المنوعات

حجاااج ..الفهلوة

و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ،
وأجمع الفقهاء على أن المقصود بالاستطاعة هى القدرة المادية والبدنية معا
فإن كان ذو مال ويفتقد القدرة البدنية يجوز أن يندب غيرة ليحج عنة .
والقدرة أو الاستطاعة نسبية تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر ،
وإن كانت الإستطاعة هى شرط للحج ، إلا أن الاستطاعة وحدها أصبحت غير كافية لاتمام مناسك الحج .
فمنذ عهد قريب كان حج البيت متااح للجميع ولمن استطاع السفر والانفاق ولكن مع ازدياد أعداد المسلمين فى بقاع الأرض وتوافر القدرة الماديه لدى الغالبية العظمى من المسلمين ، وجب على الدوله المضيف تنظيم الحج ووضع القواعد التى تضمن سلامة الحجيج والعمل على توفير المناخ المناسب لأداء المناسك فى يسر واريحية دون مشقة أو عناء ، ومن هذه القواعد التى تحرص المملكة على اتباعها هى تحديد عدد الحجاج لكل دولة إسلامية حسب عدد سكان تلك الدول بحيث لا يزيد العدد الإجمالي عن الأعداد المقررة لكل موسم
. وبما أن الحج اصبح – للاسف -, كأى سلعه تخضع للعرض والطلب ، أدى زيادة الطلب على أداء تلك الفريضة الهامة إلى ارتفاع رسوم ومصاريف الحج حتى بلغ مئات الآلاف من الجنيهات وأصبحت نفقات الحج تمثل معضلة كبيرة لسواد الناس ، الأمر الذى جعل فئة من الراغبين في الحج التحايل على زيادة تلك النفقات بالسفر قبل موسم الحج بفترة بنظام خطابات الزياره والبقاء بطريقة غير مشروعه حتى البدء فى مناسك الحاج والدخول إلى مكة خلسة .
..لكن هذه الظاهرة كانت غير منتشرة بشكل ملحوظ وكانت الاعداد التى تنتهج هذا المسلك اعداد مقبوله لا تشكل ظاهرة مقلقة .
لكن هذا العام مثلت تلك الأعداد مشكلة كبيرة بل كارثة كبيرة على باقى الحجاج الرسميين نتج عنها فقد السيطرة التنظيمية على هذا العدد الذى فاق الاعداد الرسمية بكثير
..وكانت النتيجة الحتمية التى تناقلتها وسائل الإعلام وهى وفاة أعداد كبيرة من الحجاج وفقد أعداد أخرى لم يتم العثور عليهم حتى الآن ، حتى بلغ عدد الحجاج المصريين الذين قضوا نحبهم أكثر من ٧٠٠ حاج غير المفقودين وهذا العدد كبير وغير مسبوق فى موسم واحد .
وحتى نكون منصفين فأن زياده عدد الحجيج فاق قدرة المملكة على تنظيم هذا الموسم وخاصة أن تلك الأعداد الغفيرة لم تكن متوقعة .
. ولا أدرى كيف فكر هؤلاء النازحين بخطابات زيارة فى مشروعية حجتهم ،
والاكثر غرابة ما تناقلته وسائل إعلامية من ذهاب احدى الطالبات لأداء مناسك الحاج وتركت صديقتها لأداء الامتحانات بدلا منها ، فمن أراد الحج بخطابات زيارة لا يختلف عمن دلست وغشت امتحاناتها عن طريق طالبة أخرى .
حتى هذه الشعيرة المباركة والركن الخامس من أركان الإسلام لم يسلم من فهلوة المصريين .
يا سادة كل ما اخذ بسيف الحياء فهو حرام وماتم من ضغط على المملكة بقوة الأمر الواقع والسماح لحجاج الزيارة بدخول مكة نتج عنه كما قلنا كارثة إنسانية من وفيات وفقد على النحو الذى أفسد متعه الحج ومهابتة .
.. وعلى المملكة مزيد من التنظيم والقواعد الصارمة وفى اعتقادى هناك أمر آخر يمثل جانب مهم من مشكلة التزاحم والتحايل لأداء هذه الفريضة المباركة
وهى السماح بتكرار أداء الفريضة للفرد أكثر من مرة لدرجة أن بعض الناس يذهب كل عام وهؤلاء الناس اعداد ليست بالقليلة مما يضيع الفرصة على آخرين بالإضافه إلى أن قدرة هؤلاء المادية تجعلهم يزايدون ويعرضون مبالغ طائلة للحصول على فرصة للحج ، الأمر الذى يحرم أعداد أخرى تتمنى أداء المناسك ، لماذا لم يكتفى هؤلاء بالحج مرة واحدة أو مرتين ويتركون الفرصة لغيرهم ، اعتقد ان المزاحمة والمغالبة فى أداء الفريضة ليس من الإسلام أو الشرع فى شئ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى