مصر تعلن التوصل لاتفاق مبدئي مع السودان وأثيوبيا حول سد النهضة
أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم عن التوصل لاتفاق مبدئي مع السودان وأثيوبيا حول سد النهضة. وتقول أديس أبابا إن السد يهدف إلى توليد 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء رخيصة التكلفة لبيعها إلى دول بعضها بعيدة جدا عن حوض النيل مثل جنوب أفريقيا والمغرب
وقال وزير الموارد المائية المصري حسام مغازي في ختام محادثات أجرتها وفود وزارية من مصر وإثيوبيا والسودان في العاصمة الخرطوم إنه «تم التوصل لاتفاق مبدئي بين البلدان الثلاثة بخصوص المسار السياسي.. وتم التوافق على الشواغل المصرية والسودانية بخصوص سد النهضة»، مشيرا إلى أن «المبادئ التي تم الاتفاق عليها تختص بنظم وآلية تشغيل سد النهضة وآلية التعاون في هذا السد». وتعد سنوات ملء الخزان، والمقدرة بثلاث سنوات، هي أبرز مخاوف القاهرة، وتقول إن السد، الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب، سيخفض بشكل مؤقت تدفق النهر خلال فترة الملء، لكنها تخشى أيضا من أن البخر السطحي للمياه في البحيرة الجديدة الضخمة سيخفضه بعد ذلك بشكل دائم.
وبينما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن «هذه المبادئ تعد بداية لمزيد من التعاون بين الدول الثلاث في المسار السياسي والفني»، أعرب وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدنهاوم عن ترحيب بلاده بالنتائج التي تحققت خلال الأيام الثلاثة (الماضية)، مشيرا إلى أن الاتفاق «يفتح فصلا جديدا بين الدول الثلاث وسنلتزم بهذه المبادئ».
وبدأت في العاصمة السودانية الخرطوم أعمال الاجتماع الوزاري الثلاثي لوزراء الخارجية والموارد المائية في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، لبحث تقاطعات الدول الثلاث بشأن «سد النهضة» الثلاثاء الماضي.
ورغم التفاؤل الذي ساد في القاهرة في أعقاب الإعلان عن توافق مبدئي حول آليات تشغيل سد النهضة، لا تزال المخاوف قائمة. وقال الدكتور عبد العاطي الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية الإثيوبية إن المصريين يأملون أن تترجم أديس أبابا النوايا الطيبة المعلنة إلى واقع ملموس. وأضاف الشافعي وهو خبير في الموارد المائية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة القائمة الآن أن الأشقاء في إثيوبيا يواصلون العمل في بناء السد بوتيرة عالية، من غير المعقول أن تستمر المفاوضات تحت ضغط البناء المتواصل. لا نقول وقف أعمال البناء وهو حق، لكن على الأقل تخف معدلات البناء، لكي لا نواجه واقعا يفرض نفسه في نهاية المفاوضات».
وقال مغازي في ختام أعمال الاجتماع الثلاثي، إنه سيتم الإعلان عن اسم الشركة الاستشارية التي ستقوم بالدراستين البيئية والمائية الخاصة بسد النهضة يوم 9 مارس (آذار) الحالي.