السياسة

ديفيد سوانسون مؤلف وناشط وصحافي أمريكي : اليورانيوم الأمريكي يشوه أطفال العراق

كشف ديفيد سوانسون، مؤلف وناشط وصحافي أمريكي، دراسة جديدة توثق لتأثير اليورانيوم المنضب المرتبط بالغزو الأمريكي على أطفال عراقيين.

استخدام وتخزين أورانيوم منضب في العراق أدى لخرق اتفاقية حظر استعمال عسكري أو أي استخدام عدائي لتقنيات تؤدي لتغيير في البيئةوكتب في موقع “فورين بوليسي جورنال”، عن إنشاء الجيش الأمريكي، بعد عام 2003، ما يزيد عن 500 قاعدة عسكرية تمركز معظمها بالقرب من مدن عراقية عانت من آثار قنابل وطلقات وأسلحة كيماوية وسواها، فضلاً عن دمار بيئي سببه حفر إحراق مفتوحة، ودبابات وشاحنات مهجورة، وتخزين أسلحة يحوي بعضها يورانيوم منضباً.

وتتناول دراسة جديدة مدينة الناصرية التي قصفها الجيش الأمريكي عام 2003، وفي بداية التسعينات وانتشرت فيها حفر حرق مفتوحة.

وكشفت الدراسة عن صور لأطفال مصابين بعيوب خلقية، ولدوا بين أغسطس وسبتمبر(آب وأيلول) 2016، لآباء وأمهات عاشوا في الناصرية. وتشمل تلك العيوب الخلقية تشوهات في الدماغ، والأطراف السفلية، وعدم اكتمال الفقرات القطنية، والشفة المشقوقة.

تناسب عكسي
ويشير كاتب المقال لما كشفت عنه الدراسة المنشورة حول علاقة تناسب عكسي بين بعد المسافة عن القاعدة الجوية في المدينة، وخطر الإصابة بتشوهات خلقية، فضلاً عن مستويات في نسب الثوريوم واليورانيوم وجدت في شعر سكان المنطقة. كما وجدت علاقة إيجابية بين وجود الثوريوم واليورانيوم والتشوهات الخلقية. ويعتبر الثوريوم من نواتج اليورانيوم المخصب، ومركباً مشعاً.

وقد رصدت تلك النتائج قرب هذه القاعدة، ولم تجر بعد دراسات مشابهة حول قواعد عسكرية أخرى.

وحسب الكاتب، لم تخزن فقط في العراق أسلحة تحوي يورانيوم مخصباً (DU)، بل تم إطلاقها أيضاً. وتبعاً لتقرير أعده في عام 2007، برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، أطلق ما بين 1000 و2000 طن متري من أسلحة DU في العراق. كما سمَّم الجيش الأمريكي -وإن لم يكن على نفس المستوى- منطقة العاصمة الأمريكية واشنطن من ضمن مناطق أخرى في الولايات المتحدة، وحول العالم.

وحسب الكاتب، يزعم البنتاغون، حتى هذا اليوم، بحقه في استخدام DU. ويعتبر اليورانيوم المنضب من النفايات الدائمة الخطورة الناتجة عن الطاقة النووية، وهو مصدر للطاقة يزعم مروجو تسويقه بأنه غير ضار بالبيئة.

عقاب جماعي
وبرأي كاتب المقال، يمكن القول إن استخدام وتخزين DU في العراق أدى لخرق اتفاقية حظر استعمال عسكري أو أي استخدام عدائي لتقنيات تؤدي لتغيير في البيئة. كما مثل استخدام DU جزءاً من حرب غير مشروعة انتهكت في مجملها كلاً من ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية كيلوغ – برياند. وعلاوة عليه، ينتهك استخدام مثل تلك الأسلحة اتفاقية جنيف لحظر العقاب الجماعي، فضلاً عن انتهاك اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية.

جزء صغير
وحسب الكاتب، شكل استخدام تلك الأسلحة جزءاً صغيراً من دمار سببته حرب ضد العراق وشعبه ومجتمعه وبيئته الطبيعية. إلى ذلك يدعو الكاتب لعدم المطالبة بطرح أية قضية قانونية قبل تقديم المساعدة والتعويضات للشعب العراقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى