السياسة

ميليشيا “حزب الله” ترفع وتيرة الاستفزاز ضد المتظاهرين اللبنانيين

رفعت ميليشيات “حزب الله” وتيرة الاستفزاز ضد المتظاهرين والقوى الأمنية وكذلك منازل وممتلكات عامة وخاصة في عدد من أحياء بيروت، فدمرت عدداً من السيارات وكسرت زجاج محلات في شوارع مونو، في ليلة اعتبرت تطوراً كبيراً لجهة رد فعل “حزب” السلطة على الاحتجاجات التي انطلقت قبل نحو 40 يوماً في المناطق اللبنانية.

الهجمات التي استهدفت المحتجين على جسر الرينغ وسط العاصمة اللبنانية، جاءت بعد دعوات المتظاهرين لقطع الطرق ليلاً، فخرج العشرات من راكبي الدراجات النارية من مناطق الشياح والغبيري في الضاحية الجنوبية يحملون أعلام “حركة أمل” و”حزب الله” إلى مناطق بيروت مطلقين الشتائم الطائفية، ومعها كل أدوات القتل البدائية من عصي وسكاكين وحجارة.

هذا التطور لفت إليه عدد من الناشطين بوصفه رفعاً لمستوى العدوانية من قبل ميليشيات “حزب الله”، بعدما تأكدت من أن المتظاهرين في كل المناطق لن يخرجوا من الشارع قبل تنفيذ الحد الأدنى من مطالبهم، وهي إنشاء حكومة اختصاصيين تدعو لانتخابات نيابية بعد 6 أشهر، على أن تليها حكومة جديدة وانتخاب لرئيس الجمهورية، والبدء بإعادة المال العام المهدور بالفساد، ووقف عمليات التهريب عبر المرفأ والمطار.

خوف “حزب الله” على النظام الحالي، هو بسبب استفادته منه كشريك يغض الطرف عن عملياته الداخلية والخارجية عسكرياً ومالياً وأمنياً، ولذلك يتخوف من هذا المد الذي أخذته التظاهرات من جمهوره في مناطق البقاع والجنوب وبيروت والضاحية. وهو منتبه -أي الحزب- إلى تراجع شعبية حليفه الرئيسي أي التيار الوطني الحر (العوني) ورئيس الجمهورية ميشال عون أمام مد التظاهرات التي توسعت بين عدد من الفئات التي كانت تحسب مباشرة على عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

خوف “حزب الله” أيضاً، هو من نجاح الاحتجاجات الشعبية في فرض تشكيل حكومة اختصاصيين وإقامة الانتخابات في الوقت الحالي، ما يعني خسارته وحلفائه مقاعد تعطيهم الأكثرية في المجلس النيابي، و”الحزب” مع حلفائه رأوا ما حصل في نقابة المحامين من تحول في المزاج لدى الناس، وانتخابهم نقيباً من المجتمع المدني ومشارك في الثورة هو ضربة يمكن أن تتمدد كأحجار الدومينو، وذلك بسبب تراجع شعبية كل القوى السياسية بين جماهيرها التي كانت تعطي أحزاب السلطة في الانتخابات أصواتها تحت اسم الصراع السياسي.

الصورة السوداء التي أطلقها عناصر “حزب الله” في هجومهم على وسط بيروت، اكتملت بملاحقة عناصر الجيش والأمن الداخلي، حيث أظهرت الفيديوهات مشاهد عدوانية أراد منها “الحزب” رفع مستوى الأزمة لتهدد أحد أبرز المكونات اللبنانية أي الجيش.

اللافت أيضاً أن عناصر “حزب الله” دخلوا أحياء مناطق في بيروت تعتبر في المنطقة “الشرقية” دمروا خلال غزوتهم عدداً من الأحياء متخلين للمرة الأولى عن صورة حامي مناطق المسيحيين من الاعتداءات، فهم منذ عام 2006 وبعد اتفاقهم مع ميشال عون، أصبح “الحزب” يتحدث كحام للأقليات من الأكثريات الأخرى، ولكن كما ظهر فإن ما يسميه اللبنانيون “البعبع” الذي يخيفهم وجدوه في حزب الله وميليشياته وليس في غيرهم.

ورقة توت جديدة أسقطها “حزب الله” عن سيئاته ليل أمس في هجومه البيروتي، فهو بعدما شهد التحركات الميدانية للمتظاهرين في مناطق سيطرته وخصوصاً النبطية وصور، أظهر أنيابه، مجرباً أخذ لبنان إلى حرب أهلية، ليس فيها إلا هو وسلاحه في مواجهة المدنيين وتحركاتهم السلمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى