خيارات “حزب الله” في مواجهة موجة الاغتيالات لقياداته؟
خسارة ثقيلة تعرض لها “حزب الله” اللبناني على مدار الساعات الماضية من مقتل قيادات “قوة الرضوان”، إلى إصابة آلاف من أعضاء الحزب في تفجير أجهزة الاتصال الخاصة، وسط أنباء عن تحضير إسرائيل لعمل كبير ضد لبنان.
وتقول إسرائيل إنها انتقلت إلى المرحلة الثانية من العمليات العسكرية على الحدود مع لبنان والتي تهدف إلى إنهاء الوضع الحالي على الحدود، إما بإجبار الحزب على التفاوض أو على الدخول في حرب، على حد تعبير المصدر.
وفي حديثه لـ”سبوتنيك” قال خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، بيار عازار، إن “لجوء إسرائيل إلى تفجير منظومة الاتصالات لحزب الله كان يستهدف في الأساس اغتيال حسن نصرالله، أو على الأقل إصابته بشكل مريع، إلا أن منظومة حمايته معقدة وعصية على الاختراق”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن خلق بديل عن حسن نصر الله، واغتياله يمكن أن يؤدي إلى انهيار الحزب، أما بالنسبة للقادة الميدانيين فهناك بدائل سريعة لهم سيتم تعيينهم”، على حد قوله.
واعتبر أن “حزب الله ليس بحاجة إلى الرد، فهو يرد كل يوم، ويفتت قدرات إسرائيل في كل لحظة خاصة في الشمال، وهو من الناحية العسكرية يمتلك سلاح الإشارة الخاص به، ولم تستطع إسرائيل حتى هذه اللحظة اختراق منظومة الاتصالات البدائية المعقدة الخاصة به، وبالتالي لا يمكن أن تمس قدرته الهجومية على الرغم التفوق التكنولوجي لإسرائيل”.
وأكد أن “إسرائيل ارتكبت خطأ كبيرا باستخدام كل ما تملك من أسلحة، وبات هذا هو أقصى ما تستطيع أن تفعله، وبعيدا عن مسألة اغتيال نصر الله يمكن القول بأن قدرات إسرائيل العسكرية انتهت عند هذا الحد”.
من جانبه، أوضح الباحث السياسي، ميخائيل عوض أن “استشهاد القادة يزيد من قدرة المقاومة وعزيمتها وتصميمها”، لافتا إلى أن خسارة هؤلاء لا ينعكس بكسر ظهرها أو افتقاد القدرة على العمل، معتبرا هذا يأتي ضمن وقائع وشروط ومسارات الحروب الصغيرة فكيف بحرب وصفها نتنياهو بأنها وجودية ووصفها حزب الله بأنها مصيرية”.
واعتبر أنه “خلال الأشهر الأحد عشر التي مرت على هذه الحرب توفرت ونضجت الدروس الموضوعية لتطوير الحرب على الجبهة الشمالية والشرقية”، منوها إلى أن “الأوضاع ذاهبة إلى العصف والتصعيد الكبير، وإلى نتائج حاسمة”.
وشدد على أن “حزب الله لديه مسرح كبير، وأمامه الكثير من الخيارات، ولايزال لدية رجال مستعدون، وهو وباعتراف إسرائيل لم يستخدم بعد 20 بالمئة من قدراته”.
وقال إن “الحرب دخلت شهر العصف والحسم، وتصعيد الحرب على مختلف الجبهات، وبحسب وعد نصر الله وقادة المقاومة هو زمن إزالة إسرائيل من المنطقة، وهذا يتفق مع ما أعلنه نتنياهو وغالانت من أنها حرب وجودية”، وفقا له.
وأوضح أن “المعطيات الموضوعية في ميزان القوى الحقيقي والفعلي تشير إلى أنها تميل لصالح محور المقاومة، الذي كان يضبط إطلاق ما لدية من قدرات بحسابات بحيث تكون حرب استنزاف، لكن نتنياهو ارتكب حماقاته للخروج من أزماته، والآن يلزم المقاومة بأن تضع استراتيجياتها وتكتيكاتها وعدتها موضع التنفيذ”.