الادب والثقافة

“د. حسام حجازي: الحفاظ على التراث المصري ضرورة لتعزيز الهوية الوطنية وجذب السياحة الثقافية”

أكد د. حسام حجازي، مفتش الآثار وعضو المجلس الدولي للمتاحف، في حديث صحفي على أهمية الحفاظ على التراث المصري كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية، ومفتاح لجذب السياحة الثقافية إلى البلاد. وتحدث د. حجازي عن أبرز التحديات التي تواجه الآثار المصرية اليوم، مثل تأثير التغيرات المناخية، والتوسع العمراني العشوائي، ونقص الموارد اللازمة لمشروعات الصيانة والترميم، إضافة إلى قضية التهريب غير الشرعي للقطع الأثرية، التي تشكل تهديدًا للتراث الوطني.

ويذكر أن د. حجازي حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم المصريات، بتخصصات نادرة تناولت موضوعات شائكة مثل أوضاع الفقر في مصر القديمة ودراسة التيارات الدينية عبر العصور، وهي موضوعات عميقة وصعبة الدراسة نظرًا لحساسيتها وقلة المصادر المتاحة حولها.

ويعكس هذا التخصص اهتمام د. حجازي بفهم المجتمع المصري القديم من جوانبه الاجتماعية والدينية، مما يعزز قدرته على تقديم رؤى شاملة حول كيفية توثيق وحماية التراث المصري. وفي سياق حديثه، أبرز د. حجازي أهمية افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر من أكبر المتاحف في العالم، مشيرًا إلى أنه سيمثل علامة فارقة في مشهد التراث الثقافي في مصر.

وأضاف أن هذا المتحف سيجمع تحت سقفه مجموعة فريدة من الآثار التي تمثل تاريخ مصر العريق، مما سيعزز من قدرة مصر على استقطاب السياحة العالمية. كما أنه سيكون بمثابة مركز ثقافي وتعليمي، حيث سيوفر مساحة للبحوث الأكاديمية وورش العمل التفاعلية التي تعزز الفهم المعمق للتراث المصري.

علاوة على ذلك، أشار د. حجازي إلى دوره الحالي في تدريس اللغة المصرية القديمة، في إطار مبادرة “كنوز 27” التي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والأثري بين الشباب. ورعاية هذه المبادرة تأتي من وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، الذي يدعم الجهود المبذولة في الحفاظ على التراث وتطوير المهارات لدى الأجيال الجديدة. ويعكس هذا المشروع التزام د. حجازي بنشر المعرفة وتعليم الجيل الجديد كيفية قراءة وتفسير النصوص المصرية القديمة، مما يساهم في إحياء الفخر بالتراث الثقافي الغني لمصر. وأشار د. حجازي إلى أن الحلول للتحديات الحالية تشمل تعزيز التعاون الدولي لاستعادة القطع الأثرية المهربة، وتطبيق التقنيات الحديثة في التنقيب والصيانة، وزيادة الوعي الثقافي بين الشباب حول أهمية التراث.

وذكر أن السياحة الثقافية يمكن أن تكون محركًا اقتصاديًا كبيرًا، من خلال استثمار المواقع الأثرية وتنظيم فعاليات ثقافية وورش عمل تفاعلية تجذب الزوار وتغني تجربتهم. حاليًا، يعمل د. حجازي على عدد من المشاريع الهامة، مثل مشروع توعية الأجيال الشابة بأهمية التراث المصري، وتطوير وسائل حديثة للتنقيب والصيانة، إلى جانب قيادة حملات لاستعادة الآثار المهربة. مؤكدًا أن هذه الجهود ليست فقط لحماية الماضي، بل أيضًا لبناء مستقبل ثقافي مزدهر يعزز ارتباط المصريين بتراثهم العريق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى