مقالات

المحلل السياسي “محمد علي الحكيم” :

أبرز ما اكدته خلال لقاءاتي حول الانتخابات الرئاسية الأيرانية وتداعياتها على الداخل الايراني والخارج بالتحديد منطقة الشرق الأوسط

تترقب إيران انتخابات رئاسية استثنائية في 28 يونيو/حزيران الجاري، بعد وفاة الرئيس الأيراني “إبراهيم رئيسي” في حادث تحطم المروحية، وبعد أن شهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي فاز بها رئيسي عام 2021، أقل نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية بنسبة ٤٨ بالمئة بسبب مقاطعة التيار الاصلاحي، هناك ثمة توقعات بأن تشهد الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة أكثر.

وتتجه الأنظار هذه الأيام داخليأ واقليميأ وعالميأ للأنتخابات الرئاسية الإيرانية ،والشخص الذي يتولى منصب الرئاسة سيتبين مستقبل إيران الاقتصادي داخليأ والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ومستقبل الاتفاق النووي بين إيران و٥+ ١ والعديد من القضايا العالقة على كافة الأصعدة.

ويتنافس في هذه الانتخابات 4 مرشحين أصوليين وهم رئيس البرلمان الحالي “محمد باقر قاليباف” وامين المجلس الأعلى للأمن القومي “سعيد جليلي” وعمدة طهران “علي رضا زاكاني” ونائب الرئيس الأيراني السابق “أمير حسين قاضي زاده هاشمي”، إلى جانب مرشح إصلاحي وهو النائب عن محافظة تبريز “مسعود بزشكيان” وآخر مستقل واخيرا “مصطفى بور محمدي” وزير الداخلية الأسبق.

اذن مع اقتراب موعد الأنتخابات شيئا فشيئأ، هناك خلافات بين الأصوليين، حيث لم يتمكنوا حتى اللحظة من الاتفاق على مرشح واحد، ومن إقناع أحد المرشحين اللذين لديهما حظوظ متقاربة، وهما جليلي وقاليباف، بالانسحاب لصالح الآخر، لذلك هناك حراك مكوكي فيما بين الأصوليين يقوده عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام “محسن رضائي” من أجل الوصول إلى إجماع بين مرشحيهم للوصول إلى مرشح واحد للتنافس مع المرشح الإصلاحي “مسعود بزشكيان”.

حيث ويعتقد التيار الأصولي بضرورة الحفاظ على مبادئ ثورة 1979 ويرفض الحوار مع الغرب ويُصنف باليمين، بينما يرى التيار الإصلاحي ضرورة إجراء بعض التعديلات تعديلات وإصلاحات على الدستور والسياسات العامة للنظام على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويصنف باليساري.

لذلك ذهاب الانتخابات إلى الجولة الثانية بات أمر واقع في ظل عدم انسحاب بعض المرشحين الأصوليين ،لذلك رغم التنافس القوى بين كلا الفريقين ،إلا أن ازدياد نسبة المشاركة ،سيلقي بظلاله على انتصار مرشح المعتدل المدعوم اصلاحيأ “مسعود بزشكيان” بالتحديد اذا شارك أنصار المساحة الرمادية، بسبب إثبات الإصلاحيين في الدورات السابقة لديهم القدرة بجذب المساحة الرمادية اكثر من منافسيهم الأصوليين والمحافظين بالتحديد خلال انتخابات عام ١٩٩٧ والذي فاز بها السيد خاتمي وكذلك خلال انتخابات الرئيس روحاني.

وبما أن تم انسحاب مرشحين ينتمون للمعسكر الأصولي كل من عمدة طهران السيد زاكاني ونائب الرئيس السيد قاضي زادة هاشمي ،لذلك عدم انسحاب السيد جليلي أو قاليباف، مما تؤكد أن التنافس الحقيقي سيكون في الجولة الأولى بين قاليباف وجليلي للحصول على المقعد الثاني ،لأن حسب الاستطاع للرأي أن المرشح الإصلاحي سيكون الافر حظأ لتولي المقعد الاول والذهاب في الانتخابات للجولة الثانية لكي يكون التنافس بين المرشح بزشكيان واحد المرشحين قاليباف أو جليلي عن التيار الأصولي في الجولة الثانية.

إذن هناك تخوف من بعض الأصوليين بفوز المرشح الإصلاحي “بزشكيان” ،الا ان هناك فرق شاسع بين زمن حكومة بزشكيان أن انتصر في الانتخابات وخلال دورة حكومة زعيم الإصلاحي “محمد خاتمي” أبرزها أن في زمن حكومة السيد خاتمي كان البرلمان كذلك إصلاحي وكان يتزعمه احد زعماء الإصلاحيين الشيخ “مهدي كروبي” ،لكن أن انتصر بزشكيان، أن البرلمان الإيراني أصولي بنسبة ٩٥ بالمئة ورئيس البرلمان “قاليباف” وسيكون بمواجهة بزشكيان اذا اراد العبور من الخطوط الحمر وثوابت الثورة الاسلامية في ايران ناهيك عن وجود الحرس الثوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى