التحقيق مع أبل في قضية احتكار سوق الهواتف الذكية… والخسائر فادحة
وزارة العدل الأمريكية تتهم أبل باحتكار سوق الهواتف الذكية وتقويض المنافسين، فهل يمكن أن يكون الرابح هنا هو نظام أندرويد؟
بسبب مخاوف تتعلق بالاحتكار: وزارة العدل الأمريكية تقاضي شركة أبل بتهمة سوء استخدام نفوذها في سوق الهواتف الذكية وتكبدها خسائر بمليارات من الدولارات في سوق الأسهم… فما هي التأثيرات المحتملة للقضية التاريخية على عالم الأندرويد؟
تستهدف هذه القضية التاريخية على نحو مباشر القلعة الرقمية التي قامت شركة أبل ببنائها حول أجهزة آيفون وغيرها من المنتجات لإنشاء ما يعرف بـ “حديقة أبل المسورة“.
رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية تاريخية ضد شركة أبل، بزعم قيام عملاق التكنولوجيا بممارسات احتكارية للسيطرة على سوق الهواتف الذكية وتقويض حركة المنافسين، والحد من خيارات المستهلكين، ما أدى إلى فقدان سهم الشركة 4% من قيمته خلال التداولات.
وتنتقد حكومة الولايات المتحدة التكتيكات التي تستخدمها شركة أبل في تشكيل سلوك المستخدم، بل والمطور أيضا، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض منتجاتها الشائعة مثل iMessage وApple Watch.
ويعتقد الخبراء أنه إذا نجحت الولايات المتحدة في قضيتها المرفوعة أمام محكمة فيدرالية في ولاية نيوجيرسي، فسوف يعني ذلك الكثير من التغييرات التي قد يكون لها آثار كبيرة على نظام أندرويد البيئي.
النتائج المحتملة لقضية الولايات المتحدة ضد شركة Apple
إليك بعض أبرز النتائج المحتملة للقضية المرفوعة على شركة أبل، والتي يمكن أن تحدث ضجة في عالم Android:
1. استخدام ساعات أبل الذكية على نظام أندرويد
تزعم الدعوى أن احتكار نظام التشغيل iOS لساعة Apple Watch يمكن أن تجعل المستخدمين محاصرين داخل ظام iOS البيئي، لأن التحول إلى أنظمة تشغيل بديلة يتطلب من المستخدم التخلي عن ساعة Apple Watch باهظة الثمن وشراء ساعة ذكية جديدة متوافقة مع نظام Android.
لذا فإن الهدف الأساسي للدعوى هنا يتمثل في مطالبة أبل بأن تجعل ساعتها الذكية متوافقة مع أندرويد؛ مما يزيل العوائق أمام المستخدمين، ولكن عملاق التكنولوجيا يخشى أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى القضاء على الميزة التنافسية التي تتمتع بها منتجات أبل بوجه عام.
2. تشغيل محفظة جوجل الرقمية على نظام iOS
تجادل وزارة العدل بأن سيطرة Apple على بيئة iOS لحظر منصات الدفع الرقمية التابعة لجهات خارجية هي طريقة أخرى لإبقاء مستخدميها عالقين داخل الحديقة المسورة.
ولكن إذا تغيرت سياسات أبل، فمن الممكن تمامًا أن تكون Google Wallet خيارًا للدفع على iPhone يومًا ما. مما يسهل بالفعل على المستخدمين التحول من iPhone إلى Android والعكس.
3. إمكانية التشغيل التفاعلي الكامل لـ iMessage
وفقًا للدعوى، تضع شركة أبل قيودًا تعسفية على وظائف iMessage لجعل الانتقال من iOS إلى نظام آخر أكثر صعوبة. وقد سبق أن حققت لجنة الاتصالات الفيدرالية في قيام أبل بحجب تطبيق Beeper Mini الذي يتيح “آي مسج” على أندرويد. وبالتالي فإن الدعوى تستهدف بيئة مراسلة أكثر أمانًا على iPhone كي يتوقف الحديث قليلًا عن أزمة الفقاعات الخضراء.
4. تخفيض رسوم استخدام المطورين لمتجر تطبيقات أبل
سوف تدفع القضية التي رفعتها الولايات المتحدة ضد شركة Apple في اتجاه انخفاض رسوم متجر Play Store للمطورين الذين ينشئون تطبيقات Android؛ مما يسهم في تشجيع الابتكار وظهور التجارب الريادية الجديدة.
5. تشغيل تطبيق Apple News على أندرويد
من المتعارف عليه أن المستخدمين يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة نظير الاشتراك في خدمات أبل، وفي حال رغبتهم في استخدام أجهزة أخرى، فسوف يواجهون صعوبات تقنية بالغة عند التمتع بخدماتهم، وهي صورة من صور الاحتكار التي تنتقدها الدعوى.
وعليه، تطالب وزارة العدل بجعل Apple News وهي الخدمة الإخبارية المجمعة المقدمة من عملاق التكنولوجيا متاحًا عبر كافة المنصات.
6. المزيد من الاعتماد على أندرويد
تنتقد الدعوى استراتيجية أبل في بناء ولاء المستهلكين لعلامتها التجارية، فهي تفعل ذلك ليس من خلال ما تتمتع به منتجاتها من ميزات تنافسية، ولكن من خلال إجراءاتها التي تجعل من الصعب على المستخدم الانتقال خارج سور حديقتها المغلقة.
إذا نجحت وزارة العدل في دعواها، فسيصبح الانتقال بين أنظمة التشغيل أمراً في غاية السلاسة، مما يعزز المنافسة بين الشركات، ويجعل السوق أكثر انفتاحًا.
أبل تخسر المليارات من قيمتها السوقية
وفقا لما ذكرته وكالة “بلومبرغ”، فقد سببت دعاوى قضائية بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة بخسارة شركة أبل عشرات المليارات من قيمتها السوقية، وفي أوروبا، يقال إن الشركة تواجه تحقيقات حول ما إذا كانت تلتزم بقانون الأسواق الرقمية في المنطقة.
هذا وهبط سعر سهم الشركة بأكثر من 4%، الخميس، لتخسر أبل نحو 115 مليار دولار من قيمتها السوقية، لتصل خسائر السهم منذ مطلع العام حتى الآن إلى ما يزيد عن 11%.
والسؤال الآن: بعد أن نجح عملاق التكنولوجيا أبل في إخضاع عشاق الآيفون لسحره الخاص، وفرض سطوته على مستخدميه وحصارهم داخل قلعته الرقمية الحصينة، فهل ينقلب السحر على الساحر في حال نجحت وزارة العدل الأمريكية في دعواها؟