“قمة مدريد” تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتنفيذ حل “الدولتين”
اجتمع وزراء دول إسلامية وأوروبية ومسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في العاصمة الإسبانية مدريد، لمناقشة سبل التحرك نحو حل “الدولتين” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ودعا الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية، الذي انعقد بمدريد، جميع الأطراف وأعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسّع حول “الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل”، وذلك على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 26 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ودعا البيان المشترك، الذي صدر عقب الاجتماع، إلى “الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وعودة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبقية الحدود”، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وحذر الاجتماع، في البيان الختامي، من “التصعيد الخطير في الضفة الغربية”، وطالب “بتنفيذ وقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين”، كما استنكر الإجراءات الإسرائيلية الأحادية غير القانونية والمستوطنات وعمليات التهجير القسري وعدّها “تقويضاً للسلم والأمن الدوليين”.
وأكد البيان أيضا “الحاجة الملحة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، بشكل فوري ودون شروط، من خلال فتح جميع المعابر ودعم عمل الأونروا”، وشدد على ضرورة الالتزام المشترك بتنفيذ حل “الدولتين” باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين.
وطالب بتحقيق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني ويعزز الاستقرار والأمن والسلام والتعاون، كما طالب بالتنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها ومن بينها مبادرة السلام العربية.
وأكد الاجتماع على عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن لتعزيز تنفيذ حل الدولتين.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، للصحفيين: “نجتمع معا للقيام بمحاولة أخرى لإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد مخرج من دائرة العنف التي لا نهاية لها بين الفلسطينيين والإسرائيليين… الطريق واضح. تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد”.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قد كتب على منصة “إكس”: “معا، نريد تحديد الإجراءات الملموسة، التي ستمكننا من إحراز تقدم نحو هذا الهدف”.
وشارك في الاجتماع وزيرا خارجية النرويج وسلوفينيا، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فضلاً عن أعضاء مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن غزة، التي تضم كلا من مصر والسعودية وقطر والأردن وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا.
واعترفت إسبانيا والنرويج وآيرلندا رسمياً، في 28 مايو/ أيار الماضي، بدولة فلسطينية موحدة، تضم قطاع غزة والضفة الغربية وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وبذالك أصبح عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي تعترف بالدولة الفلسطينية 146 دولة من إجمالي 193 دولة.
وتم طرح حل “الدولتين” في مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991، وفي اتفاقيات أوسلو في عامي 1993 و 1995، لكن عملية السلام توقفت لسنوات عديدة.