زعيم “داعش” الجديد يخرج التنظيم من نظرية الخلافة… وتحذيرات من جماعات جديدة
ثار مقتل زعيم تنظيم “داعش” (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم)، أبو بكر البغدادي، التساؤلات حول الخليفة المحتمل له لقيادة التنظيم بعد موته، ومستقبل التنظيم في سوريا والعراق.
وتزامنا مع هذا، أكد خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة أن زعامة التنظيم تؤول للمدعو عبد الله قرداش.
وبحسب تأكيد سامح عيد، الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة، فإن البغدادي رشح قرداش خليفة له لزعامة التنظيم، في شهر أغسطس/ آب الماضي.
صديق البغدادي
وكان “قرداش” أحد رفقاء البغدادي في سجن “بوكا” بمحافظة البصرة جنوبي العراق، الذي كانت تديره القوات الأمريكية بعد حربها على العراق عام 2003.
ونشأ قرداش في بلدة تلعفر، شمال غربي مدينة الموصل، وهي إحدى القرى التي كانت تمثل نقطة مركزية لقيادات التنظيم بعد سقوط الموصل.
وبحسب الخبراء، يعد قرداش من أشرس قادة التنظيم، وأنه قد يحاول القيام بعمليات متفرقة خلال الأيام القليلة المقبلة لتكون رسالة على قوته وقدرته على قيادة التنظيم والانتقام للبغدادي، بما يساعد في طاعة عناصر التنظيم له.
ولم تتوفر معلومات عن مكان تواجد قرداش في الوقت الراهن، غير أن بعض المصادر تشير إلى احتمالية تواجده في الداخل العراقي في الوقت الراهن.
قلب الطاولة
من ناحيته، قال الدكتور حسام شعيب، إن مقتل البغدادي قلب الطاولة بشأن مشهد التعاطي مع الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة.
ويرى شعيب الاثنين، أن المستفيد الأكبر من عملية مقتل أبو بكر البغدادي هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة في ظل مواجهة الدولة العميقة والطرف المناهض للانسحاب الأمريكي من سوريا.
وأوضح شعيب أن مقتل البغدادي سيفتح شهية القيادات الأخرى داخل تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات الأخرى، خاصة أن المليشيا الأكثر تماسكا حتى الآن هي “جبهة النصرة”، الإرهابية، وهي إحدى الجبهات المستفيدة من مقتل البغدادي، إذ يصل الأمر إلى حد التواطؤ مع الأمريكيين في إطار عملية التخلص من البغدادي.
وتابع أن وجود البغدادي في منزل أبو البراء بإدلب، والذي يعمل ضمن تنظيم حراس الدين، وهو أحد تنظيمات جبهة النصرة بعد خروجه من تحت راية “داعش” في وقت سابق.
لماذا ترك الجولاني؟
وأضاف أن قيام القوات الأمريكية بقتل البغدادي وترك أبو محمد الجولاني يطرح تساؤلات كبيرة، خاصة أنه موجود في أيضا، كما جاء العملية بعد زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد لمنطقة الهدير، إذ أرادت القوات الأمريكية أن تقوم بعملية استباقية حتى تصنع بطولات وتصدرها للعالم، لتقول أنها تشارك في حرب الإرهاب أيضا وأن الأمر لا يقتصر على روسيا وسوريا.
إحياء تنظيمات جديدة؟
وأشار شعيب إلى أن “الولايات المتحدة تعمل على إحياء تنظيمات إرهابية متطرفة مثل “حراس الدين، جبهة النصرة، جيش البادية”، أو تنظيم خراسان الذي أعلن عن وجوده منذ سنوات ، وهو يستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما يشير إلى أن الوجهة القادمة قد تكون توجيه هذه التنظيمات إلى دول شرق أسيا ومنها الصين وإيران”.
وشدد على أن “الولايات المتحدة تستثمر في وجود الإرهاب، وإشغال جيوش المنطقة في حروب مستمرة من أجل ربح الشركات الأمريكية من مبيعات السلاح”.
وأكد أن “خسارة تنظيم “داعش” للمساحة الجغرافية لا يعني تفكك التنظيم، خاصة أن القاعدة انتشرت بشكل أكبر بعد مقتل أسامة بن لادن، ومن المتوقع أن تبرز بعض التنظيمات الجديدة من داعش بإشراف الاستخبارات الأمريكية خلال الفترة المقبلة، إما في جنوب سوريا أو العراق، وفي ليبيا تحديدا”.
تحريض للانتقام؟
ويرى شعيب أن “انتصار موسكو إلى جانب الدولة السورية على الجماعات الإرهابية سيدفع هذه التنظيمات إلى محاولة الانتقام من الدولة المركزية الروسية، خاصة أن الجانب الأمريكي يعمل على تجنيب روسيا من التأثير الدولي، وترى في ورقة الجماعات الإرهابية ورقة رابحة يمكن تحريكها تجاه البلاد التي تراها تسعى لبسط السلم والأمن والاستقرار والتوازن الدولي وعلى رأسها سوريا”.
كيف خرج التنظيم من نظرية الخلافة؟
من ناحيته، قال عبد القادر النايل، المحلل السياسي العراقي، إن تولي قرداش زعامة التنظيم أخرجه من الأيدولوجية التي قامت عليها نظرية الخلافة، التي أعلنها البغدادي، والتي تنص على أن يكون عربي نسبه مرتبط بقريش، أو بني هاشم، وهذا سيعصف بعالمية التنظيم التي اعتمد عليها البغدادي، وسيقلص حضوره الدولي واستقطاب المقاتلين الأجانب.
وأضافأن “قرداش لا يملك الخبرة العسكرية، فضلا عن إدارة التنظيم وأن اختياره يوكد أن منهج التنظيم سيعتمد على العمليات المحدودة دون التفكير بمسك الأرض، وإحداث ضربات متنوعة لإثبات وجوده، إلا أنه سيلاقي صعوبة كبيرة إذا تم حل “مليشيات الحشد الشعبي في العراق، خاصة أن الحشد يعتبر أبرز وأهم الذباب الذي يجعل الحياة تمتد في جسد التنظيم، لاسيما أن العراق يشهد حراكا بإطار وطني، وإذا نجح في وأد الطائفية الإيرانية التي زرعتها في العراق والمنطقة سيقلص الدعم المحلي للتنظيم بشكل كبير”.
من هو قرداش؟
ذكر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن قرداش ولد عام 1976 في تلعفر غرب الموصل، وهو تركماني الأصل إلا أن قيادات بداعش تؤكد قرشيته.
وحصل قرداش على بكالوريوس في الشريعة من كلية الإمام الأعظم في الموصل، وبزغ نجمه في أوساط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2003 حيث شغل منصب “شرعي عام” لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وكان معتقلا سابقا في سجن “بوكا” بمحافظة البصرة، حيث التقى البغدادي، ثم تولى منصب أمير “ديوان الأمن العام” في سوريا والعراق.
وتولى منصب وزير “التفخيخ والانتحاريين” داخل التنظيم، وكان أحد المقربين من أبو العلاء العفري النائب السابق للبغدادي.