مقالات

حيرت كل المتتبعين ، خرجة بنكيران الصادمة التي تسيء لحزبه وتخدم خصومه وتفرض عليه الإعتذار

بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم

في آخر ظهور له وخلال تجمع خطابي عقده البيجيدي بمناسبة مرور عام على “طوفان الأقصى” ، صرح عبد الإله بنكيران ان حزبه كان دوما ضد التطبيع مع إسرائيل واكد انه مع ذلك فإن حزبه قدم اعتذارا للمغاربة .
ووجه في نفس اللقاء لومه لسعد الدين العثماني الذي كان حينها قائدا لسفينة حزب العدالة والتنمية ورئيسا للحكومة المغربية ، واعتبر ان الإعتذار يجب ان يصدر من العثماني لا من حزب البيجيدي .
وهذا التصريح مثير للاستغراب ولا يمكن ان ياتي من قائد سياسي محنك ، لذلك فقد استغرب المتتبعون ولم يستسيغوه لانه لا يمث للمنطق بصلة ، فالجميع يعلم انه لا يمكن للعثماني ان يقرر قرارا خطيرا كهذا إذا لم يعد للمكتب السياسي .
والعثماني معذور طبعا لانه لن يتمكن من رفض قرار صدر من جهات عليا لا يمكن ان يقول لا في تلك الظروف ، والدليل هي الصورة التاريخية له وهو يحمل عقد الاتفاقية بشكل مقلوب يؤكد رفضه التام لهذه الصفقة .
انت بنفسك يا بنكيران لم تستطع مواجهة العفاريت والتماسيح الذين تستطع تسميتهم بأسمائهم بل اكتفيت طيلة تسييرك للشأن العام بالمغرب تصفهم ولا تسميهم وهم الذين عرقلوا استمرارك رئيسا للحكومة عبر البلوكاج الحكومي المعلوم .
على كل حال فالشغب المغربي صغيرا وكبيرا يعلم علم اليقين ان حزب العدالة والتنمية لم يكن ليقبل بالتطبيع لو لم يفرض عليه فرضا ، وهو الذي نظم عشرات المسيرات التضامنية مع إخواننا الفلسطينيين كما استضاف قادة فصائل المقاومة في عدة مناسبات واصدر عشرات البيانات التضامنية مع فلسطين …
مالذي يقصده بنكيران بخرجته غير المحسوبة هذه ؟ مثل هذه التصريحات ستسيء له ولن تضر بالعثماني قيد أنملة لان شمس الحقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال . في هذا الموقف صار من المحتم على الرئيس الحالي للعدالة والتنمية أن يعتذر للعثماني ولكل البيجيديين على هذا التصريح الصادم الذي قد يربك قاعدته ويحث شرخا عميقا في أوساطها .
الظروف الراهنة لا تسمح بمزيد من الانقسام والتشتت إنما يجب التئام صفوف الحزب الاسلامي واتحادها لمواجهة الفساد والغلاء وكل الكوارث التي جاءت مع الحكومة الأخيرة . فمثل هذه الخرجات تلهي الشعب عن مشاكله الحقيقية وتنسيه فيما تفعله به حكومة أخنوش وتخدم خصوم البيجيدي ، لذلك وجب عليه الإعتذار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى