خبير يحدد العقبة الأساسية لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا
صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مسودة “خارطة الطريق” لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا قيد الدراسة، وأن الاتصالات جارية.أضاف لافروف، متحدثًا في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد: “لقد سلّمنا مسودة خارطة الطريق (حول تطبيع العلاقات السورية التركية) إلى جميع زملائنا في يونيو (حزيران) من هذا العام. وهي الآن قيد الدراسة، والاتصالات جارية للوصول بها إلى حالة مقبولة بشكل عام، عندما يمكن الموافقة على هذا المشروع”.
وحول إمكانية تنفيذ هذه الخارطة على مراحل، وبحسب أولويات المرحلة، تحدث الخبير بالعلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق في تركيا، بسام أبو عبد الل”، قائلا: “سبق حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ما قاله وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لدمشق، وواضح أن هذا الملف قد تم تداوله ضمن الجهود الرباعية لوضع “خارطة طريق” لتطبيع العلاقات بين البلدين”.
مضيفًا: “ومن الواضح أن العقبة الأساسية لهذا التطبيع هي موضع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وهذا الأمر يبقى عقبة أساسية وفي حال وضع تصور معين لهذا الانسحاب والذي سيأتي أيضا بتنفيذ التزامات تركية أمام القيادة الروسية، فأنا أعتقد أن هذا سيدفع أكثر بموضوع تطبيع العلاقات بين البلدين”.وتابع عبد الله قائلا: “الخطاب السوري الواضح جدا، خلال لقاء الرئيس الأسد مع عبد اللهيان وحتى مع قناة “سكاي نيوز”، واضح أن الانسحاب التركي يجب أن يتم، ليتم بعدها عودة العلاقات بين البلدين. لكن كيف سيتم ذلك؟ هل سيكون على مراحل؟ نعم. هذا يمكن أن يكون ضمن إطار مفاوضات، أي أن تبدء تركيا مرحلة أولى وأن يعقب ذلك خطوة سورية وهكذا. لكن طالمات أنه ليس هناك فعل على الأرض من الجانب التركي، أي أن العقبة لاتزال موجودة، وهي العقبة التي تحتاج لتذليل قبل الحديث عن تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وحول إمكانية أن يكون هذا الملف على طاولة المفاوضات التي بين الرئيسين التركي والروسي، والنتائج التي يمكن أن تصدر عنه، قال عبد الله: “بالطبع وبحسب المصادر الروسية وغيرها من المصادر فإن الملف السوري سيكون على جدول أعمال الرئيسيين، وهذا الملف أساسي لأنه لا يرتبط فقط بالعلاقة الثنائية بين موسكو وأنقرة، ويرتبط أيضا بالتحولات التي تجري في المنطقة والحاجة للتعاون والانطلاق لمرحلة جديدة، وهذه المرحلة تقوم على التركيز على مواضيع التنمية وإقامة علاقات بين دول المنطقة واحترام سيادة الدول وحسن الجوار، وهذه المصلحة أكدتها دول “بريكس” في اجتماع جنوب أفريقيا وضمن إطار هذه التحولات العالمية أعتقد بأن بحث هذا الملف وتذليل عقباته هي أساسية لإنشاء بيئة جديدة في المنطقة تنهي وجود الجماعات الإرهابية في المنطقة التي لم تنتج لأحد شيء لا لتركيا ولا أي طرف آخر دعم هذه التنظيمات، والمطلوب الآن هو تنظيف وتصفية هذا الإرهاب الذي صُدّر لسوريا والبدء بمرحلة جديدة”.
مضيفا بقوله: “وواضح أن هذا الملف يحظى بأهمية، والواضح أكثر أن لافروف بحثه مع وزير الخارجية التركية هاكان، ضمن إطار التحضيرات للقمة الروسية التركية، وبالتالي لابد من أن يكون على أجندة محادثات بوتين وأردوغان”.
وحول إمكانية أن تلعب جامعة الدول العربية دورًا في تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا وأن يكون لها دور في “خارطة الطريق”، قال عبد الله: “حتى الآن الحديث رباعي، لكن يمكن أن يكون للمملكة العربية السعودية دور وكذلك للإمارات العربية المتحدة، وأن أي دور مرحب به كون الهدف هو لإعادة رسم واقع المنطقة من جديد ليرتكز على قضايا اقتصادية وتنموية.
المنطقة تعبت من الحروب ولم تعد هذه الحروب ستنتج واقعا جيوسياسيا جديدا، هذا الواقع رسم تقريبا والدولة السورية أساسية ومركزية في المنطقة ومحاولات إسقاط نظام سياسي وفرض أجندات جديدة لم يعد لها أفق على الإطلاق”.مختتما قوله: “الدور الأساسي تقوم به موسكو وطهران وهناك أيضا دور لا يراه البعض وهو لبغداد في هذا الموضوع، حيث هناك مؤتمر تنمية سيعقد بدورته الثالثة في بغداد، وقيل أن دمشق ستدعى لهذا المؤتمر وسيحضره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد تحدث في لقاء مع السفراء الفرنسيين وقال أن سوريا قد تحضر هذا المؤتمر، وتحدث عن المطلوب من مواضيع كمكافحة الإرهاب والتنمية واللاجئيين، وهي مواضيع قابلة للمناقشة عندما تبدأ العقلية الغربية بفهم التحولات التي جرت في المنطقة. الآن كل الأدوار مرحب بها والآن الدور الروسي، قادته موسكو وتتابعه ليس من أجل مصلحة روسية ومن أجل مصالح دول وشعوب المنطقة وفيه قراءة أكثر واقعية في حقيقة التحولات التي جرت، ففيه مصلحة لشعوب ودول المنطقة وللدول الصاعدة في العالم”.