مقالات
صحراء الإرهاب – احمد سلهوب
كشف حادث الواحات الأخير بال-صحراء الغربية الذي راح ضحيته 16 شرطيا حسب رواية الداخلية المصرية وأكثر من خمسين وفق مصادر أخرى ، حالة من التقصير الأمني لكون بوصلة الإرهاب مرتكزة حول سيناء، وتستحوذ على اهتمام رجال الأمن لما تشهده من تطورات أمنية خطيرة، دون وضع الصحراء في بؤرة الاهتمام بالقدر الكافي، رغم فداحة الخسائر في صفوف قوات الشرطة والجيش في تلك البقعة المباركة، وإن كانت الهجمات تنفذ على فترات متباعدة.
وكانت أبرزها مقتل ثمانية ضباط من عناصر الشرطة في هجوم استهدف كمين النقب الواقع على طريق الوادي الجديد – أسيوط السياحي، وكان الهجوم الأكثر دموية خلال شهر مايو من العام الجاري 2017، حين استهدف مسلحون ينتمون لتنظيم داعش حافلة تقل مواطنين مسيحيين في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل، أثناء مرور الحافلة بإحدى الطرق الفرعية الصحراوية، قرب الطريق الصحراوي الغربي الواقع بدائرة مركز شرطة العدوة. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل 28 مواطنا مسيحيا.
.
إذا الحرب في الصحراء تحتاج إلى حلول غير تقليدية لمجابهة تسلل الخارجين على القانون والحد من تحركاتهم وتوجيه ضربات استباقية وملاحقة المتورطين بأعمال عنف، لانريد إصدار بيانات من الداخلية بأنها قتلت وثأرت لرجال الشرطة بعد وقوع حادث، نريد بيان يفيد بمنع وقوع عملية مسلحة وفق خطط مدروسة بأفق أوسع لابتفكير تقليدي منغلق.
ولطالما تتميز الصحراء الغربية بمساحتها الشاسعة ويستحيل تعقب كل صغيرة وكبيرة حسب البعض، فلما لا تلجأ الدولة إلى طائرات بدون طيار التي دخلت أصلا مجال الخدمة التجارية في بعض الدول، فإسرائيل تسير طائرة الدورن لضبط حدودها مع مصر بل تستهدف مسلحين يهددونها داخل عمق التراب المصري، وفق روايات متداولة على ألسنة البعض في سيناء.
فعوضا عن البزخ في فنادق فخمة وصل ثمنها لمليار جنيه، كان من الأجدى استثمار تلك الأموال في تحسين البنية الأمنية الداخلية لمصر بشكل أوسع وأعمق.
حروب الصحراء ليست بالشيء الهين ولكن أمام التحدى يلين الحديد، ونشير هنا من وجهة نظري المتواضعة إلى ضرورة استحداث قسم بعنوان” قصاصين الصحراء” الذين يعرفون الطرق الوعرة والمدقات الجبلية في تلك البيئة الجافة صيفا والباردة شتاءً، نعم الشرطة تستعين بهم لكن بشكل فردي وعشوائي، لابطريقة منظمة،وفق اعتقادي.
نريد تشكيل قوة خاصة منهم يتلقون تدريبات على أعلى مستوى، يتولى قيادته أهل الكفاءة والمعرفة، وفي المقام الأول يكونوا أهل ثقة مخافة اندماجهم مع المسلحين وتقاسم الغنيمة معا.
صحف مصرية تحدثت وقامت بعمل تقارير عن بطولات قصاصي الصحرءا أو الأثر، بعضهم يضمن قوت يومه من العمل السياحي خاصة من كانت وجهته رحلات السفاري، ولكن ما المانع من وجود راتب دائم لهولاء ويكونوا تحت سيطرة الشرطة بشكل سري ويعملون بشكل دوري وإرسال تقارير ي يومية عن تحركات الصحراء حتى لو كنا في زمن السلم كنوع من الخطوات الاحترازية.
مغزى كلامي من إثارة هذه النقطة عدم تفويت الفرصة واستغلالها للصالح العام، لتأمين حدود البلاد الغربية مع ليبيا التى يبلغ طولها حوالي 1200كيلو متر مربع، فهي بمثابة صداع أمني مزمن لمصر، ولاتقل أهمية عن سيناء الجريحة التي تتعامل فيها السلطات بالحلول التقليدية في مواجهة الإرهاب، لابد من الابتكار وخلق روح الانتصار، وحفظ الله مصر من براثن الفتن.