روسيا تقرر الانسحاب من سوريا وأمريكا تتلكأ والصين على الأبواب
نقلت وكالات أنباء روسية عن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف قوله اليوم الخميس إن موسكو تستعد بالفعل لسحب قواتها العسكرية من سوريا. كان رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي قال الأسبوع الماضي، إنه من المرجح خفض القوة العسكرية الروسية في سوريا إلى حد كبير وإن انسحابا قد يبدأ قبل نهاية العام.
قواعد وقوات عسكرية روسية، للإيجار؟
وذهبت وكالة سبوتنيك الروسية إلى أبعد من ذلك، فنشرت تحت عنوان “بعد نجاحها في سوريا…روسيا تتلقى المزيد من العروض الدولية لإقامة قواعد عسكرية”، ذكرت فيه أن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور بونداريف، أكد أن العامين الماضيان، شهدا زيادة في عروض الدول الأجنبية بشأن نشر قوات روسية على أراضيها.
موضحا، حسب سبوتنيك أن:
“السبب في ذلك يعود إلى النجاحات التي حققتها القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا، حيث أثبتت للعالم كله ما يتميز به الجيش الروسي اليوم من قدرة قتالية عالية وكفاءة ممتازة بالإضافة إلى الإمكانيات التقنية لأسلحتنا ومعداتنا العسكرية”، مضيفا “ومن هذا المنطلق سيزداد عدد العروض بشأن إنشاء قواعد عسكرية روسية…بشكل كبير وكبير جدا”.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد فاجأ العالم بتصريحه بداية العام الجاري، أن دمشق كانت على بعد أسبوعين إلى ثلاثة من السقوط في ايدي الإرهابيين، وأن التدخل العسكري الروسي الذي جاء بطلب من السلطة الشرعية في دمشق منع هذا الانهيار، وأكد أن بلاده ساعدت الجيش السوري في صد الهجوم على العاصمة دمشق.
إذن، ما هي الضمانات بالنسبة لروسيا، في ألا يسقط نظام الأسد، إن هي سحبت قواتها؟ وإن بقيت، فحسب أي شكل من التوافقات الدولية والإقليمية؟ آخذين بعين الاعتبار التمدد والطموحات الإيرانية من جهة والموقف الإسرائيلي من جهة أخرى، فيما روسيا حليف الطرفين المتصارعين. وإن بقيت القوات الروسية في سوريا، فمن سيتحمل التكاليف؟
هل هناك نية بسحب القوات الأمريكية من سوريا؟
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نشرت مقالا توضح فيه أنّ الولايات المتحدة الأمريكية “لا تنوي سحب قواتها العسكرية من سوريا”، حتى بعد القضاء على تنظيم “داعش” بالكامل،موضحة أن “الإدارة الأمريكية تخطط لإنشاء “إدارة محلية” في شمالي سوريا. جاء هذا بعد يوم واحد من تأكيد رؤساء روسيا وتركيا وإيران في اجتماع سوتشي جنوب روسيا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”.
أضافت الصحيفة أن “الإدارة الأمريكية تخشى أن تقوم قوات الجيش السوري باستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “وحدات حماية الشعب الكردية” في شمالي سوريا في حال انسحاب القوات الأمريكية.
حسب مصادر رسمية أمريكية، فإن واشنطن تسعى لاستغلال وجود القوات الأمريكية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) للضغط على النظام السوري في مسار مباحثات السلام في جنيف.من جهتها تذمرت روسيا من الموقف الأمريكي بعدم الانسحاب، واعتبر فلاديمير شامانوف رئيس لجنة مجلس “الدوما” (البرلمان الروسي) لشؤون الدفاع، أن نية واشنطن الاحتفاظ بقواتها في سوريا بعد القضاء على “داعش”، سوف يعرقل التسوية في سوريا لمرحلة ما بعد الحرب.
وأوضح شامانوف: “إذا ما أردنا توصيف النوايا الأمريكية بلغة سهلة ومفهومة، فهي ليست إلا وقاحة من العيار الثقيل، وهم بذلك، أي الأمريكان، ينتحلون شخصية صاحب البيت”.
إذن، كيف توصل الروس إلى اعتبار أن الأمر منتهيا وأنهم اتموا مهمتهم ويمكنهم الآن الانسحاب؟ هل هو عجز مادي، ما يدفعهم لهذا القرار غير المفهوم؟ أم هي اتفاقات غير معلنة مع الأطراف المتعددة للصراع، منها وجود قوات إيرانية في جميع أنحاء سوريا، ودخل قوات تركية إلى مناطق شمال سوريا؟ وما هو الموقف الإسرائيلي من تواجد جميع هذه القوات؟ وهل تقبل أمريكا بتمكين الإيرانيين في سوريا كما في لبنان؟
فيما سبق ونقلت “واشنطن بوست” أن الرئيس الأمريكي ترامب وعد نظيره التركي أردوغان أن أمريكا ستتوقف عن تسليح الأكراد.
قوات صينية تتوجه إلى سوريا
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن نيتها إرسال وحدتين خاصتين من قواتها إلى سوريا، لمحاربة “الحزب الإسلامي التركستاني”.وحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن وزارة الدفاع الصينية تنوي إرسال وحدتين معروفتين باسم “نمور سيبيريا” و”نمور الليل” لمحاربة الحزب المذكور.والحزب التركستاني وجه تهديدًا إلى الصين مطلع الشهر الجاري، وأجرى عرضا عسكريا لقواته في محافظة إدلب، هو الأول من نوعه منذ بداية نشاطه العسكري في سوريا.
وقد وجه التهديد، أمير الحزب المعروف باسم “الشيخ عبد الحق”، والذي اتخذ موقفًا رافضًا لتنظيم داعش في بداية نشوئه.الوكالة نقلت أن المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الأسد، بثينة شعبان، ناقشت مع مسؤولين عسكريين صينيين مشاركة قوات خاصة صينية في محاربة الحزب التركستاني في سوريا، خلال زيارتها إلى الصين الأسبوع الماضي.
فيما يعتبر الحزب من التشكيلات الجهادية العاملة على الساحة السورية، وعرف عنه قربه العقائدي من “جبهة النصرة” و”جند الأقصى” سابقًا.اتفاق بين مسلحي”داعش” وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”نقلت رويترز منذ فترة قريبة أن تركيا “مصدومة” لموقف أمريكا من اتفاق على انسحاب مسلحي داعش من الرقة.
إذ قالت تركيا إنها مصدومة بسبب موقف وزارة الدفاع الأمريكية من اتفاق بين وحدات حماية الشعب السورية الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية على انسحاب مسلحي التنظيم من مدينة الرقة.كان متحدث باسم وحدات حماية الشعب قال الشهر الماضي إن المقاتلين السوريين في صفوف داعش سيخرجون من الرقة بموجب اتفاق مع فصائل سورية مدعومة من الولايات المتحدة.
وزارة الخارجية التركية ذكرت في بيان “إن رؤية البيانات الصادرة عن المتحدثين باسم التحالف الدولي ضد داعش، وعدم نفي وزارة الدفاع الأمريكية لوجود الاتفاق المعني بل على العكس قالوا إنهم ’يحترمونه’ أمر يبعث على الصدمة”.
وأضاف البيان “صار الاتفاق المعني مثالا على أنه إذا دارت المعركة مع تنظيم إرهابي فإن تلك التنظيمات الإرهابية ستتعاون مع بعضها البعض في نهاية المطاف”.وبعد سقوط الرقة في أيدي قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر تشرين الأول أعلن الجيش السوري النصر على داعش الأسبوع الماضي، وقال إن سيطرته على مدينة البوكمال، آخر معقل للتنظيم في البلاد، تعني انهيار حكمه الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في المنطقة، فيما ركزت وسائل الإعلام الإيراني أن المخطط والمشرف ميدانيا على عملية البوكمال هو الجنرال الإيراني قاسم سليماني ومنفذ عملية البوكمال هي ميلشيات الحرس الثوري الإيراني.
وأضافت وكالة “ريا نوفوستي” نقلا عن باتروشيف “أن الاستعدادات جارية”.