وزير الخارجية الصيني: الصين لا تتدخل في الشؤون الأفريقية ولا تملي شروطها
منذ عام 2000، تتناوب الصين والدول الأفريقية على استضافة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بين بكين والعواصم الأفريقية. ويعزز هذا المنتدى النفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي للصين في أفريقيا، ويعزز مبادرة الحزام الواحد والطريق الواحد.أكد وزير الخارجية الصيني
وانغ يي أن السلطات الصينية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية ولا تفرض عليها شروطا سياسية.ونقل موقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت عنه قوله “إن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأفريقيا وتقدم المساعدة بصدق دون فرض أي شروط سياسية على الإطلاق”.وأوضح الوزير أن الصين “تتابع عن كثب احتياجات التنمية” في القارة الأفريقية. وبالإضافة إلى ذلك، يضع الجانب الصيني أولوية
لتطوير البنية الأساسية وتنفيذ مشاريع “صغيرة ولكنها جميلة” تساهم في تحسين رفاهة السكان المحليين و”تساعد في تعزيز إمكانات التنمية المعتمدة على الذات”.وأكد وانغ يي أن “الصين لن تشارك في الألعاب الجيوسياسية. ونحن نعارض إنشاء معسكرات متنافسة في أفريقيا واستغلال القارة لأغراض أنانية”. وأضاف: “سنواصل التعاون مع أفريقيا على أساس مبادئ الحقيقة والإخلاص، كما طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج”.وقال وزير الخارجية الصيني إن المشاركين في الاجتماع التاسع لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين توصلوا إلى توافق في الآراء، من شأنه أن يوجه الصين وأفريقيا في السعي إلى التعاون الهادف إلى التحديث وتشكيل “مجتمع متعدد الأحوال بمستقبل مشترك في العصر الجديد”.أضاف وانغ يي أن
الشركات الصينية خلقت خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 1.1 مليون فرصة عمل في الدول الأفريقية .كما سلط الضوء على الدور المهم الذي تلعبه منتدى التعاون الصيني الأفريقي في تعزيز تفاعل بكين مع الدول الإقليمية من خلال المشاريع المشتركة التي أدت إلى تحسين الظروف المعيشية في أفريقيا. وأشار إلى مساهمات الصين في بناء وتحديث آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة والسكك الحديدية والجسور والموانئ، فضلاً عن
إرسال فرق طبية لمساعدة ما يقرب من 230 مليون شخص في جميع أنحاء القارة.كما أشار وانغ يي إلى المشاريع الصينية الجارية في أفريقيا والتي تركز على
إمدادات الغذاء والمياه والعلوم
والتعليم، مؤكدا على تأثيرها الإيجابي على المجتمعات المحلية. كما أرجع هذه الإنجازات إلى جهود العمال والأطباء والمعلمين والمتطوعين الصينيين المتعاونين مع نظرائهم الأفارقة. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس شي جين بينج عن خطط لتنفيذ 500 مشروع جديد وخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل لتحسين مستوى المعيشة في المنطقة بشكل أكبر.وفي إطار الاستجابة لاحتياجات أفريقيا، أشار
رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي إلى أن الصين ستواصل فتح أسواقها أمام الشركات الأفريقية. وذكر أن الدولة الآسيوية “ستوسع الانفتاح من جانب واحد على البلدان الأقل نمواً وستعمل مع أفريقيا لمواصلة تعزيز الانفتاح المتبادل”.وفي وقت سابق خلال منتدى التعاون الصيني الأفريقي، أعرب الرئيس
الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، إلى جانب زعماء أفارقة آخرين، عن مخاوفهم بشأن الفائض التجاري المتزايد للصين مع أفريقيا، والذي بلغ رقما قياسيا بلغ 64 مليار دولار العام الماضي. وحث رامافوزا الزعيم الصيني شي جين بينج على العمل على الحد من هذا الخلل وتحسين هيكل التجارة بين المنطقتين. كما أكد رامافوزا على الحاجة إلى المزيد من الاستثمارات المستدامة في التصنيع وخلق فرص العمل في أفريقيا.