السياسة

من هم “الحريديم” في إسرائيل؟

الحريديم هم جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليين حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل.

طالب يتسحاق جولدكنوبف، وزير الإسكان الإسرائيلي رئيس حزب “يهدوت هتوراة”، بتجديد الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونقلت القناة الـ 14 الإسرائيلية عن جولدكنوبف مطالبته بإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وذلك تزامنا مع الذكرى الـ 76 لإنشاء دولة إسرائيل، وهو ما أيده وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، وذلك خلال مشاركته في مسيرة للمستوطنين الإسرائيليين للمطالبة بعودة الاستيطان في غزة.

التركيبة السكانية في إسرائيل

يتم رصد التركيبة السكانية في إسرائيل بواسطة دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، في سبتمبر 2016 بلغ عدد سكان إسرائيل 8٫585000 مليون نسمة[2] 74.8٪ في المئة منهم من اليهود (حوالي 6419000 نسمة)، 20.8٪ من العرب (حوالي 1786000 نسمة)، في حين يتم تحديد ما تبقى من 4.4٪ (حوالي 380,000 نسمة) ب «آخرين» (يشمل ذلك أفراد أسر من المهاجرين اليهود الذين لم يتم تسجيلهم في وزارة الداخلية، , اليهود والمسيحيين من غير العرب والمسلمين من غير العرب والمقيمين الذين ليس لهم تصنيف عرقي أو ديني).

وبلغ معدل النمو السنوي للسكان إسرائيل 2.0٪ في عام 2015، وهو أكثر ثلاث مرات من متوسط دول منظمة التعاون والتنمية الذي يبلغ نحو 0.6٪. ، و بمتوسط الأطفال 3 لكل امرأة، تعتبر إسرائيل أعلى الدول معدل خصوبة في منظمة التعاون والتنمية [3]

على مدى العقد الماضي، انخفض النمو السكاني السنوي المسلمين في أسرائيل بشكل ملحوظ من حوالي 3٪ إلى أقل من 2.2٪ بحلول عام 2013، في حين ارتفع معدل النمو اليهودي الإجمالي من حوالي 1.4٪ إلى 1.7٪ [4][5]

المجموعة[6][7]التعدادنسبة التعدادمعدل النمو
يهود :6,119,00075.0%1.7%
يهود غير حريديم5,499 00065.1%1.2%
يهود حريديم750,0009.9%5.0%
عرب1,688,60020.7%2.1%
أخرون349,7004.3%N/A
المجموع8,157,300100%1.9%

الهجرة من دول الاتحاد السوفيتي

خلال سبعينات القرن العشرين هاجر 163 ألف شخص من أصول يهودية من دول الاتحاد السوفيتي الي أسرائيل

,في وقت لاحق قام ارييل شارون، بصفته وزير الإسكان والتعمير وعضو في اللجنة الوزارية لشؤون الهجرة والاستيعاب، ببناء مستعمرات على نطاق واسع لم يسبق لها مثيل لاستيعاب السكان الروس الجدد في إسرائيل ولتسهيل اندماجهم على نحو سلس وتشجيع المزيد الهجرة اليهودية الي إسرائيل باعتبارها وسيلة المستمرة لزيادة عدد السكان اليهود .[8] بين عامي 1989 و 2006، هاجر حوالي 979,000 من الاتحاد السوفياتي السابق إلى إسرائيل.

«الحريديم» يرفضون التجنيد الإجباري بالجيش الإسرائيلي؟

يعارضون الديمقراطية ويمنعون الاختلاط بين الجنسين… ويقولون إن سلاحهم «روحاني»

قضية اليهود الأرثوذكس المتشددين أو «الحريديم» وصراعهم ضد التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي إلى الواجهة، بعد تظاهر مئات الإسرائيليين رافعين العلم الإسرائيلي أمام المحكمة العليا في القدس، أمس (الاثنين)، تزامناً مع انطلاق جلسات استماع في المحكمة بشأن المبررات الملزمة لليهود المتشددين بأن يخدموا في الجيش الإسرائيلي.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للشرطة الإسرائيلية، وهي تفرق بالقوة احتجاجات يهود «الحريديم»، الذين توافدوا من مختلف الفئات العمرية، وذلك بعد فترة وجيزة من سماع المحكمة الإسرائيلية العليا للطعن، بحسب وسائل إعلام.

وقالت حركة «من أجل جودة الحكم في إسرائيل»، وهي إحدى الجماعات التي تقدمت بطعن في المحكمة العليا ضد الإعفاءات: «الحرب الطويلة في غزة تلفت انتباهنا إلى الحاجة الماسة لتوسيع نطاق التجنيد ليشمل جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي».

وأضافت: «المساواة في العبء ليست شعاراً، بل هي ضرورة استراتيجية وأمنية، وهذا المطلب بالمساواة الحقيقية في التجنيد، يجب أن يتقاسمه كل من يحمل هذا البلد العزيز في قلبه».

والتجنيد مفروض على الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 عاماً، بحيث يخدم الرجال لعامين و8 أشهر والنساء لعامين.

ومنذ قيامها في 1948، واجهت إسرائيل مسألة تجنيد المتشددين، وعاملهم أول رئيس وزراء ديفيد بن غوريون معاملة خاصة، كونهم كانوا ضامنين لاستمرار دراسة تعاليم الديانة اليهودية.

وأبطلت المحكمة العليا في عام 2018 قانوناً يعفي الرجال المتشددين من الخدمة في الجيش، إعمالاً لمبدأ المساواة. ولم تفلح مساعي البرلمان في التوصل إلى قواعد جديدة، وينتهي سريان أمر أصدرته الحكومة بتعليق التجنيد الإلزامي للمتشددين الشهر المقبل.

ويشكل اليهود المتشددون 13 في المائة من سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19 في المائة بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم.

لماذا يرفض يهود «الحريديم» التجنيد الإجباري؟

وتثير الإعفاءات تلك غضباً واستياء واسعين، إذ يشعر عدد كبير من الإسرائيليين بالاستياء جراء إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة بالجيش في ظل سقوط أكبر عدد من القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي منذ عقود، بسبب القتال الدائر مع حركة «حماس» في غزة والمواجهات غير المباشرة على الحدود اللبنانية.

ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.

متظاهرون يطالبون بالمساواة في الخدمة العسكرية الإسرائيلية خلال احتجاج بالقدس في 26 فبراير 2024 (رويترز)

ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الآيديولوجية للدولة الليبرالية.

كما يعدّ قادة المتدينين اليهود أن مهمة «الحريديم» تقتصر على دراسة التوراة، كما يمتنع الشبان دائماً عن التجنيد تحت ذريعة انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

كما يتحججون بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش، خصوصاً أنهم يلتزمون بنصوص توراتية تخص الفصل بين الجنسين وتمنع الاختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء، ويلتزمون بيوم السبت اليهودي؛ حيث لا يعملون فيه ويخصصونه لزيارة الكنس وقراءة التوراة فقط.

وبحسب تعاليمهم، يعدّ اليهود المتشددين دراسة التوراة هي الضمان للحفاظ على بقاء إسرائيل، و«سلاح روحاني لحماية شعب إسرائيل».

وقد أعفي اليهود المتدينون المتشددون من الخدمة العسكرية تحت ضغط ممثليهم السياسيين في الكنيست وفي الحكومة، الذين يقولون إن دور الرجل المتدين هو «دراسة التوراة وليس التجنيد».

متظاهر يحتج على محاولات تغيير سياسة الحكومة التي تمنح اليهود المتدينين إعفاءات من التجنيد تحمله الشرطة الإسرائيلية (رويترز)

اليهود «الحريديم» لا يعترفون بالديمقراطية أصلاً

ويتمسك يهود «الحريديم» بالنصوص التي وردت في التوراة والتلمود وبتعاليم الحاخامات، ويجمعون على أن دولة إسرائيل وحياة اليهود فيها يجب أن تحكمها الشريعة اليهودية والتعاليم التوراتية، وليس مبادئ الديمقراطية وقيم الصهيونية والقوانين التي شرعها الإنسان. وعليه، يوظفون نفوذهم السياسي من أجل فرض هذه التعاليم على الحياة اليومية للإسرائيليين.

ويتقوقع اليهود المتشددون على أنفسهم، وعادة ما يعرفون بالتشدد والتعصب للقيم التقليدية التوراتية اليهودية، كما يرفضون الانفتاح على الثقافة الأوروبية والغربية وقيم العلمانية والديمقراطية.

ويعارض يهود «الحريديم» بشدة اعتماد النظام الديمقراطي أساساً للحياة السياسية والاجتماعية، لأنه يأخذ مكان الشريعة اليهودية مصدراً وحيداً للتشريع وإدارة الحياة العامة للشعب اليهودي بنظرهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى