إسرائيل تهدد بعودة الاغتيالات
العاروري رئيس الجناح العسكري لحماس على راس قائمة الاغتيالات
أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى مخاوف فلسطينية من عودة إسرائيل إلى سياسة الردع عن طريق الاغتيالات، مشيرة إلى أن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب هذه المخاوف.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن التنظيمات الفلسطينية المُسلحة أصدرت تحذيرات في الأيام الأخيرة، على خلفية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت السماح بمطاردة المُسلحين ومن أرسلهم، وهو قرار اعتبرته “حماس” بأنه تهديد باغتيال قادة كبار في التنظيمات المُسلحة.
إجراءات أمنية غير مسبوقة
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن تقارير أن التنظيمات المُسلحة قامت بتعزيز إجراءاتها الأمنية على مستوى غير مسبوق، سواء في قطاع غزة أو في لبنان، مشيرة إلى أن إحدى الصحف المحسوبة على تنظيم “حزب الله” اللبناني تحدثت عن اتصالات مكثفة لمنع اندلاع مواجهة عسكرية، وتحذيرات من أن أي اغتيال سيؤدي إلى رد فعل “غير مسبوق”.
العاروري ومخاوف الاغتيال
وتقول الصحيفة إن أحد كبار المسؤولين الذين قد يكونوا الآن في مرمى إسرائيل هو صالح العاروري، الذي يُحرك الخيوط فيما يخص أنشطة حماس في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن إجراء العاروري مقابلتين خلال يومين يُمكن تفسيره على أنه خوف من الاستهداف، إذ ظهر على قناة محسوبة على حماس، وأخرى محسوبة على تنظيم “حزب الله” اللبناني، حيث هدد برد قاس، إذا حاولت إسرائيل اغتيال قادة التنظيمات المُسلحة.
وقال العاروري في مقابلة: “هناك في إسرائيل من يريد حرباً إقليمية، وهناك من يفكر في خطوات تؤدي إليها، ومن يفكر في الاغتيالات يعرف أن ذلك قد يؤدي إلى حرب إقليمية“.
ورغم التهديد الضمني الذي أصدره مجلس الوزراء الإسرائيلي بداية الأسبوع، توعد العاروري بمواصلة الترويج للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وكانت حماس قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي قُتل فيه إسرائيلي يبلغ من العمر 60 عاماً ونجله البالغ 28 عاماً بالرصاص في حوارة الأسبوع الماضي. وقال متحدث باسم الحركة إن عناصر الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام ” موجودون في قلب المعركة في الضفة الغربية”.
من جانبه، قال العاروري إن “التحضير والتنفيذ الفوري لهجمات مسلحة هو الخيار الأفضل، إن النموذج الأفضل والأكثر فائدة لدينا في الضفة الغربية هو المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين والجيش الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “المقاومة تسببت بكل هذا الإرباك للاحتلال”.
كما أعرب العاروري عن ارتياحه لكون بعض الهجمات في الضفة الغربية هي فردية لا علاقة لها بالمنظمات المسلحة، وتنفَّذ بشكل مستقل، موضحاً أنه متفائل عندما تكون هناك هجمات من قبل أشخاص غير منظمين.
تخوفات العاروري
ورغم اللهجة القاسية للعاروري، تقول الصحيفة ،إن هناك تخوفاً من احتمال اغتياله. وبحسب مصادر أمنية فإن إسرائيل مهتمة باغتياله منذ فترة، باعتباره “رأس الأفعى” الذي يحاول قيادة الانتفاضة في الضفة الغربية، لافتة إلى أن أنشطة العاروري ساعدت في إثارة موجة من العنف الشديد قُتل فيها 35 إسرائيلياً منذ بداية العام، وتم إحباط أكثر من 480 هجوماً كبيراً، منها حوالي 400 عملية إطلاق نار.
استراتيجية حماس في الضفة الغربية
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن العاروري يرأس الجناح العسكري لحماس، وإن استراتيجية الحركة تتركز في الآونة الأخيرة على استخدام العنف في الضفة الغربية، وهي المنطقة التي يُمكن من خلالها تقويض السلطة الفلسطينية والأمن في إسرائيل، كما أن النشاط المتسارع في الضفة الغربية يسمح لحماس الحفاظ على السلام في قطاع غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي، وأيضاً تعزيز الوضع العسكري.
وفقاً للصحيفة، يلعب العاروري البالغ من العمر 57 عاماً دوراً مركزياً في ترجمة هذه الاستراتيجية إلى تكتيكات، وهو يفعل ذلك من خلال أدواته التي يمتلكها في القدس والضفة الغربية، لافتة إلى أنه يهتم بنقل الأموال إلى المنطقة لتنفيذ هجمات مسلحة، ويجند السكان المحليين للقيام بأنشطة مسلحة، مستطردة: “إنه يفعل كل ذلك عن بُعد، ومن مقعده في بيروت”.