إدانة ترامب بارتكاب انتهاك جنسي وتشهير وتغريمه ملايين الدولارات
أصدرت هيئة محلفين بمحكمة أمريكية في نيويورك حكماً بتغريم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ملايين الدولارات كتعويض عن انتهاك جنسي للكاتبة والصحافية السابقة إي. جين كارول، بينما رفضت الهيئة تهمة الاغتصاب.
أصدرت هيئة محلفين فى نيويورك الثلاثاء (9 مايو/ آيار 2023) حكماً بتغريم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ملايين الدولارات كتعويض عن انتهاك جنسي، بينما رفضت الهيئة تهمة الاغتصاب الموجهة إلى ترامب، فيما ندد ترامب بقرار تحميله المسؤولية عن الواقعة ووصف القضية بأنها “مخزية” وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية عدة.
وخلُصت هيئة المحلفين بالمحكمة إلى تحميل ترامب المسؤولية عن الاعتداء جنسياً على الكاتبة والصحافية السابقة إي. جين كارول في تسعينيات القرن الماضي، ثم شوه صورتها من خلال وصفها بأنها كاذبة، مما سيتسبب في انتكاسة قانونية له في أثناء حملته الانتخابية لتوليه المنصب مرة أخرى في 2024.
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة “سي ان ان” الإخبارية الأمريكية وغيرهما من الوسائل الإعلامية أن هيئة محلفين مؤلفة من تسعة أعضاء خلصت إثر محاكمة مدنية إلى أن ترامب لم يغتصب اي. جين كارول لكنّها حمّلته المسؤولية عن التشهير بها.
وأمرت الهيئة المؤلفة من تسعة قضاة بإحدى محاكم مانهاتن الاتحادية ترامب بدفع تعويض لكارول قدره خمسة ملايين دولار على سبيل التعويض، وفق التقارير.
ورفضت الهيئة نفي ترامب اعتداءه على كارول وحكمت لصالحها. ولم يحضر ترامب أي جلسة من المحاكمة كما لم يستدع محاموه شهوداً.
وعند النطق بالحكم، أومأت كارول برأسها، ووضع محاموها أذرعهم حولها، واحتضنت أنصارها في قاعة المحكمة، وابتسمت للجميع فيما كانت تبكي.
ترامب ينتقد الحكم
من جانبه، انتقد دونالد ترامب الحكم الصادر عن هيئة المحلفين في نيويورك ووصفه بأنه “وصمة عار”، وأصر على أنه موضوع “مطاردة ساحرات”.
وقال ترامب: “هذا الحكم وصمة عار .. إنه استمرار لأعظم مطاردة ساحرات في كل العصور” ، وذلك في بيان نشره على صفحته بمنصته الخاصة للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال ميديا”. وأضاف ترامب: “ليس لدي أي فكرة عن هذه المرأة على الإطلاق” في إشارة إلى إي جين كارول الذي رفع الدعوى ضده.
وعُرضت أمام هيئة المحلفين إفادة مسجلة أدلى بها ترامب تحت القسم في تشرين الأول/أكتوبر. ويصف ترامب كارول في إفادته بأنها “كاذبة” و”شخص مريض حقاً”، فيما يقول محاموه إن كارول لفقت الاتهام “من أجل المال ولأسباب سياسية وللمكانة”.
واقعة قبل أكثر من 25 عاماً
وأقامت كارول (79 عاماً) العام الماضي دعوى ضد ترامب تتهمه فيها باغتصابها في غرفة تغيير الملابس في متجر “بيرغدوف غودمان” الفاخر الواقع في الجادة الخامسة بمانهاتن في 1996. وأقيمت الدعوى بموجب قانون في نيويورك يمنح ضحايا التحرش الجنسي فترة عام لملاحقة معتدين مفترضين بعد عقود على الاعتداء المفترض.
كذلك اتهمت كارول، كاتبة العمود السابقة في مجلة “إيل”، ترامب بالتشهير بها باتّهامه لها بالكذب بعدما عمدت إلى كشف القضية علناً في العام 2019.
وكشفت كارول للمرة الأولى القضية في مقتطفات من كتابها نشرتها مجلة “نيويورك ماغازين” في 2019. وردّ ترامب في حينه قائلاً إنه لم يلتقها على الإطلاق وأنها “تكذب تماما”.
وقالت كارول أمام المحكمة المدنية التي بدأت جلساتها قبل أسبوعين، إن الاعتداء المفترض ولد لديها شعوراً بـ”العار” وجعلها غير قادرة على إقامة علاقات رومانسية. وأضافت أنها انتظرت أكثر من 20 سنة لتكشف عن الواقعة لأنها كانت “خائفة” من ترامب.
وطلب محاموها من امرأتين الادلاء بشهادتهما عن أن ترامب اعتدى عليهما جنسياً قبل عقود. وقالت سيدة الأعمال السابقة جيسيكا ليدز لمحكمة مانهاتن الفدرالية إن ترامب تحرش بها جنسياً خلال رحلة بالطائرة في الولايات المتحدة في سبعينات القرن الفائت. وقالت الصحافية ناتاشا ستوينوف إن ترامب قبلها من دون رضاها خلال مقابلة في مقره في مارالاغو عام 2005.
ليس الاتهام الوحيد لترامب
واتهمت نحو 12 امرأة ترامب بالتحرش الجنسي قبل انتخابات عام 2016 التي أوصلته إلى البيت الأبيض. لكنه ينفي كافة الاتهامات ولم يُلاحق في أي منها. ولا يمكن أن تفضي الدعوى المرفوعة من كارول إلى أي ملاحقات جنائية.
يأتي ذلك في وقت يسعى الرئيس السابق (2017-2021) البالغ 76 عاما إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمقارعة الرئيس الأميركي جو بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لكنه يواجه دعاوى قضائية متزايدة.
وفي أوائل أبريل/ نيسان وجّهت لترامب رسمياً 34 تهمة احتيال محاسبية وضريبية تتعلق بمدفوعات للتستر على قضايا عدة بما في ذلك علاقة جنسية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز أنكرها أيضا.
ومن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة، الاتّهامات الموجّهة إليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، إضافة الى تحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.