اتفاقيات مرتقبة بين المغرب وإسرائيل… ما أهدافها؟
في سياق التقارب والشراكة بين البلدين في العديد من المجالات، وقع المغرب وإسرائيل 3 اتفاقيات تعاون في مجال النقل، إضافة إلى اتفاقيات مرتقبة في مجالات أخرى، من المقرر توقيعها خلال الفترة المقبلة.تتعلق الاتفاقيات الموقعة بالأحرف الأولى، في الرباط أمس الإثنين، بالتعاون في مجال النقل البحري والاعتراف المتبادل برخص القيادة، وكذا مذكرة تفاهم بشأن تطوير التعاون التقني في مجال السلامة المرورية والتنقل المستدام.وقع الاتفاقيات وزير النقل واللوجيستيات المغربي محمد عبد الجليل، ووزيرة النقل والسلامة المرورية الإسرائيلية ميري ريجيف، التي تقوم حاليا بزيارة عمل إلى المملكة على رأس وفد رفيع المستوى.
اتفاقيات مرتقبة
بحسب خبراء، فإن اتفاقيات أخرى مرتقبة في إطار الشراكة بين البلدين، تشمل العديد من المجالات، منها الطاقات المتجددة، والصناعات العسكرية، وغيرها من المجالات، خاصة في مجال الاستكشافات والتنقيب.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقعت شركة “نيو ميد إنيرجي” الإسرائيلية صفقة مع وزارة الانتقال الطاقي المغربية، فتحت بموجبها المملكة أبواب التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر وإنتاجه أمام الإسرائيليين، في إطار سعيها لتعزيز توفير الغاز للدول الأوروبية، وفتح الباب أمام شركاتها للاستثمار في أفريقيا بشكل أكبر.وفي يوليو/ تموز الماضي، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين في المملكة المغربية، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.واستقبل الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، الجنرال كوخافي في الرباط، في أول زيارة رسمية أجراها إلى المملكة.
وفق الخبراء، تسعى إسرائيل لتعزيز تواجدها في المملكة، إلى جانب حليفها الأمريكي، في إطار السعي نحو الانفتاح على الدول الأفريقية، نظرا لما تمثله المملكة من موقع مهم.أوضح بدر الزاهر، أستاذ الاقتصاد المغربي، إن الاتفاقيات بين إسرائيل والمغرب تشمل العديد من المجالات منها” الصناعات العسكرية والأمنية والتكنولوجيا والمجال الزراعي”.وقال الزاهر: “الفترة المقبلة تشهد تطوير هذه الشراكات في مجالات أخرى منها الطاقات المتجددة، النقل، والسياحة والقطاعات الأخرى”.وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين متميزة مقارنة ببقية الدول العربية، خاصة في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات بين الدول العربية وإسرائيل.ويرى الاقتصادي المغربي أن معارضة بعض الأحزاب والجمعيات الحقوقية للعلاقات بين المغرب وإسرائيل تأتي في سياق طبيعي، في حين أن المصالح الاستراتيجية للمملكة تملي التوجهات الحالية.
هل تراجعت الرباط عن دعم القضية الفلسطينية
وشدد بدر الزاهر، على أن المغرب لم يتراجع عن أي موقف تجاه دعم القضية الفلسطينية، وأن الرباط تؤكد دائما على ضرورة حل الدولتين ودعم فلسطين.
ويرى أن المغرب لم يربط الاعتراف بـ “مغربية الصحراء” بأي علاقات مع إسرائيل، وأن الوضع القائم لم يتغير عما قبل اعتراف واشنطن.من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي المغربي نبيل عادل، إن أوجه الاستفادة تكمن في تطوير العلاقات بجميع مستوياتها العسكرية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.وأوضح، في حديثه مع “سبوتنيك“، أن الشراكة بين إسرائيل والمغرب، تأتي في إطار انفتاح المغرب على الشراكات مع جميع الدول في الشرق الأوسط ومحاولة الخروج من التبعية للشركاء الغربيين.
أهداف مشتركة
وقال زاهر إن الاتفاقيات التي توقع بين البلدين تهدف لنقل التكنولوجيا إلى المغرب وفتح أسواق جديدة ورفع هامش ربح الشركات بين البلدين بما يعزز مكانة المغرب الاقتصادية في إطارها الإقليمي.وفيما يتعلق بتنديد بعض الأحزاب والجمعيات الحقوقية، يشير الخبير المغربي، إلى أن التنديد يرتبط” بعدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات الدولية ولا بقرارات مجلس الأمن، كما تختفي وراء “الفيتو” الأمريكي لتجنب المتابعات الدولية، فضلا عن أنها ليست دولة طبيعية وتحتل الأراضي الفلسطينية”.
مصالح عليا
ولفت إلى أن هناك جانب واقعي يتعلق بكون إسرائيل دولة قائمة ومعترف بها من الأمم المتحدة ولديها شراكات متعددة يمكن الاستفادة منها.ويرى نبيل عادل أن التوازن بين القضية الفلسطينية والتعاون مع إسرائيل قائم، بالنظر لوجود علاقات للعديد من الدول العربية مع إسرائيل فيما تطالب بحل الدولتين قبل الاعتراف بإسرائيل، في حين أن المغرب تحافظ على دعمها لفلسطين عبر رئاسة لجنة القدس، والمواقف الدبلوماسية تجاه أي اعتداءات على المقدسات والأراضي الفلسطينية.
وتابع: “استثمر المغرب قضية الصحراء في علاقته مع واشنطن وإسرائيل، خاصة بعد اعتراف الجانب الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو ما دفع العديد من الدول للإشادة بمقترح الحكم الذاتي”.وفي المقابل يرى أن إسرائيل تستفيد من المكانة الرمزية للمملكة المغربية، في المنطقة العربية.تجدر الإشارة إلى أنه بعد التوقيع على “اتفاقيات إبراهام” بوساطة الولايات المتحدة في 2020، استمرت العلاقات بين المغرب وإسرائيل في الزيادة بشكل كبير في مختلف القطاعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة.
معارضة حزبية للتطبيع
وفي وقت 7 مايو/ أيار الجاري، قالت القيادية السياسية اليسارية نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، خلال كلمة خلال الجمع العام الثالث لمجلس الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومقاومة التطبيع: “إن استمرار تغول إسرائيل في المغرب، بعد تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل رسمي، يشكل خطرا على الأمن الصحي للمغاربة، بعد تولي شركات إسرائيلية تنفيذ مشاريع لها علاقة بالقطاع الصحي”.