مصر تحذر إسرائيل وتطالب بتدخل دولي عاجل لمنع “تطور خطير” و تحذر من التوسع في تنفيذ سياسات العقاب الجماعي والتجويع في قطاع غزة
حذرت مصر من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوبا.وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم الجمعة، أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.
وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن الإقدام على تلك الخطوات التصعيدية، لما سيعقبها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.وأضافت الوزارة في البيان أنه “على ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته لوقف هذا الإجراء”، داعية الأمم المتحدة والأطراف الفاعلة دولياً إلى التدخل للحيلولة دون المزيد من التصعيد غير محسوب العواقب في قطاع غزة.
وكان ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي أبلغوا قادة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أن “جميع سكان غزة شمال وادي غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الـ 24 ساعة المقبلة”، وفقا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك.
وقالت الأمم المتحدة إن إسرائيل سلمت الرسالة لفريقها في غزة قبيل منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي، لافتة إلى أن “هذا يصل إلى نخو 1.1 مليون شخص، وينطبق نفس الأمر على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في مرافق الأمم المتحدة – بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات”.وجاء في البيان أن “الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل أن تتم مثل هذه الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة”.وأضاف البيان أن “الأمم المتحدة تدعو بقوة إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي”.
استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الأربعاء، مفوض الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.وحذر شكري، خلال اللقاء، من “مغبة التوسع في تنفيذ سياسات العقاب الجماعي والتجويع والحصار المخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، لما لذلك من آثار وخيمة على تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين”.وأعرب عن “قلق مصر البالغ تجاه القصف الذي أصاب مدرسة تابعة للأونروا تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة”، حسب بيان للخارجية المصرية.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى تأكيد موقف مصر الثابت والراسخ تجاه ركائز حل وتسوية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن “مصر سبق وأن أكدت على مخاطر غياب أفق الحل وتزايد حدة الاحتقان لدى الشعب الفلسطيني”.وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، أن بلاده لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى.وأضاف السيسي، في تصريحات له، أن “مصر تأمل في حل وتسوية القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات، التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية”، مؤكدا أن “مصر لن تتخلى عن التزاماتها بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، وفقا لبوابة “الأهرام” المصرية.وأشار إلى أن “التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة بأكملها”.
وشدد الرئيس المصري أن “أمن مصر القومي مسؤوليته الأولى ولا تهاون أو تفريط فيه تحت أي ظرف”، ووجّه رسالة إلى الشعب المصري، بأنه “يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد”.ولفت السيسي إلى أن “مصر تجري اتصالات مكثفة على جميع المستويات لوقف المواجهات العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.يأتي ذلك بعد أيام من إعلان القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية “طوفان الأقصى” لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية”.وقال الضيف في بيان: “الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”.وأعلن بعدها الجيش الإسرائيلي بدء عملية “السيوف الحديدية“، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي “حماس” داخل المستوطنات.