ثقافه وفنون

ورحل جورج سيدهم

ورحل جورج سيدهم، أحد أضلاع فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، الذي وافته المنية عن 81 عاما بعد صراع مع المرض، إذ كان يخضع للعلاج إثر كبوة صحية ألمت به في أحد مستشفيات مصر الجديدة.

ولد جورج سيدهم في 28 مايو/ أيار 1938، بمحافظة سوهاج وحصل عام 1961 على بكالوريوس الزراعة من جامعة عين شمس.

والتقى بزميليه الضيف أحمد وسمير غانم وكونوا معا “ثلاثي أضواء المسرح”، وشاركوا في عدة مسرحيات وأفلام كوميدية كما قدموا أول فوازير للتلفزيون المصري في شهر رمضان.

كانت الظروف السياسية والاجتماعية في مصر عصيبة، لكن كانت ملائمة لظهور فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، إذ كان الناس يبحثون عن بسمة، أما الضحكة فكانت شيء من المستحيلات بعد أن تكسرت الأحلام على صخرة هزيمة 5 يونيو/ حزيران 1967.

وكانت فكرة “الثلاثي” بمواجهة الجمهور موفقة، ولكنها تحمل مخاطرة، لكنهم نجحوا في اجتذاب الأنظار إليهم، بفضل اعتماد كل من جورج سيدهم وسمير غانم والضيف أحمد على شخصيته المختلفة والمتميزة، لينجحوا في إضحاك مصر والمنطقة العربية المحبطة في ذلك الوقت.

وبحسب ما ورد في كتاب “جورج سيدهم… ملاك البسمة”، للمؤلف طاهر البهي، فإن المخرج محمد سالم هو من اكتشف “الثلاثي” وقدمهم للتلفزيون المصري، ليعرضوا من خلاله أشهر اسكتشاتهم الكوميدية، ومنها “كوتوموتو” و”دكتور إلحقني”.

وهناك من يؤكد أن جورج سيدهم هو صاحب فكرة أن تحمل الفرقة اسم “ثلاثي أضواء المسرح”، وأطلق جورج التسمية استنادا إلى مكتشفهم محمد سالم، الذي كان يقدم وقتئذ برنامجا بعنوان “أضواء المسرح”.

كيف أضحك جمال عبد الناصر؟

ما لا يعرفه الكثيرون عن جورج سيدهم أن له مواقف وطنية، فقد كان عضوا في لجنة “الفن والمعركة” عام 1967، إذ اشترك في زيارة الجبهة الأسبوعية للتخفيف عن الجنود المصابين بعد هزيمة 5 يونيو/ حزيران، كما أنه تبرّع بدخل يوم من المسرح للمجهود الحربي.

وسمح الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر لفرقة “الثلاثي” بإنارة الشارع الذي يعرضون في اسكتشاتهم في الإسكندرية عام 1967، وحدث التعارف بين جورج وناصر في تلك الفترة.

وعندما زار عبد الناصر أحد عروض فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، انفجر في الضحك، أثناء إلقاء جورج سيدهم جملته الشهيرة: “أنا الطالب عبد المعطي عبد الحق جاد الله شرابي بهدي سلامي…”، وذلك ضمن استكش تسخر الفرقة فيه من أحد البرامج الإذاعية، لدرجة أن ناصر كان يميل برأسه إلى الخلف من شدة الضحك.

صاحب مبادرة

وبحسب كتاب “جورج سيدهم… ملاك البسمة”، فإن جورج سيدهم كان هو صاحب فكرة تقديم فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” عرضا مسرحيا للمساجين، وكان ذلك في سجن القناطر في يونيو 1971، وتابعت الصحف هذا الحدث الفريد، ونشرت في عناوين أن فناني الثلاثي في السجن، ووصفوا كيف سهر المساجين في سجن القناطر حتى الساعة 11 مساء لأول مرة في تاريخ السجن، الذي لم يكن يسمح بالتواجد خارج الزنازين بعد غروب الشمس.

وكانت هذه “هي المرة الأولى في تاريخ الفن والسجون، الذي التقى فيه الفن ممثلا في المسرح مع المساجين، الذين كانوا يمثلون شريحة من المجتمع كانت منسية وهامشية تماما”، بحسب الكتاب.Video Player

سمير غانم

بعد وفاة الضيف أحمد في أبريل/ نيسان بسبعينيات القرن الماضي، استمر الثنائي “جورج وسمير”، وقدما معا مسرحيات ناجحة، من أشهرها “المتزوجون” و”موسيقى في الحي الشرقي”، ثم انفصلا، وقدم جورج مسرحيات منها “كلام خواجات” و”حب في التخشيبة”.Video Player

حقيقة مشهد “البيض”

من أكثر المشاهد العالقة في ذاكرة الجماهير عن جورج سيدهم هو تناوله لطبق كبير من البيض في مسرحية “المتزوجون”، ليتساءل الجمهور حول إن كان ما تناوله في المسرحية بيض حقيقي أم لا.

وأجاب سيدهم عن ذلك في لقاء معه، والذي أفصح فيه أنه كان يتناول بيضا حقيقيا في أول وثاني أيام العرض، ولكنه في اليوم الثالث أصيب بتسمم لأنه لم يستطع تحمله، فتم استبدال البيض بطعام آخر.

الحادث الذي غيّر حياته

قبل نحو 20 عاما أصيب سيدهم بجلطة في المخ أدت إلى شلل نصفي أبعده عن الحياة الفينة، لكن حالته الصحية تحسنت قليلا وظهر في بعض مناسبات محدودة جدا.

وكان الحادث الذي غيّر حياة جورج سيدهم، هو احتراق مسرح الهوسابير بوسط القاهرة، الذي كان يمتلكه في ثمانينيات القرن الماضي، بسبب أحداث الشغب بالقاهرة، لتشكّل ضربة كبيرة لكوميديا سيدهم ولطموحه الفني.

بعدها، افتتح سيدهم مطعما للمأكولات الشرقية أداره بنفسه، وكان يطهو بعض وجباته بنفسه التي أسماها على اسم أعماله الفنية، فكان: كباب “دكتور إلحقني”، وكفتة “أهلا يا دكتور”، ورقة لحمة “طبيخ الملائكة”.

حكايته مع “معبودة الجماهير”

يبلغ رصيد جورج سيدهم السينمائي أكثر من 40 فيلما سينمائيا، من أبرزها “معبودة الجماهير)”و”أضواء المدينة” و”البحث عن فضيحة” و”غريب في بيتي” و”الشقة من حق الزوجة”، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية منها “بوابة الحلواني” و”رأفت الهجان”.

وأثناء تصوير فيلم “معبودة الجماهير”، من بطولة عبد الحليم حافظ وشادية، صدر من جورج سيدهم موقف طريف أثناء تصويره المشهد الشهير والوحيد الذي يجمعه بشادية، فعندما قال لها عبارته الشهيرة، خرج عن النص وقال لها من اسكتش “كوتوموتو”: “الواد خلي بالك منه طبطب على كتفه كوتوموتو يا حلوة يا بطة”، ولم تصدق شادية ما سمعت، ليصرخ مخرج الفيلم حلمي رفلة، ويضحك كل من في الاستوديو، ويركض رفلة وراء جورج لضربه، وذلك لأنه كان لا يرغب في تكرار المشهد واستهلاك أفلام خام لعدم توافرها في ذلك الوقت.

علقت أسرة الفنان الكوميدي المصري، سمير غانم، على رحيل رفيق مشواره الفني، الفنان جورج سيدهم، الذي رحل بعد صراع مع المرض.

وفي أول تعليق منه، أعرب سمير غانم عن حزنه الشديد لرحيل جورج سيدهم، وقال إنه “يشعر بالحزن الشديد والأسى لفراق جورج، الذى قدم معه عديدا من الأعمال الفنية التي تظل محفورة في ذاكرة السينما وكان ثالثنا الراحل الضيف أحمد، بحسب موقع “صدى البلد”.

وشاركت الفنانة دنيا سمير غانم، عبر حسابها على موقع “إنستغرام” صورة للراحل جورج سيدهم، وكتبت معها: “البقاء لله، ربنا يرحمك يا رب ويصبر د/ليندا الزوجة العظيمة المخلصة، نسألكم الدعاء”.

كما شاركت الفنانة إيمي سمير غانم صورة لجورج سيدهم عبر حسابها على “إنستغرام”، وكتبت معها: “إن لله وإن إليه راجعون،، ربنا يرحمه يارب”

وتوفي جورج سيدهم الجمعة، عن عمر ناهز 82 عاما، بعد رحلة طويلة مع الفن وصراع مرير مع المرض.

والتقى بزميليه الضيف أحمد وسمير غانم، وكونوا معا فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، وقدموا سلسلة من الأعمال في المسرح والتلفزيون والاسكتشات الضاحكة وكذلك فوازير رمضان مع المخرج محمد سالم.رومن أشهر مسرحياتهم “حواديت” و”طبيخ الملايكة” و”براغيت” و”كل واحد وله عفريت”.

بعد وفاة الضيف أحمد، في أبريل/ نيسان بسبعينيات القرن الماضي، استمر الثنائي “جورج وسمير” وقدما معا مسرحيات من أشهرها “جوليو وروميت” و”موسيقى في الحي الشرقي” و”المتزوجون”، ثم انفصلا وقدم جورج مسرحيات، منها “كلام خواجات” و”حب في التخشيبة”.

وكتب فنانون وإعلاميون رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواساة السيدة ليندا زوجة الفنان الراحل والتعبير عن مدى حبهم له وتأثرهم به.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى