٤ مسرحيات وجلسات نقدية في اليوم الثاني والثالث في مسابقة اثراء للمسرحيات القصيرة
تتواصل العروض المسرحية ضمن مهرجان مسابقة اثراء للمسرحيات القصيرة خلال الفترة من ١٢ الى ١٧ اغسطس ٢٠٢٤م الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – اثراء في مسرح الأستديو في معرض الطاقة بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام .
ويأتي المهرجان بهدف تمكين المواهب المحليّة وإثراء المحتوى المسرحي، بناء مجتمع مسرحي في المنطقة الشرقية، ينتج دراما عالية الجودة تنافس على المستوى الدولي وإبتداءً من عام 2021 ، أحدثت مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة تأثيراً كبيراً على المشهد المسرحي السعودي من خلال تطوير أعمال جديدة و أصلية مع فنانين ناشئين وتوفير منصة للعديد من المشاركين.
حيث انطلق اليوم الثاني والثالث مسرحيات قصيرة هي :
مسرحية المعطف التي تناولت قصة محاربين أشداء يقودهم قائد عظيم لا يقبل الهزيمة مطلقاً إلا أن الأحوال تبدلت ليخلفه ابنه الذي دفعت به الأم ليشعل فتيل الحرب مجدداً رغم أنهم أصبحوا يعيشون في سلام حتى أتت فتاة امتلكت قلبه وعاطفته ليصبح بين مطرقة الحرب وسندان الحب، وهي من تأليف : غادة البشر واخراج ابراهيم الدوسري وتمثيل : عبدالرحمن عماد – فاضل آل حسن – وفاء العسكر – هـدى آل عامر – المنـذر.
مسرحية قد تطول الحكاية، ونرى المسرح عبارة عن شخصيات متجمدة بشكل تام بسبب تجمد أفكارهم ومعتقداتهم التي توارثوها بشكل أو بآخر، ولكن تبداء ولادة جديدة لهذه الشخصية بمثابة الفرصة الأخيرة من رحم المعاناة . وتبدأ عملية الرقيب، والشخصية بحيث ينتقل الرقيب إلى الشخصية والعكس صحيح، تأليف : سعد الله ونوس واخراج يوسف أحمد الحربي وتمثيل : إلهام علوي – سوسن آل إدريس – محمد المطوع – جواد الصايغ – مهدي آل مرهون – محمد المرزوق.
مسرحية عصف ، عبارة عن رحلة بحث تغوص في الذوات حيث تكشف الحقائب الحقائق والأسرار، تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج : علي آل غزوي وتمثيل : آمال الرمضان – أحمد اسماعيل – أحمد الجشي – منصور علي – آيات أحمد – زينب آل سلاط.
مسرحية القمقم، وتدور القصة حول السجين وائل الذي أتهم بجريمة لم يرتكبها وانسجن لـ 27 عاماً ظلماً، و يأتي له خبر يغير مجرى حياته مما يدخل في حالة نفسية جديدة، تأليف عبدالعزيز اليوسف واخراج سلام السنان.
وخضعت جميع المسرحية لقراءات نقدية يومياً ، حيث أوضح الممثل والناقد المسرحي الأردني علي عليان مررنا بتجارب مسرحية لها وقعها بدءا من حفل الافتتاح الذي حمل الينا عرضا مسرحيا مستضافا خارج المسابقة الرسمية ” ولادة منتظرة ” والذي جسده ممثلان اثنان بكل حرفية عالية واخراج مسرحي متقن لصنعة المسرح ، ونص مسرحي عميق في وصف معاني الحياة التي تتكرر مع روح الاجيال وتواردها الحياتي ، وهذا العرض جسد قراءة واقعية لمعنى الحياة بكل تجلياتها ، وتتوالى العروض المسرحية المتنوعة في مواضيعها والذي في غالبها يصب في معنى أن تكون فنانا وتقرأ الواقع ، مسرحية المعطف في تجسيد البعد السيكولوجي العميق ، ومسرحية قد تطول الحكاية في الاداء وهندسة الفضاء المسرحي بما يتوائم مع مفهوم الجوقة الجماعية ، عصف وثبات الاحلام داخل الحقائب والفضول المجتمعي في التدخل في خصوصيات الاخر، والقمقم الذي مزج بين الفنتازيا الاسطورية بحكاية السجين المظلوم والذي اعطى جرعة تمثيلية هائلة باسلوبية خفة الظل الذي يدخل الى القلب مباشرة، وما زلنا ننتظر باقي العروض المسرحية القادمة من شباب مسرحي شغوف وواع لما يقدم من ابداعات مسرحية ، والروح للروح تلحظ العين في اخلاصها مفاتيح الحياة .
مضيفاً أن المهرجان يتميز في تقديم تجارب شبابية قصيرة قائمة على الاختزال في ايصال رسالة العرض ، والقدرة على الاختزال يحتاج الى وعي معرفي دقيق في الاشتغال على أهمية وصول الفكرة بكل تجلياتها الى المشاهد المتابع بشغف الحكايا .