قياديان بـ”فتح: تفاؤل يسود مفاوضات الحركة مع حماس بالقاهرة وهناك إمكانية للتوصل لاتفاق
يرى قياديان في حركة “فتح” الفلسطينية، أن المحادثات التي تجمع الحركة مع وفد من “حماس” في القاهرة، تسير بخطى إيجابية، وهناك تفاؤل جيد وفرصة مواتية للتوصل إلى اتفاق.
وأضافا أن الحوار يدور حول تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، وإغاثة المواطنين هناك، مؤكدين أن التحدي الحقيقي يتمثل في إمكانية رفض إسرائيل لتمرير هذا الاتفاق، في حين يأتي دور المجتمع الدولي للضغط على حكومة نتنياهو في هذا الصدد.
وقال مصدر مصري مطلع، أمس السبت إن مصر تواصل جهودها مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل للتهدئة في قطاع غزة والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأفاد المصدر، في بيان حصلت عليه “سبوتنيك”، أن “حماس” تتمسك بعدم تجزئة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خوفًا من تسليم الأسرى ثم عودة الجانب الإسرائيلي لإطلاق النار.
وتابع: “مصر تبذل جهودا مكثفة لعودة المسار التفاوضي المتوقف منذ يوليو/ تموز الماضي”، مشيرًا إلى انطلاق اجتماعات حركتي فتح وحماس في القاهرة بشأن قطاع غزة من خلال لجنة الإسناد المجتمعي.
وأردف: “الاجتماعات شأن فلسطيني خالص والجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق”، مضيفًا: “فتح وحماس أبدتا مزيد من المرونة والإيجابية تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة”.
أجواء من التفاؤل
قال الدكتور تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن نتائج الاجتماع المنعقد في القاهرة بين وفدي حركة فتح وحماس، لم تخرج للنور بعد، لكنها تتركز حول تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وبحسب حديثه يبدو أن أجواءً من التفاؤل تسود المحادثات بين فتح وحماس هذه المرة، مع قرب التوصل لاتفاق بين الطرفين.
وفيما يتعلق بفرص نجاح المحادثات، أكد أنها “تعتمد على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من أجل إتاحة الفرصة والمجال للبدء في العمل على تنفيذ الاتجاه، إضافة إلى ضرورة إسناد المجتمع الدولي لجهود هذه اللجنة لإنجاز عملها”.
ويعتقد نصر الله، أن التوصل لاتفاق في القاهرة بين حماس وفتح ممكن، لكن التحدي الحقيقي الذي سيواجه، مدى إمكانية سماح إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق، مشددًا على دور المجتمع الدولي الهام في الضغط على إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو من أجل عدم عرقلة تنفيذ هذا الاتفاق.
فرصة مواتية
بدورها اعتبرت كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن حركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس، يضعان في أولوياتهما إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوفير الإيواء الملائم، وكافة الاحتياجات.
وبحسب حديثها “الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة، طالت الحجر والشجر والبشر، ولم تترك أي فلسطيني، فيما فشلت كافة الجهود لوأد هذه الحرب المستعرة”.
وأوضحت أن هناك ضرورة لتوجه فلسطيني موحد للتغلب على قضية إغاثة الفلسطينيين، تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، وهو ما يسعى إليه اجتماع القاهرة بين فتح وحماس.
وترى حرب، أن الفرصة مواتية الآن للتوصل إلى اتفاق بين فتح وحماس، وهو ما يمكن أن يقود لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة، والبدء في إعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بإمكانية التوافق في الوقت الراهن، مضت حرب قائلة: “أعتقد بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، نحتاج جميعا إلى تصليب الوضع الداخلي لمواجهة هذا العدوان الغاشم والفاشي، الذي يستهدف الكل الفلسطيني، ويحاول تمرير سياسة التهجير وتفريغ الأرض من أهلها، نحن نواجه نكبة جديدة، ولا بد من لملمة الجراح، والذهاب إلى إغاثة الشعب الفلسطيني كأولوية ملحة.
لجنة إسناد
وأوضح المصدر المصري المطلع أن لجنة الإسناد المجتمعي تتبع السلطة الفلسطينية وتتضمن شخصيات مستقلة.
وحول الدور المصري في هذا الشأن، قال المصدر إن حركتي فتح وحماس لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي رغم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وأردف: “هناك دعم دولي للجهود المصرية مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل لوقف إطلاق نار بقطاع غزة وإعادة الهدوء هناك رغم عدم رغبة أحد الطرفين في التجاوب مع تلك الجهود”، مضيفا: “هناك اتصالات مصرية مكثفة لحث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة”.
وتابع: “لقاء فتح وحماس في القاهرة سعى لتحقيق الوحدة الفلسطينية وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة”، مشيرًا إلى أن لجنة الإسناد المجتمعي تصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتتحمل إدارة قطاع غزة.