وصل كبير مستشاري الإدارة الأمريكية لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكستين إلى بيروت، حيث التقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وسيلتقي أيضا بقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، ووزير الطاقة وليد فياض.وتتمحور زيارة هوكستين إلى لبنان حول اتفاق الترسيم الذي جرى التوصل إليه في تشرين الأول/أكتوبر 2022، والتباحث مع المسؤولين اللبنانيين في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي.
وفي السياق نفسه، قال الكاتب والمحلل السياسي، قاسم قصير”، إن “زيارة هوكستين إلى لبنان لها هدفان، الهدف الأول هو المشاركة في الاحتفال لإطلاق البدء بالحفر في المنصة النفطية في البلوك رقم 9، وهوكستين كان له دور مهم في متابعة المفاوضات حول هذا الملف، وهو لا يزال يهتم بهذا الملف لكونه أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وهو يريد أن يستثمر ذلك بأنه إنجاز أمريكي”.
وتابع: “الملف الثاني هو من صدد ما يجري الآن على الحدود، هناك تخوف من أن تؤدي التوترات على الحدود إلى نوع من صراع عسكري في المنطقة، ولبنان لديه شكوى من وجود احتلال إسرائيلي في أكثر من منطقة، ويبدو يوجد بعض الأفكار الأمريكية لمعالجة هذا الموضوع، البعض يطلق عليه ترسيم بري ولكن مسؤولون لبنانيون يرفضون مصطلح الترسيم لأنه تم سابقا عبر الخط الأزرق، أو الاتفاق الأساسي عند اتفاقية الهدنة، وهو يسمى إظهار الحقوق هناك احتلال إسرائيلي لبعض المناطق وهم لا يعترفون بذلك”.وحول التهديدات الإسرائيلية وتصادف وصول هوكستين إلى لبنان مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال قصير إن “التهديدات الإسرائيلية للبنان قائمة منذ زمن ويدرك الإسرائيليون أن أي عمل عسكري يستهدف لبنان سيتم الرد عليه، وهذا ما أعلنه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وحصلت تهديدات بشأن الخيم التي أقامها حزب الله على الحدود، والإسرائيلي لم يتجرأ على المواجهة، ولكن يوجد خوف دائم من تحول التوترات إلى اشتباك ومن هذا المنطلق حرص الأمريكيون دوما على المساعي للملمة الأمور ومنع الاصطدام”.
وقال إن “مجيء هوكستين إلى لبنان بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، قد لا يكون هناك ترابط، الإيرانيون ينشطون لحل الملفات الإقليمية ولديهم حلفاء في لبنان وفي المقابل الأمريكيون لديهم مشاريعهم أيضا”.
وأشار إلى أن الموضوع مرتبط بما يقوله، غدا، وزير الخارجية الإيراني، والملفات التي يحملها، لكن تقديري أن إيران ليس لديها مصلحة في تفجير الأوضاع في المنطقة وأميركا أيضا، قد يكون هناك نوع من التطابق لحرص الطرفين على منع ذهاب المنطقة إلى حرب جديدة خصوصا في ظل وجود نوع من المفاوضات بينهما في بعض الدول لمعالجة الملفات العالقة”.وكان قد افتتح هوكستين جولته بزيارة رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، صباح اليوم، حيث جرى عرض الأوضاع العامة خلال اللقاء الذي استمر ساعة وغادر بعدها هوكستين مكتفياً بالقول إن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان ممتازا وبناءاً .
بدوره، جدد بري “شكره للجهود التي بذلها هوكستين وأثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9 مؤكداً أن جهود المجلس النيابي ستبقى منصبة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي وفي مقدمها الصندوق السيادي كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الإتفاق مع صندوق النقد الدولي”.وأكد أمام الوفد الأمريكي “على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701 وعلى عمق العلاقة مع قوات الطوارئ الدولية “اليونيفل” منذ عام 1978 وحتى الآن وأن لبنان حريص جداً على المحافظة على الاستقرار كما حرصه على سيادته على كامل التراب اللبناني”.والتقى هوكستين أيضا في سياق جولته، برئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وشارك في اللقاء سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، دوروثي شيا، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة، السفير بطرس عساكر، ومنسّق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، العميد منير شحادة.
