السياسة

الولايات المتحدة: سنساعد إسرائيل في انتزاع “عواقب وخيمة” من إيران في أعقاب هجومها الصاروخي

حذرت الولايات المتحدة من أن إيران ستواجه “عواقب وخيمة” بعد هجومها الصاروخي على إسرائيل، وتعهدت بالعمل مع اسرائيل لانتزاع ثمن من طهران.

وكانت واشنطن قد عرضت دعما مماثلا لإسرائيل بعد مساعدتها في إحباط الهجوم الإيراني السابق في شهر أبريل، لكنها سرعان ما تحولت إلى تحذير إسرائيل من الرد على نطاق واسع، خوفا من التصعيد إلى حرب إقليمية. لكن يوم الثلاثاء، لم يشدد المسؤولون في إدارة بايدن فقط على حق إسرائيل في الرد، بل أشاروا أيضا إلى أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في شن هذا الرد.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بعد ساعات من قيام إيران بإطلاق نحو 180 صاروخا بالستيا على إسرائيل: “ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم وسنعمل مع إسرائيل لجعل الأمر كذلك”.

وقُتل فلسطيني في الضفة الغربية وأصيب إسرائيليين اثنيين جراء سقوط الشظايا والحطام التي تسببت بإلحاق أضرار واشتعال حرائق في المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي أنه اعترض “عددا كبيرا” من الصواريخ. وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر إن مدمرات البحرية الأمريكية أطلقت ما يقارب من 12 صاروخا اعتراضيا على الصواريخ الإيرانية. وقال سوليفان إن “شركاء” الولايات المتحدة شاركوا أيضا في إحباط الهجوم، ولكن رفض تحديد هويتهم. وقالت مديرية الأمن العام الأردنية إن دفاعاتها الجوية اعترضت صواريخ ومسيرات فوق مجالها الجوي أثناء الهجوم.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “بتوجيهاتي، دعم الجيش الأمريكي بشكل نشط دفاع إسرائيل”، مضيفا أن الهجوم الإيراني “يبدو أنه هُزم وأصبح غير فعال”.

مقطع فيديو يظهر اعتراض صواريخ أطلقت من إيران فوق القدس،

وأضاف أن “هذا دليل على القدرة العسكرية الإسرائيلية… ودليل أيضا على التخطيط المكثف [بين] الولايات المتحدة وإسرائيل لتوقع أي هجوم وقح والدفاع ضده”.

وأكد الرئيس الأمريكي: “كونوا متأكدين، تدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كامل”.

وعندما سُئل بايدن عن الكيفية التي يريد بها رد إسرائيل، قال إن هذه مسألة “قيد المناقشة النشطة” وأن العواقب على طهران “لا تزال غير معروفة”.

وتابع بايدن الهجوم مع نائبته كامالا هاريس من غرفة العمليات، وعقد الاثنان اجتماعا آخر في وقت سابق من يوم الثلاثاء بعد أن تلقت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بأن الهجوم وشيك – وهي المعلومات التي تم تبادلها بسرعة مع إسرائيل.

في بيانها للصحافة، قالت هاريس إنها تؤيد قرار بايدن بإصدار أوامر للعسكريين الأمريكيين بإسقاط الصواريخ الإيرانية التي تستهدف إسرائيل، كما فعل في أبريل.

وانتقدت الهجوم الصاروخي الإيراني “المتهور والوقح”، والذي يثبت مرة أخرى أن طهران هي قوة “خطيرة ومزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط.

المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تتثحدث إلى وسائل الإعلام،

وتابعت هاريس قائلة إن “إيران لا تشكل تهديدا لإسرائيل فحسب، بل أن إيران تشكل أيضا تهديدا للأفراد الأمريكيين في المنطقة وللمصالح الأمريكية والمدنيين الأبرياء في جميع أنحاء المنطقة الذين يعانون على أيدي وكلاء إرهابيين يتخذون من إيران مقرا لهم والمدعومين منها”، مضيفة “لن نتردد في اتخاذ أي إجراء ضروري للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية ضد إيران والإرهابيين المدعومين منها، وسنواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا لتعطيل سلوك إيران العدواني ومحاسبتها”.

وعندما سُئل سوليفان عن الشكل الذي قد تبدو عليه الاستجابة لإيران، قال إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل مناقشة هذه المسألة مع إسرائيل قبل تنفيذ الضربة وأن هذه المحادثات ستستمر، لكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية.

وقال كبير مساعدي بايدن: “هذا تصعيد كبير من جانب إيران، ومن المهم بنفس القدر أننا تمكنا من تكثيف الجهود مع إسرائيل وخلق وضع لم يُقتل فيه أحد في هذا الهجوم في إسرائيل”.

“سننظر الآن في الخطوات التالية المناسبة لتأمين المصالح الأمريكية أولا وقبل كل شيء ثم تعزيز الاستقرار – إلى أقصى حد ممكن – مع تقدمنا”.

وأضاف سوليفان: “نحن فخورون بالإجراءات التي اتخذناها إلى جانب إسرائيل لحماية إسرائيل والدفاع عنها”.

وفي إفادة لاحقة للصحافيين، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر “كل دولة في العالم إلى الانضمام إلينا في إدانة” الهجوم الإيراني.

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان

ونفى ميلر بشدة أن تكون إيران قد مررت رسالة إلى الولايات المتحدة تحذرها فيها من الهجوم الوشيك قبل وقت قصير من شن الهجوم.

وأضاف ميلر “ما رأيتم إيران تفعله اليوم هو الدفاع عن منظمة إرهابية”.

كما رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بشكل قاطع إدعاء إيران بأن هجومها جاء ردا على انتهاك إسرائيل لسيادتها عندما قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

“إن هذا الحدث لا علاقة له بسيادة إيران. بل يتعلق بحقيقة مفادها أن عددا من المنظمات الإرهابية التي أنشأتها إيران لسنوات كوسيلة لتقويض دولة إسرائيل ومهاجمتها قد ضعفت أولا خلال الأشهر القليلة الماضية ثم مؤخرا خلال الأسابيع القليلة الماضية”، مسلطا الضوء على مقتل الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل مؤخرا.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الخارجية “إن مقتل أي مسؤول إيراني في الأيام القليلة الماضية في لبنان أو في سوريا يرجع إلى اجتماعه مع زعماء إرهابيين”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى