عاجل

بعد تصريحات نتنياهو وسموتريتش… هل تضم إسرائيل الضفة الغربية وما تداعيات هذه الخطوة على المنطقة؟

محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي : حكومة فاشية العنصرية ولا تكترث لقرارات الشرعية الدولية

في خطوة وصفها المراقبون بـ “الخطيرة”، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن نيتها بضم الضفة الغربية إلى سيادتها، ضاربة بذلك كل القوانين الدولة عرض الحائط.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه “سيطرح فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فور تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة رسميا”.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن نتنياهو قال، في الاجتماعات المغلقة، إن “إعادة إمكانية السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة يجب أن تعود إلى جدول الأعمال مع دخول ترامب إلى منصبه”، دون المزيد من التفاصيل.

وأعرب وزير المال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن أمله أن “توسع إسرائيل سيادتها لتشمل الضفة الغربية بحلول 2025”.

وقال سموتريتش: “حان الوقت لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”، مشيرًا إلى أنه وجّه تعليماته لقسم الاستيطان في وزارة الدفاع الإسرائيلية والإدارة المدنية بالبدء في العمل التحضيري الشامل والمهني لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة.

وقال مراقبون إن إسرائيل ستقدم على ضم الضفة بشكل تدريجي وليس كليًا، فيما سيصدر المجتمع الدولي بيانات إدانة، بينما سيواجه الشعب الفلسطيني هذه الإجراءات منفردًا، مؤكدين أن هذه الخطوة الخطيرة قد تقود إلى انتفاضة فلسطينية.

قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن حديث سموتريتش، ونتنياهو عن ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، يأتي ضمن موقف الحكومة الفاشية العنصرية التي لا تكترث لقرارات الشرعية الدولية.

واضاف هذه الخطوة يمكن أن تكون الأخطر في منطقة الشرق الأوسط حيث أن إعلان إسرائيل ضم الضفة الغربية لسيادتها يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، واتفاق أوسلو الذي أبرم برعاية أمريكية وأوروبية، وهذا سيفقد هذه الاتفاقية مضمونها وفحواها، كما لن يعود هناك أي مكان للسلطة الفلسطينية التي أقيمت على خلفية هذا الاتفاق.

وأكد على ضرورة أن يكون هناك رد فعل عالمي معارض لهذه الخطوة، إضافة إلى عدم سماح إدارة ترامب بذلك، حيث يمكن أن تؤدي إلى فوضى عارمة، وربما انتفاضة شعبية كبيرة ضد الاحتلال، ما يشكل خطورة على المنطقة برمتها ودول الجوار.

وعن موقف ترامب، قال إن الحكومة الإسرائيلية تنتظر ترامب، المنقذ والمخلص، الصديق الوفي لنتنياهو وحكومته، لكن هذه الخطوة مرفوضة فلسطينيًا وعربيًا، ومن المفترض أن تكون كذلك على مستوى أمريكا وأوروبا، إضافة إلى ضرورة أن يكون هناك موقف من الدول والأقطاب الكبيرة في العالم ضد هذه التصريحات والتحركات العنصرية المخالفة لقرارات مجلس الأمن.

وأوضح أن خطوة كهذه يمكن أن تنسف اتفاق أوسلو، واتفاقيات السلام الموقعة ما بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكل ما تم إنجازه على مستوى السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة.

في السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن حديث سموتريتش ونتنياهو عن ضم الضفة الغربية، يعتمد بشكل أساسي عن دعم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لهم، فيما لا يزال المجتمع الدولي بكل مكوناته عاجزا عن وقف انتهاكات المتطرفين الذين يسيطرون على الحكم في إسرائيل.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، المجتمع الدول لن يفعل أي شيء، فقط سيصدر بيانات إدانة لإجراءات إسرائيل، دون مقدرة حقيقية على وقفها، معتبرًا أن ضم مساحات من الضفة الغربية من قبل إسرائيل، بات أمرا واردا بشكل كبير جدا.

وقال إن إسرائيل ستقدم في ظل سياسة ترامب على ضم المستوطنات الكبرى في الضفة، في ظل العجز الدولي، وسيكون منوطا بالشعب الفلسطيني وجده مواجهة هذه الإجراءات.

وتابع: “أقدمت إسرائيل قبل 3 أشهر على ضم مناطق ب لسيادتها الإدارية والأمنية، بعد أن كانت في السابق تتبع السيادة الإدارية للسلطة الفلسطينية، فيما تسيطر إسرائيل بشكل فعلي على أكثر من 84% من مساحة الضفة الغربية بين معسكرات ومستوطنات ومناطق متفرقة.

ويعتقد الرقب أن إسرائيل ستقدم على ضم أجزاء من الضفة الغربية، لا سيما المستوطنات الكبرى بشكل تدريجي وليس كليًا، لكنها ستبدأ بهذه المستوطنات والتي تعترف أمريكا بأنها جزء من إسرائيل”.

وكشف تقرير أمريكي، الشهر الماضي، أن وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، قال في تسريب صوتي له، إن الحكومة الإسرائيلية منخرطة في جهد سري لتغيير الطريقة التي تحكم بها إسرائيل الضفة الغربية.

وتابع سموتريتش أن “الحكومة منخرطة في جهد خفي لتغيير طريقة حكم المنطقة (الضفة الغربية) بشكل لا رجعة فيه، من أجل تعزيز سيطرة إسرائيل عليها دون اتهامها بضمها رسميا”.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أنها تلقت التسريب الصوتي لسموتريتش، من حدث أقيم في وقت سابق من الشهر الجاري، والذي قال فيه لمؤيديه إن “الهدف من المخطط هو منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من دولة فلسطينية”.

وتخضع أجزاء من الضفة الغربية لحكم السلطة الفلسطينية، في حين يتمتع الجيش الإسرائيلي بالسلطة على الباقي، ولطالما حثّ سموتريتش، إسرائيل على ضم تلك المناطق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى