة في مساعدة من تبقوا حتى عودتهم لليبيا.
تتبع المبادرة كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في عملية طهي الأطعمة وتغليفها وكذلك عمليات توزيعها، ومتابعة حالة كافة المشاركين في المبادرة من الناحية الطبية لعدم حدوث أي خطأ بشأن فيروس كورونا.