الصحة

باحثون يكتشفون العلامات المبكرة لمرض الشلل الرعاش

880x495_cmsv2_049262e4-46a5-50dd-beb2-cc8d70d57a33-3979316سلط باحثون من كلية “كينغز كوليج” في لندن الضوء على التغيرات والأعراض التي تظهر في وقت مبكر قبل الإصابة بمرض الشلل الرعاش “باركنسون”، وقد تكون بمثابة علامة تحذير مبكرة للإصابة بهذا المرض.
ويعرف مرض الشلل الرعاش بحالة عصبية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الحركة، بما في ذلك البطء والهزات، وكذلك أعراض أخرى مثل صعوبات الذاكرة.

ووجد الباحثون من جامعة كينغز كوليج بلندن أن حوالي 100 شخص لديهم طفرة نادرة في الجينات تسمى SNCA ، مما يعرضهم لخطر شبه مؤكد للإصابة بمرض الشلل الرعاش. لذلك لابد من القيام بدراسة الأسباب الجذرية لهذه الحالة التي يعيشوها هؤلاء الأشخاص الذي يعيش معظمهم في شمال بيلوبونيس في اليونان، حيث يعيش أيضا عدد قليل منهم في كامبانيا بإيطاليا. و في هذا السياق صرحت هيذر ولسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة “كنا محظوظين بما فيه الكفاية حيث وافق 14 من هؤلاء الأشخاص على السفر إلى لندن حتى نتمكن من دراسة أدمغتهم”.

أكثر من 6 مليون شخص في العالم يعانون من مرض باركنسون
يعاني أكثر من 6 مليون شخص على مستوى العالم من مرض باركنسون، ويعد ثاني مرض عصبي شائع بعد مرض الزهايمر.
يحاول الباحثون التعرف على الأشخاص المعرضين للخطر قبل بدء الأعراض التي تزداد سوءا بمرور الوقت، والتي تتمثل في الأعراض الحركية مثل التصلب والبطء والأعراض الغير الحركية مثل مشاكل الذاكرة.

لا توجد علاجات واضحة لمرض الشلل الرعاش كما يتم الأعراض بالأدوية التي تعيد مادة كيميائية في الدماغ تسمى بالدوبامين إلى مستواها الطبيعي في المخ، وتعتبر هذه المادة “الدوبامين” السبب الأول وراء مرض باركنسون حيث تسبب المستويات المنخفضة لهذه المادة في المخ في مشاكل في الحركة. أما السيروتونين فهو مادة كيميائية متواجدة في المخ، متورطة أيضا في الإصابة بهذا المرض.

إلى أي حد تحدث التغيرات في السيروتونين؟
هيذر ولسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة تقول” نحن لا نعرف إلى أي حد تحدث التغيرات في السيروتونين وما إذا كانت هذه التغيرات مرتبطة بظهور هذا المرض، وللإجابة عن هذه الأسئلة كنا بحاجة إلى دراسة للموضوعات اليونانية والإيطالية مع الطفرة الجينية SNCA.
“ولاستخراج العلامات الحساسة لتطور مرض الباركنسون لابد من دراسة الناقلات الجينية قبل الإصابة به، فهو شيء مهم لمعرفة سلسلة الأحداث التي تؤدي إلى تشخيص مرض باركنسون”.

وأفادت ولسون، أن أعراض مرض الشلل الرعاش تظهر على الأشخاص المصابون في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، لذلك أردنا القيام بدراسة على الأشخاص المصابين في العشرينات والثلاثينيات من العمر لمعرفة ما إذا كانت هناك أي تغييرات في الدماغ قبل عشر سنوات أو أكثر من بدء الأعراض.
وتابعت: “سبعة من المتطوعين الذين تفضلوا بزيارة مختبرنا لمدة عشرة أيام من اجراء اختبار تصوير المخ والاختبارات العصبية، لم تظهر عليهم أية أعراض حركية وتم تشخيص إصابة سبعة منهم بمرض الشلل الرعاش”.

كما أجريت دراسة أيضا على 25مريضا يعانون من مرض باركنسون المتقطع أي الإصابة بمرض باركنسون بدون سبب وراثي و25 متطوعا كانوا في صحة جيدة..

كان لدى كل مشارك في الاختبار ثلاث عمليات تتمثل في مسح للدماغ: واحدة لقياس الدوبامين، وأخرى لقياس السيروتونين، والأخيرة لدراسة المناطق التشريحية في الدماغ.
لقد أجريت أيضًا سلسلة من الاختبارات للتحقق من الأعراض الحركية والغير الحركية. ارتدى المتطوعون جهازًا إلكترونيًا على معصمهم لمدة سبعة أيام لالتقاط أي حركات مرتبطة بمرض الشلل الرعاش، وهي حركة قد تكون خفية جدًا بحيث يتعذر على طبيب الأعصاب اكتشافها بالعين المجردة.

أكدت نتائج هذه الاختبارات أن الأشخاص السبعة الذين لديهم طفرة جينية لم تظهر عليهم أي أعراض حركية، كانوا في الحقيقة معافون من مرض الباركنسون.

الفقدان المبكر لمادة السيروتونين
وبخصوص الحديث حول الفقدان المبكر لمادة السيروتونين قالت ولسن”سمحت لنا مقارنة البيانات لمجمعات مختلفة بقياس شدة فقدان الدوبامين والسيروتونين في مراحل مختلفة من المرض وذلك بالتشخيص على أشخاص ليس لديهم أعراض واضحة لهذا المرض” ولسن تواصل حديثها حول هذه الدراسة”.
كما سمحت هذه الدراسة بمقارنة التغييرات التي شوهدت في ناقلات الجينات مع التغيرات التي شوهدت أيضا على المصابين بمرض باركنسون المتقطع. ساعدنا ذلك في ترجمة نتائجنا في ناقلات الجينات إلى الشكل الأكثر رواجا لمرض الشلل الرعاش.

وتقول ولسن:” اكتشفنا أن ناقلات الجينات دون أعراض قد استنفدت السيروتونين ، في حين أن الخلايا العصبية الدوبامين الخاصة بهم على ما يبدو سليمة. لذا فإن التغييرات في نظام السيروتونين التي حددناها من المحتمل أن تبدأ في وقت مبكر جدًا وتسبق ظهور الأعراض الحركية قبل بضع سنوات”..
وقال البروفيسور ماريوس بوليتيس، المؤلف المشارك في الدراسة:”تشير دراسة، التي نشرت مؤخرا على مجلة لانسيت للأعصاب، إلى أن التغييرات التي تطرأ على نظام السيروتونين تأتي أولاً، حيث تحدث قبل عدة سنوات من ظهور الأعراض على المرضى. هذا الاكتشاف المهم يمكن أن يؤدي إلى تطوير عقاقير جديدة لإبطاء أو حتى وقف تطور هذا المرض”.

“تشير نتائجنا أيضًا إلى أن عمليات مسح الدماغ لنظام السيروتونين يمكن استخدامها كأداة لفحص ومراقبة تقدم المرض. لكن هذه الفحوصات باهظة الثمن، لذلك نحن بحاجة إلى مزيد من العمل لاستكشاف تقنيات أخرى بأسعار معقولة، للحد من تطور هذا المرض”.
“نحتاج أيضًا إلى مزيد من البحث في الأشكال الجينية لداء باركنسون وللتغيرات المبكرة الكامنة وراء هذا المرض الخطير”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى