السياسة

بعد مصرع بريغوجين.. ما هو مصير فاغنر في إفريقيا؟

حسابات مجموعة فاغنر العسكرية ستتغير تماماً في القارة الإفريقية بعد مصرع قائدها يفغيني بريغوجين أمس، حيث سبق وأعلن القائد العسكري الروسي من قبل أنه سيتجه إلى القارة السمراء بعد التمرد الذي قاده ضد القيادة الروسية في يونيو (حزيران) الماضي.

وأكد خبراء أن عمليات فاغنر العسكرية ربما تتقلص مؤقتاً إلى حين الاستقرار على من سيقود المجموعة مجدداً.

استمرار نشاط فاغنر

وقال سفير مصر الأسبق في روسيا، عزت سعد، إن قوات فاغنر هي مجموعة عسكرية خاصة في روسيا، وتعتبر إحدى أدواتها في سياستها الخارجية، معتبراً أن “مصرع قائد فاغنر والمجموعة التابعة له لا يعني بالضرورة انتهاء أعمالها أو نشاطها في إفريقيا في الوقت الراهن، وربما يتم تغيير خريطة عملياتها”.
وأوضح عزت سعد لـ24 أنه “بعد التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين ضد الدولة الروسية، تحدث قائد فاغنر وقتها عن إعادة هيكلة المجموعة وإدخال إصلاحات في عملها، وينظر إلى ذلك بأن فاغنر هي أداة لتنفيذ السياسة الخارجية الروسية، ولا يمكن الاستغناء عنها”.
كما توقع السفير عزت السعد أن تعيد روسيا هيكلة فاغنر سراً، وتعين قائداً جديداً يعيد أعمال المجموعة مثلما كانت في السابق، لتواصل عملياتها في الدول الإفريقية التي تهتم بها موسكو حالياً.

سرعة الانتقام

أما الخبير بالشأن الروسي، كريستو غروزيف فرأى أن ما حدث لقائد مجموعة فاغنر له علاقة بأفريقيا. وقال “رأينا الأسبوع الماضي تصاعداً في القتال بين وزارة الدفاع الروسية وبوتين والكرملين من جهة، وبريغوجين حول من سيتقلد زمام السيطرة على أبرز الأسواق المربحة في أفريقيا في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفي الحقيقة كان بريغوجوين في أفريقيا في اليومين الماضيين وكان بطريقه عائداً من أفريقيا، وعليه اعتقد أن الأحداث الأخيرة بأفريقيا سرّعت ما حدث”.

وأوضح الخبير الروسي بحسب شبكة “سي إن إن” أن الرئيس فلاديمير بوتين عليه أن ينتقم وعليه أن ينهي بريغوجين بعد وصفه بـ “الخائن” لأنه وخلافاً لذلك سيفقد القدرة على المحافظة على سمعة قسوته. واستدرك أن المشكلة الوحيدة فيما يتعلق بالتوقيت، هي أن الأمر حدث بسرعة نوعاً ما.

وظهر بريغوجين، في مقطع فيديو نشره على قناته في تلغرام مساء أول أمس الإثنين، ملمحاً إلى وجوده في إفريقيا حيت يتمدد نشاط المجموعة. 
وكان بريغوجين يرتدي في الفيديو زي “فاغنر” العسكري ويحمل بندقية “كلاشينكوف”، وفي الخلفية منطقة جرداء وبدا من بعيد عدد من عناصر المجموعة و3 مركبات.


وقال بريغوجين في الفيديو المقتضب “نحن نعمل. درجة الحرارة تفوق الخمسين درجة مئوية وهو ما نحبه، ومجموعة فاغنر تجري أنشطة الاستطلاع والبحث، مما يجعل روسيا أكثر قوة في كل القارات”.
وأضاف “إفريقيا أكثر حرية، العدل والسعادة للأمم الإفريقية. نحارب القاعدة وداعش والجماعات الأخرى، ونحن ماضون في عمليات التجنيد ونستمر في تنفيذ المهام التي تم تكليفنا بها وتعهدنا بالقيام بها”.

ولم يذكر بريغوجين صراحة أين سجل الفيديو أو متى، لكنه في حديثه لمح إلى أنه في إفريقيا حيث الحرارة المرتفعة هذه الأيام وحيث تنشط المجموعة، التي برز اسمها على السطح مجدداً بعد الانقلاب العسكري في النيجر.
وبعد محاولة تمرد قصيرة في روسيا خلال يونيو(حزيران) الماضي، غادر بريغوجين البلاد وتحدثت تقارير عن استقراره لبعض الوقت في بيلاروسيا.

لكن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ذكر لاحقاً أن بريغوجين ليس موجوداً في بلاده إنما في سان بطرسبرغ الروسية، وفي أواخر يوليو (تموز) الماضي ظهر زعيم “فاغنر” في القمة الإفريقية الروسية التي انعقدت في المدينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى