“لولاه لنجح اغتياله”.. ما الذي يساعد يحيى السنوار في النجاة حتى الآن؟
السنوار يوجه رسالة إلى الحوثي بعد تدشين “أنصار الله” المرحلة الخامسة من عملياتها ضد إسرائيل
لا تزال إسرائيل عاجزة عن تحقيق أي من أهداف الحرب التي بدأتها في قطاع غزة منذ نحو عام وأبرزها القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.
ورغم كل ما تملكه تل أبيب من وسائل متطورة لتتبع أنظمة الاتصال داخل قطاع غزة، إلا أن السنوار لا يزال قادرا على قيادة الحركة بكفاءة وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بصورة شبه يومية، مما يعني أنه يستخدم نظام اتصالات لم تتمكن إسرائيل من الوصول إليه حتى الآن.
وقد وجه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، رسالة إلى زعيم جماعة “أنصار الله” اليمنية عبد الملك الحوثي بعد تدشين جماعته المرحلة الخامسة من عملياتها ضد إسرائيل.
وقال السنوار، في رسالته، إن “عملية طوفان الأقصى جاءت لتوجيه ضربة للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة”، موجها الشكر لأنصار الله على “عاطفتهم الصادقة وإرادتهم الصلبة التي تم رؤيتها في الميدان ورسائلهم”.
وأضاف: “أبارك وصول صواريخكم لعمق الكيان الصهيوني متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض”، متابعا: “المقاومة تسير بشكل جيد وقد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة”.
ووفقا للرسالة، قال رئيس حركة حماس إن “وصول الصواريخ اليمنية سيفشل خطط الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة وسيجعلها أكثر تأثيرا في حسم المعركة”، مؤكدا أن “الشعب الفلسطيني في غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية وحصار وتجويع وهو ما يتطلب من الأمة مساندتها”.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن السنوار يستخدم نظام اتصالات بدائي يفشل محاولات الاستخبارات الإسرائيلية للوصول إليه، مشيرة إلى أنه تجنب إجراء مكالمات أو رسائل نصية أو أي وسائل اتصال إلكترونية يمكن تعقبها.
ولفتت إلى أن السنوار استخدم أساليب اتصال معقدة تشمل رسل ورموز وملاحظات كتابية لتوجيه عمليات الحركة من داخل الأنفاق.
لكن إسرائيل لم تعلق على تلك هذه التقارير كما رفضت حماس التعليق أيضا، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية التي أشارت إلى أن السنوار كان يستخدم هذا الأسلوب خلال المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار، حيث كان رسائل السنوار تنتقل لشخص موثوق داخل الحركة ثم إلى عدة رسل حتى تصل إلى الوسيط العربي بطريقة أو بأخرى.
وبعد مقتل القيادي في “حماس” صالح العاروري، تحول السنوار تماما إلى الملاحظات المكتوبة والاتصالات الشفوية، بحسب وسائل الإعلام، التي أشارت إلى أنه كان يستخدم في بعض الأوقات تسجيلات صوتية يتم نقلها داخل دائرة صغيرة من المساعدين.
وتقول وسائل الإعلام إن هذه الأمر تسبب في بطء المفاوضات في بعض الأحيان، لكن في بعض الأحيان كانت الرسائل والردود تصل في الوقت المحدد، مشيرة إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر تكتيكيا أو ناتجا عن نظام صارم في تبادل الرسائل.
وتحاول إسرائيل منذ بدء حرب غزة، الوصول إلى السنوار لاستخدامه في الترويج للنصر في غزة، ورغم ذلك لم تتمكن حتى الآن من الوصول إليه، لكن مسؤوليها ومنهم وزير الدفاع يوآف غالانت يقول إنه سيصل إلى السنوار بمجرد ارتكابه خطأ واحد يقود إلى مكانه، مؤكدا أنه ليس محصنا.
يذكر أن السنوار تولى قيادة حماس في أغسطس/ آب الماضي، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك إسماعيل هنية، الذي تم اغتياله في إيران، في يوليو/ تموز الماضي.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما تسبب في مقتل أكثر من41 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 95 ألفا آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.