مسؤولون عرب: أمريكا تعرقل الربط السككي العربي وخطة لإعمار الشبكة السورية
أكد مسؤول في وزارة النقل العراقية أن ربط السكك الحديدية مع سوريا قائم ومستمر، رغم التحديات التي يواجهها المشروع جراء وجود الجيش الأمريكي في منطقة “التنف”، والتهديدات التي تواجهها منطقة الحدود السورية العراقية بسبب الاستهداف الأمريكي الإسرائيلي.وأضاف أحمد كريم، ممثل وزارة النقل العراقية على هامش مؤتمر (الاتحاد العربي للسكك الحديدية) بدورته الـ 38، الذي يعقد في دمشق هذه الايام:
“تم توقيع العديد من الاتفاقيات لإقامة مشاريع مشتركة بين سوريا ودول الجوار، وسيتم العمل على تنفيذها لتكون جزءا من دعم الاقتصاد العربي، ومن هذه الاتفاقيات مشروع الربط السككي مع إيران والعراق وسوريا”.ولأول مرة في سوريا منذ 11 عاما، يعقد “الاتحاد العربي للسكك الحديدية” مؤتمره السنوي بمشاركة مسؤولين في وزارات النقل لكل من “الأردن والعراق ولبنان وليبيا وفلسطين وتونس والسودان ومصر”، ويناقش على يومين قضايا التكامل العربي في القطاع.وقال المسؤول العراقي إن “العراق حريص على تكامل الربط السككي الثلاثي بين بلاده وسوريا وإيران، مشيرا إلى عقد العديد من اللقاءات مع الجانب السوري الذي يتخذ خطوات جدية بشأن إعادة تأهيل السكك فيها”.وأوضح كريم في حديثه مع وكالة “سبوتنيك”، أن “هذا التكامل هو أحد التحديات الكبرى ضمن العديد من التوازنات الاقتصادية الكبرى، حيث أن المشروع سيكون استثماريا للدول المشاركة، وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع”.
مسؤولون عرب: أمريكا تعرقل الربط السككي العربي وخطة لإعمار الشبكة السورية© Sputnik . nour moulhemخزيم: الإرهاب دمّر 80% من السكك السوريةمن جهته، أكد وزير النقل السوري، زهير خزيم، في تصريح لـ “سبوتنيك”: “نفخر بانعقاد هذا المؤتمر في دمشق بعد 11 عامًا من القطيعة، فسوريا في مقدمة صنّاع لم الشمل العربي”.ونوّه بضرورة تطوير قطاع السكك الحديدية الذي يعتبر أهم أنماط النقل، وبات الاعتماد عليه من أولويات الحكومات لإسهاماته الكبيرة في حركة النقل والتبادل التجاري.وأضاف الوزير السوري: “هناك 1516 كم من شبكة السكك الحديدية السورية، وهي تشكل 59% من إجمالي الشبكة، لا تزال خارج الخدمة حتى تاريخه، بسبب التدمير الممنهج الذي طالها على أيدي العصابات الإرهابية”
.وأشار إلى أن: “السكك الحديدية السورية كانت هدفًا أساسيًا للأنشطة الإرهابية لسهولة استهدافها وتدميرها، وذلك لقطع شرايين التواصل الجغرافي ونقل البضائع”.وأضاف الوزير السوري أن “عمليات استهداف الإرهاب الممنهج لقطاع السكك الحديدية السورية تخلله أيضا سرقة وتخريب الجسور، والمحطات، ومراكز الصيانة والإصلاح وقطع الغيار، والعربات، ورؤس القطر، ما انعكس بشكل عميق على سوق العمل والتعافي والتنمية”.الني: خارطة لإعادة إعمار السكك السوريةوأكد الأمين العام لـ (مجلس الوحدة الاقتصادية العربية)، محمدي أحمد الني يتم التركيز على وضع خارطة استثمارية للمشاركة في إعادة الاعمار وتمويل المشاريع مع الجهات المعنية في سورية.
وقال الني: “يأتي الاجتماع بعد انقطاع لفترة طويلة، وسيستمر بصورة دورية لما يحقق مصلحة اتحاد السكك العربية، معولًا على الاتحاد في جمع الدول العربية وشركات السكك العربية وتطوير السكك العربية”.ولفت الأمين العام لـ (مجلس الوحدة الاقتصادية العربية) إلى أن عودة اتحاد السكك العربية إلى العمل “سيسهم في تقوية أواصر العلاقة بين شعوب المنطقة العربية، ويمكن من الاستفادة من تجارب ونجاحات الدول العربية وصولًا لتحقيق التكامل في هذا المجال”.
مسؤولون عرب: أمريكا تعرقل الربط السككي العربي وخطة لإعمار الشبكة السورية© Sputnik . nour moulhemكريشان: إعادة تشغيل (الحديدي الحجازي)وفي السياق ذاته، نوّه مدير عام شركة “العقبة” الأردنية للسكك الحديدية، ياسر كريشان، في تصريح لـ “سبوتنيك”، بأهمية عودة انعقاد المؤتمر في تحقيق آمال شبكات السكك الحديدية العربية، لافتًا إلى أن “مشاريع كبيرة تنتظر وطننا العربي وخاصة الربط السككي العربي بين الأردن وسورية والعراق والخليج”.وأضاف كريشان: “هناك مباحثات أردنية سورية من أجل البت في مشروع إعادة تشغيل الخط الحديدي الحجازي (سوريا والأردن والسعودية) لأغراض سياحية في المرحلة الأولى، ومن ثم تجارية، بما يصب في مصلحة اقتصاد البلدين”.وتابع كريشان، في حديثه لوكالة “سبوتنيك”: “المشروع يحتاج إلى إعادة التأهيل، وتقديم الضمانات من كلا البلدين باستمرار سيره بشكل مستمر”.
وبّين مدير شركة “العقبة”، أن “الخط يعد من أقدم السكك الحديدية في المنطقة والعالم، حيث تبلورت فكرته عام 1900، وتم الربط بين مدينتي دمشق وعمان بواسطة الخط الحديدي الحجازي عام 1903، ووصلت خطوط السكك الحديدية مدينة معان (جنوبي الأردن) عام 1904، كما تم مد خط سكك حديدية من معان إلى البحر الأحمر عن طريق خط فرعي إلى خليج العقبة”.وأكد كريشان: “لغاية الآن، لا يزال الخط عاملًا في الأراضي الأردنية، وقد تعطلت رحلاته إلى سوريا نتيجة الحرب”.