“حالة وعي” تجتاح الشباب التونسي
“حالة وعي” عنوان حملة أطلقها شباب تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى تنظيف الشوارع وتزيينها.وسرعان ما انتشرت على نطاق واسع حتى وصلت إلى عدة محافظات ومدن تونسية حتى أنك لتغدو في كل شبر من البلاد تقلّب وجهك ذات اليمين وذات الشمال فلا يتناهى إلى مسمعك غير الحديث عن “حالة وعي” التي اجتاحت الأوساط الشبابية وكانت فاتحة لإطلاق حملات توعوية وتحسيسية على موقع “فيسبوك ” سرعان ما لاقت هذه المبادرات تفاعلا منقطع النظير بين رواد هذا الفضاء الافتراضي الأزرق.
“قاطع الغلاء… تعيش بالقداء”، “استهلك تونسي” كلها عناوين لحملات تونسية كان منطلقها “فيسبوك” في الآونة الأخيرة ما يدفع فعلا إلى التساؤل ما الذي يدفع الشباب إلى إطلاق مثل هذه المبادرات في هذا الظرف بالذات؟ وكيف استطاع التونسيون تحويل فيسبوك إلى أداة دعاية وتواصل لإطلاق هذه الحملات؟
الوعي المجتمعي التونسي استعاد ما كان مفقودا
الناشط بالمجتمع المدني محمود الزايدي ذهب في تحليله لهذه الظاهرة الجديدة إلى أن حملات النظافة وحملات مكافحة ارتفاع الأسعار وحملات دعم استهلاك المنتوج المحلي تقترب وتتقاطع مع ماحدث في الانتخابات الرئاسية وحتى مع اللحمة الوطنية النادرة يوم وفاة وتشييع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي تحركات عفوية شبابية عقلانية راشدة بعيدة كل البعد عن ماهو حزبي.
ويرى الزايدي أن مقاومة السائد و الرتيب في تونس هذه المرة كان بالأخلاق والمعرفة والوعي والكلمة الطيبة و هذا ما كسر حاجز الانكماش الذي عاشه الشباب أعقاب الثورة و أمام تيقنه أنه قادر على التغيير و إدراكه أن الرجوع إلى الوراء لم يعد ممكنا انخرط في تفعيل ما يعتريه من إرادة التغيير بمثل هذه الحملات بواسطة “فيسبوك” هذا الفضاء الجامع لمختلف شرائح المجتمع التونسي.
و تلاقي هذه الحملات الدعائية و التوعوية في الفضاء الافتراضي استحسانا من قبل النخب في تونس التي فسرتها على أنها استفاقة شبابية تزامنت مع حملة الرئيس المنتخب حديثا قيس سعيد وهي تعكس عمق الوعي الشبابي بضرورة التغيير الايجابي و معالجة القضايا التي عجزت الأحزاب الحاكمة عن معالجتها كمقاومة ارتفاع الأسعار و مقاومة التلوث و غيرها من القضايا التي رأى الشباب نفسه فاعلا لمجابهتها بنفسه.
فيسبوك بديل للإعلام
يقول الإعلامي التونسي حاتم كريسعان إن الشباب حول “فيسبوك” إلى أداة تواصل ودعاية لعدة أسباب من بينها سرعة انتشار الفكرة والمعلومة فيه وجمع الكثير من المؤيدين عكس الإعلام التقليدي وكذلك بسبب غياب جزء كبير من تطلعاته داخل وسائل الإعلام الكلاسيكية التي لم تنجح في التعبير عنها بشكل كاف وتمكينه من رؤية قضاياه المطروحة و بالتالي وجد ضالته في مواقع التواصل الاجتماعي التي يتصدرها “فيسبوك” في تونس فهو يبقى في كل الأحوال أداة تفاعل سريعة تستقطب الشباب من مختلف الأعمار.