المنوعات

محمد مجدى صالح المحامي بالنقض وأمين عام حزب الحرية المصري : حرب اكتوبر ستبقي أسطورة حربية ترويها الأجيال

قال محمد مجدى صالح المحامي بالنقض وأمين عام حزب الحرية المصري ان حرب اكتوبر مهما مر من ازمنة ستبقي أسطورة حربية ترويها الأجيال فقد استهدف الغزاة مصر منذ قديم الزمان لأن مصر من البلاد التى أنعم الله عليها بالخيرات وبالموارد الطبيعية الكثيرة وأنعم عليها أيضا بشعب من أشجع الشعوب مما جعل الغزاة ينظرون اليها بعين المطعون
فمن عهد الفراعنة والغزاة يرصدون مصر ونذكر مثلا هجوم الهكسوس وجاء من بعدهم الفرس وبعدها جاء الصلبييون وجاءت موقعة المنصورة دليل على شجاعة جنود شعب مصر وموقعة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبى و المغول و كانت مقبرتهم فى مصر فى موقعة عين جالوت ونتذكر أيضا الحملة الفرنسية وفشلها فشل أكيد وحرب 1956 العدوان الثلاثى على مصر ومقاومة أهالي السويس وبورسعيد ويأتي فى النهاية حرب العزة والكرامة حرب أكتوبر 1973 لتبرهن أن شعب مصر من عهد الفراعنة حتى الآن أنه شعب شجاع يأبى الذل والهوان ومهما مرت به المحن والشدائد فهو أقوى من المحن وأصلب من الشدائد.
بعد العدوان الثلاثى على مصر أحست إسرائيل أنها هزمت شر هزيمة فى العدوان الفاشل على مصر فأخذت تعد العدة لعدوان جديد فلما أتمت استعداداتها بدأت تتحرش بسوريا فى 1967 وأرسلت بعض قواتها العسكرية إلي الحدود المشتركة بينهم وفى هذا الوقت أعلنت مصر وقوفها بجانب سوريا وأرسلت قواتها بسرعة إلى سيناء وهنا قامت القوات الإسرائيلية بهجوم جوى على المطارات المصرية فى سيناء وفى عمق مصر فى صباح الخامس من يونيو1967 فأحدثت تدميراً هائلا للطائرات الحربية المصرية وأصبحت القوات المصرية فى سيناء صيدا سهلا للطائرات الإسرائيلية .0وكان هذا الهجوم على مصر مفاجأة ونكسه وصلت بها إسرائيل الى شرق قناة السويس بعد أن خسر الجيش المصرى أكثر معداته وذخيرته،وقد أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة).
وأن العدو لن يرهبنا بطائراته،وبدأت مصر تعيد بناء جيشها بعد النكسة وراحت تسلحه بأحدث الأسلحة وأحسنها وطلبت مصر مساعدة الدول الأوربية لكنها رفضت واعتمدمت مصر على قوة جيشها وبسالة جنودها وشجاعة شعبها.
حرب الإستنزاف
بدأت إسرائيل بعد أن أحتلت سيناء إلى إقامة الحصون والتحصينات لمنع هجوم المصريين ولضرب أى قوة تحاول الدخول إلى سيناء ولكن جنود مصر لا يخافون الموت وأثبتوا للعدو أنهم أبطال.
بعد العدوان بأربعة أشهر تم إغراق المدمرة البحرية إيلات بطربيد مصرى، عندما اقتربت من السواحل المصرية فحطمت أجزاؤها وتناثرت فى الماء وأبتلع البحر رجالها وجنودها.
كانت فى الميناء الحربى الإسرائيلي إيلات فقط ركبت الضفادع البشرية المصرية طائرة من الهليوكوبتر وكلهم ثقة فى النصر والفوز، ونزلت الطائرة فى مكان محدد لها وسط أمواج البحر وأخذت كل مجموعة تعد العدة لنسف القطعة البحرية المخصصة لها وتعطى التعليمات وتضبط الساعات وعندما اقتربوا من الأهداف أعطيت إشارة البدء فدوى الانفجار وتم تدمير ناقلة الدبابات الإسرائيلية (بيت شيفع) وسفينة النقل العسكرى (بيت يام).
الإستعداد للحرب والعبور العظيم
لجأت إسرائيل إلى إقامة خط عسكرى منيع، خط من التحصينات الرهيبة يتشكل فى مجموعة كبيرة من النقاط القوية المنتشرة على امتداد الضفة الشرقية للقناة يطلق عليها اسم (خط بارليف) وتم أنشأه لحماية القوات الإسرائيلية من نيران المدافع المصرية وهذا الخط أجمع عليه كافة الخبراء العسكريين فى العالم على أنه يتفوق فى مناعته وتحصيناته على أكثر الخطوط شهرة فى التاريخ العسكرى وقال المحللون الحربيين فى العالم أنه من المستحيل على الجندى المصرى والعسكرية المصرية أن يعبر هذا الخط المنيع ولكن كل هذا كان لابد أن ينهار أمام الجندى المصرى الذى لا يعرف المستحيل ولا يقبل الذل والهوان والهزيمة.
أخذ قادة الجيش المصرى يعملون على تقوية الجيش بكل الوسائل وقاموا باعداد الجبهة العسكرية للحرب وتدريب الجنود على عملية عبور قناة السويس وكانت قوات الدفاع الجوى تستعد لملاقاة طائرات العدو بالصواريخ وعمل قواعد لها وكانت هذه القواعد تنقل من مكان الى أخر تبعا لخطة سرية غاية فى الذكاء والتضليل وكان لهذه القواعد فضل كبير فى تدمير طائرات العدو فى ساعة العبور وساعة اللقاء ليكن العبور أو الموت على أرض الوطن.
المعركة والتحرير
حتى إذا كان يوم السادس من أكتوبر 1973 م (العاشر من رمضان 1393هـ) فانطلقت أكثر من مائتي وعشرين طائرة مصرية فى الساعة الثانية بعد الظهر نحو عمق سيناء حيث حطمت المطارات والقواعد الجوية والصاروخية والحصون العسكرية للعدو، وفى اللحظة نفسها أطلق أكثرمن ألفى مدفع مصرى نيرانه الكثيفة على خط باريف فبدأت تتهاوى حصونه ونجح سلاح المهندسين بعمل أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة وبعد ثمانى ساعات قاموا بعمل ستين ممرا فى الساتر الترابى على طول الجبهة.
ثم أخذت القوات المصرية فى عبور قناة السويس على طول الموجهة واجتاحت تحصينات العدو، وفى الوقت نفسه كان المهندسون العسكريون يفتحون فتحات واسعة فى الساتر التربى بقوة المياه ويقيمون الكباري والمعدات فوق القناة لتعبر الدبابات والعربات المصفحة والمعدات الحربية والجنود والمشاة إلى أرض سيناء، وانتشرت الدبابات فى قلب سيناء وفى كل مكان وكانت الروح المعنوية للجنود المصريين عالية للغاية وكان إذا قابل جندى من جنود المشاة دبابة من دبابات العدو يأبى الفرار وكان يندفع نحوها وتتجه هى نحوه لتسحقه وتمشى فوقه، كان الجندى الشجاع صامدا حتى إذا ما اقتربت منه أخرج من جيبه قنبلة يدوية وفجرها فى داخل الدبابة فإذا هى حطام بمن فيها وإذا هو شهيد بجوارها هذه الروح الفدائية العظيمة هى سر عبور هذا المانع المائي وسر تحطيم خط باريف الذي قال عنه أنه حصين ويستحيل اقتحامه ولقد حطمت مصر بتلك الهزيمة حطمت إسرائيل تحطيماً سياسيا وحربياً واقتصاديا وأضاعت الثقة الدولية بها وأصبح الحديث عنى تفوقها الحربى وهماً وخيال، ولقد نسيت إسرائيل أن قوة الأيمان الكامنة فى نفس المصرى أقوى من القنابل والمدافع والصواريخ لقد تضاءل ما قدمته إسرائيل من استحكامات قوية، وما نظمته من طيران قوى وما جمعته من دبابات عصرية أمام قوة أيمان وحب الجندى المصرى لبلده وهذه هى طبيعة شعب مصر من قديم الزمان شعب أقوى من المحن وأصلب من الشدائد. شعب يرفض الذل والهوان والاستسلام وصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض).
عبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرا يوم السادس من اكتوبر قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء وقد حققت هذه الضربة هدفها بنجاح وخسرت مصر 11 طائرة فقط منها طائرة بقيادة عاطف السادات أخو الرئيس الراحل أنور السادات.
فى نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الاسرائيلى على الجبهة الشرقية لقناة السويس – سيناء – واستمر القصف 53 دقيقة، وفى نفس الوقت ايضا قامت قوات الجيش الثانى المصرى بقيادة اللواء سعد الدين مأمون وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية.
نجح سلاح المهندسين المصرى بعمل أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة مساء وبعد 8 ساعات اى حوالى الساعة 10.30 قاموا بعمل 60 ممر بالساتر الترابى على طول الجبهة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة، و4 كبارى خفيفة، وتشغيل 30 معدية.
الجندى المجهول
بطولته كانت فى اليوم الثامن لحرب أكتوبر 1973 أى فى يوم 13 أكتوبر وكانت وحدته الصغيرة قد عبرت خلف خطوط العدو وتمركزت فوق إحدى التبات فى جنوب سيناء ويبدو أن الإسرائيليين اكتشفوا الوحدة و أرسلوا لها بعض القوات مع إسقاط فصيلة من المظليين على سفح التبة واشتبك الطرفان فى قتال ضار وفكر سيد زكريا فى كسر طوق الهجوم الاسرائيلى فتسلل بهدوء يتسلق التبة ويركبها ويطلق نيرانه الكثيفة على مجموعة من المظليين ليقتلهم جميعا بمن فيهم قائدهم وكان الجندى الاسرائيلى سابقا فى الناحية الأخرى فرصده وعندما التفت إليه سيد ليطلق عليه الرصاص كان الأخر قد عاجله بدفعة رشاش سريعة ليموت وزحف الجندى الاسرائيلى حتى وصل الى جثة سيد وأخذ متعلقاته،بطاقته العسكرية،خطاباً كان قد كتبه الى والده قبل قيامه بالمهمة أو ربما بعد عبوره سيناء لم يفكر فى سرقته وأنما أراد الاحتفاظ بها تذكارا على روح قتالية وشجاعة فائقة ربما لم يصادفها من قبل وانه هو الذى تمكن من قتل الأسد أو حسب قوله لصحيفة يديعوت الإسرائيلية أنه فعلا أسد قاتل بشراسة وبسالة فصيلة كاملة بمفرده وحصد أرواح كل من كان فيها.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء.
ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة السادات التاريخية في نوفمبر 1977 م و زيارته للقدس.
وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
ومن أهم ما يمكن أن نقوله عن نتائج حرب أكتوبر أن هذه الحرب استعادت العزة والكرامة لهذا الشعب العربى المبارك.
وعليه يمكننا القول إن الوضع لم يعد كما كان بل تم تغييره على الأرض لصالح الطرف العربي فالقوات المصرية أضحت تسيطر على قناة السويس بضفتيها (الشيئ الذي مكنها من فتحها للملاحة لاحقاً عام 1973 م).
من يظن أن الكلام عن حرب السادس من أكتوبر قد أصبح مادة مُستهلكة فهو خاطئ .. هذا لأن تلك الحرب كانت ولازالت مكتظة بالعديد من الخفايا والأسرار التى يجهلها كافة شعوب العالم، وحتى الشعب الإسرائيلى ذاته .. وهذه الأسرار التى كلما أفرج عن جزء منها أو تسرب تؤكد قوة وعظمة المصريين وغرور وتوهم الإسرائيليين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى