السياسة

وثيقة إسرائيلية سرية عن حرب أكتوبر: الاستخبارات فشلت تماما ومصر فاجأت الجميع

وثيقة إسرائيلية سرية عن حرب أكتوبر
وكالات – عرب تليجراف – بمناسبة مرور 41 عاما على حرب السادس من أكتوبر عام 1973 التى انتصرت فيها القوات المسلحة المصرية على دولة الاحتلال الإسرائيلى وحررت شبه جزيرة سيناء وتكبدت فيها إسرائيل خسائر فادحة، سمح “أرشيف الجيش الإسرائيلى” بنشر وثيقة سرية حول إدلاء بعض الضباط الكبار بالجيش لشهادتهم حول الهزيمة أمام لجنة “أجرانات” التى شكلت عقب الحرب لتقصى حقائق الهزيمة.

وجاء فى الوثيقة السرية التى نشرتها العديد من الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد، أنه تبين من خلال التحقيق فى ملابسات اندلاع حرب “يوم الغفران” – التسمية العبرية لحرب أكتوبر- أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فشلت تماما بالتنبؤ بموعد الحرب.

وتضمنت الوثيقة نشر شهادة العقيد السابق بالجيش الإسرائيلى يوئيل بن بورات، قائد وحدة الاستخبارات “848” التى كانت مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية قبل الحرب وتحولت مؤخرا للوحدة “8200” المسئولة حاليا عن مراقبة وسائل التواصل الاجتماعى بالدول العربية، حيث أكد خلال شهادته فشل الاستخبارات فى توقع الحرب.

وقال بن بورات: “”فى يوم الغفران، هوجمنا من قبل مصر وسوريا، لقد أصابتنا المفاجئة بالذهول عندما بدأت الحرب الفعلية، وكان هجوما مفاجئا ومباغتا من جانب المصريين والسوريين”، كما وصف القائد العسكرى الإسرائيلى الهجوم لأعضاء اللجنة بأنه كان هجوم غير متوقع مشبها إياه بهجوم اليابان على القوات الأمريكية فى “بيرل هاربور” خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن الهجمتين كانت لديهما من القواسم المشتركة فى جميع الحالات.
وثيقة إسرائيلية سرية عن حرب أكتوبر2
وأضاف العقيد يوئيل بن بورات، أنه حذر رئيس الاستخبارات العسكرية من نشاط غير عادى فى منطقة “خليج السويس”، ولكن تم رفضه، موضحا بأنه على الرغم من وجود بعض المعلومات المتاحة حول بعض التحركات المصرية إلا أنه لم تؤخذ بجدية، بل أنه كان هناك ما يكفى من المعلومات من حيث الجودة والكمية لإعطاء الجيش الإسرائيلى تحذيرا فى وقت كاف قبل الحرب، مضيفا: “فى رأيى لم يكن هناك أى مبرر بالنسبة لنا لنندهش”.

وقال العقيد الإسرائيلى وفقا للوثيقة: “إن الأنشطة العسكرية غير عادية فى سيناء التى أثارت شكوكى على سبيل المثال، نقل قدرا كبيرا من المعدات على الجانب الآخر من قناة السويس، بالإضافة إلى أن المصريين تجاوزا جغرافيا المنطقة التى وضعوا فيها قواعدهم ونشروا معدات على نطاق أوسع”. وكشف المسئول الاستخبارتى الإسرائيلى للجنة عن محادثة تليفونية دارت بينه وبين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية فى حينها إيلى زعيرا، انتهت بتأكيد الأخير أن تلك العمليات والأنشطة فى خليج السويس ليست إلا تمرينات عسكرية، مؤكدا أن زيرا، رفض التحذير كما رفض طلبه بزيادة القوات فى سيناء ليكونوا عامل ردع لأى محاولة لاختراق القناة من جانب المصريين، مشيرا إلى أن رئيس الاستخبارات أكد له أن مهمة الاستخبارات حماية الدولة وعدم بث القلاقل فى الدولة حتى لا تصدم مع المجتمع والاقتصاد، وبالتالى رفض استدعاء حتى ربع قوات الاحتياط.
وثيقة إسرائيلية سرية عن حرب أكتوبر3
وأشارت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية التى نشرت الوثيقة أن جزءا من شهادة بن بورات للجنة بشأن الإجراءات المتخذة قبل الحرب لا تزال سرية حتى الآن ولم يتم الكشف عن جميعها. ونشرت الصحيفة العبرية وثيقة سرية أخرى، عبارة عن شهادة أخرى من قبل المقدم يوسف زيرا، ابن شقيق رئيس الاستخبارات العسكرية ايلى زعيرا، والذى كان رئيس الوحدة المسئولة عن تصفية ومعالجة المعلومات الاستخباراتية، حيث قال فى 4 أكتوبر عام 1973 لعمه إنه لديه بعض علامات الاستفهام التى دعته للقلق للغاية من تحركات المصريين على الجانب الأخر.

ووفقا لشهادة زيرا التى سمح “أرشيف الجيش الإسرائيلى” بنشر أجزاء صغيرة جدا منها أن عمه تفهم هذه التحذيرات ولكنه فى الوقت نفسه كرر اعتقاده بأن المصريين لا يمكن أن يحركوا الجيش وإعداده سرا للحرب. فيما أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن المعلومات التى قدمها بن بورات فى 3 أكتوبر عام 1973 كانت مباشرة وشديدة الأهمية وخطيرة حول استعداد المصريين للحرب ولكن لم يتم الالتفات إليها حيث أكد خلال اللجنة: “على حد فهمى، لو كان تم الانصات إلى هذه المعلومات كان يمكن للجيش الإسرائيلى بعد ساعة واحدة أن يستعد”.

وأكد بن بورات أن قرار مصر باستبعاد المستشارين الروس قبل الحرب كان أكبر دليل على استعداد المصريين لحرب كبيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى