تغيّر العالم ومكانة الثقافة »»
بقلم/هدى حجاجي احمد
يكاد يجمع الدارسون على أن تغيّر العالم أمر واقع يتراوح مداه بين عام1945 او عام 1973 – حسب التقديرات المختلفة – وأن كان إدراك الرأي العام لذلك التغير , وشموله للعالم بأسره , أقرب إلى سنة 1973 منه إلي عام 1945 , وعلى كل فإن هذه المرحلة التى تمتد من نهاية الحرب العالمية وتحديد معالم القوى العالمية في بالنا (1945) من ناحية الى نهاية حرب فيتنام وحرب اكتوبر ( 1973) من ناحية أخرى هي بمثابة مرحلة التحول الكبير، مرحلة تغير العالم .
هناك أولاً الرأي القائل بأن ذلك التغير إقتصادي – سياسي بشكل مباشر
. أساسا حول أزمة الطاقة وانها بمثابة تغيّر عميق الأثر في القطاع الإقتصادي على وجه التخصيص ولكنه لا يمتد الى مجال توازن القوي العالمية إلا بالقدر اليسير .
وعندئذ يكون العلاج بواسطة إعادة تشكيل أنماط العلاقات الاقتصادية من الأساس. ومن هنا تسميه ” النظام الأقتصادي العالمي الجديد “، والأهتمام بالعلاقات الأقتصادية العالمية من خلال ” مؤتمر الشمال والجنوب ” والحوار العربي الاوربي ” مثلاً، ومؤتمر اتحاد الشباب الأفريقي
. ثم هناك وجهة نظر التي تذهب الى الربط العضوي الوثيق بين تبدل الموقف الإقتصادي من ناحية، وتغير الموقف السياسي والاستراتيجي العالمي من ناحية اخرى التركيز هنا على البعد السياسي بمعناه الشامل، التقليدي، والأهتمام بمراكز القوة والنفوذ المؤثرة، والمقارنة بينهم كما كانت قبل عامي 1945 – 1973 وكما تبدو اليوم، مع محاولة التنقيب عن أبعادها المستقبلية المنتظرة. ومن هنا كانت محادثات مرحلة الوفاق الدولي . ومؤتمر” هلسنكي” ثم “بلغراد” والبحث عن دور ومكانة آسيا الجديدة ودور ومكانة الأمة العربية الأفريقية بعد عام 1973
. وفى نفس الوقت، بدأ تحول هام في إدراك الرأي العام لدور الثقافة، وكذا مفهوم الثقافة لدي الأخصائيين وذلك في إتجاه إبراز مكانة الثقافة في عملية تغير العالم ودورها المرموق في كافة المجالات .