الأمم المتحدة: 70% من قتلى حرب غزة نساء وأطفال … 80% من الضحايا قتلوا في مبان سكنية أو مساكن مماثلة
44% من الضحايا الذين تم التحقق منهم كانوا من الأطفال و26% من النساء … الأعمار الأكثر تمثيلا بين القتلى بين خمس وتسع سنوات.
كتب – على خليل – أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان العدد المرتفع من المدنيين الذين قتلوا في الحرب في غزة، قائلا إن تحليلاته تظهر أن ما يقرب من 70% من الضحايا الذين تم التحقق منهم على مدى فترة ستة أشهر كانوا من النساء والأطفال.
وقالت الوكالة إن العدد المرتفع يعود إلى حد كبير إلى استخدام إسرائيل لأسلحة ذات آثار واسعة النطاق في مناطق مكتظة بالسكان، على الرغم من أن بعض الوفيات ربما كانت نتيجة لقذائف طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة الفلسطينية.
وقال التقرير إنه وجد مستويات “غير مسبوقة” من انتهاكات القانون الدولي، مما أثار مخاوف بشأن “جرائم حرب وجرائم فظائع أخرى محتملة”.
وقالت إسرائيل في الماضي إنها تستهدف حماس وتتخذ خطوات للتخفيف من المخاطر على المدنيين باستخدام الذخائر الدقيقة.
وقالت الوكالة الأممية إنها تحققت من تفاصيل 8119 شخصا قتلوا في غزة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى أبريل/نيسان 2024.
وخلصت تحاليلها إلى أن نحو 44% من الضحايا الذين تم التحقق منهم كانوا من الأطفال و26% من النساء. وكانت الأعمار الأكثر تمثيلا بين القتلى تتراوح بين خمس وتسع سنوات.
وأضافت الوكالة أن نحو 80% من الضحايا قتلوا في مبان سكنية أو مساكن مماثلة.
وقال التقرير إن البيانات تشير إلى “لامبالاة واضحة تجاه مقتل المدنيين وتأثير وسائل وأساليب الحرب”.
وأفادت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة، والتي تعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة ، بأن حصيلة القتلى تجاوزت 43300 شخص خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية. ويعتقد أن هناك العديد من الجثث الأخرى لا تزال تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
وقالت وزارة الصحة إنها حصلت على بيانات ديموغرافية كاملة عن غالبية القتلى، وأفادت بأن الأطفال يشكلون واحدا من كل ثلاثة من هذا العدد.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان إن “هذا المستوى غير المسبوق من القتل والإصابة بين المدنيين هو نتيجة مباشرة لعدم الامتثال للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي”.
واستشهد بقوانين التمييز التي تلزم الأطراف المتحاربة بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين، والتناسب الذي يحظر الهجمات حيث يفوق الضرر الذي يلحق بالمدنيين الميزة العسكرية، والاحتياطات في الهجمات.
ودعا تورك إلى “المحاسبة المناسبة فيما يتصل بادعاءات الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي”.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ردا على الانتقادات إنه “سيواصل التصرف، كما فعل دائما، وفقا للقانون الدولي”.
وقال التقرير أيضا إن الطريقة التي أدار بها الأطراف المتحاربة الصراع في غزة “تسببت في معاناة إنسانية مروعة”.
وقالت الأمم المتحدة إن الجماعات المسلحة الفلسطينية شنت حربا من مناطق مكتظة بالسكان واستخدمت المقذوفات بشكل عشوائي، مما ساهم على الأرجح في ارتفاع حصيلة القتلى، في حين دمر جيش الدفاع الإسرائيلي البنية التحتية المدنية و”ترك العديد من الأحياء والمصابين والنازحين والجوعى، دون الحصول على المياه أو الغذاء أو الرعاية الصحية الكافية”.
والوضع أسوأ في شمال غزة، حيث تقول جماعات الإغاثة إنه أصبح تحت الحصار منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول عندما شنت إسرائيل هجوما بريا جديدا ضد حماس.
وقالت الأمم المتحدة إن أي مساعدات غذائية لم تدخل الشمال خلال الأسبوعين الأولين من شهر أكتوبر/تشرين الأول.
ودفع هذا الولايات المتحدة إلى إصدار إنذار نهائي لإسرائيل لزيادة المساعدات بحلول 12 نوفمبر/تشرين الثاني وإلا فإنها ستخاطر بفقدان بعض الدعم العسكري.
وقال يان إيجلاند، رئيس منظمة الإغاثة المجلس النرويجي للاجئين، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الجمعة إنه رأى “الدمار واليأس بشكل لا يصدق” خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى غزة.
وقال “لا يوجد مبنى واحد لم يتضرر. وبدت مناطق واسعة من المدينة وكأنها ستالينغراد بعد الحرب العالمية الثانية. لا يمكن لأحد أن يتصور مدى شدة هذا القصف العشوائي على السكان المحاصرين”.
وأضاف أنه “من الواضح أن الأطفال والنساء هم في المقام الأول من يدفعون ثمن هذه الحرب التي لا معنى لها”.
شنت إسرائيل هجومها العسكري الحالي على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل وأسر 251 رهينة وإعادتهم إلى غزة.